كتبت: لمياء شرف
اعتبر القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، أن صدور مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، يمثل نهاية وزوال إسرائيل، مؤكدا أن إسرائيل أصبحت في عزلة تامة، ويعد هذا الحكم نصرا عظيما.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن القائد العام للحرس الثوري قال في كلمة أمام قوات التعبئة الشعبية في خوزستان، إنه لا يشعر أحد في إسرائيل بالهدوء الآن، الجميع يعيش في الملاجئ، والهلع يسود صفوف الأعداء.
وأكد أن المسؤولين الإسرائيليين مرتبكون ومكتئبون، وجيشهم منهك، عكس حزب الله وجبهة المقاومة، مؤكدا أنه لم يعد يزور إسرائيل سوى المسؤولين الأمريكيين.
ودعا المسؤولين في الدول الإسلامية إلى إغلاق كل الطرق التي تؤدي إلى مساعدة هذا الكيان، حتى يُهزم ويزول، مطالبا الشعب الإيراني بـ”أن يكون على يقين بأننا سننتقم من إسرائيل”.
وأكد سلامي في كلمته، أن استمرار هذه الحرب لن يؤدي إلا إلى القضاء التام على إسرائيل، وبالنظر إلى مصير من سبقهم، ندرك أن الهلاك ينتظر إسرائيل.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق في الكيان الإسرائيلي، يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، إضافة إلى القائد العسكري لـ”حماس” محمد الضيف.
وناشد المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الدول الأعضاء في المحكمة والبالغ عددها 124، بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف التي أصدرتها بحقهم.
وقال خان في بيان: “أدعو جميع الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب نظام روما الأساسي عبر احترام هذه الأوامر القضائية والامتثال لها”.
وفي سياق متصل، قالت منظمة العفو الدولية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أصبح الآن مطلوبا رسميا بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية.
وأضافت الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، أغنيس كالامار، أنه يجب على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي بأكمله ألا يترددوا في فعل أي شيء لحين تقديم هؤلاء الأفراد للمحاكمة أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية المستقلين والمحايدين.
والجدير بالذكر، أن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وعددها 124 دولة، بموجب النظام الأساسي للمحكمة، ملزمة باعتقال وتسليم أي فرد صدرت بحقه مذكرة اعتقال من المحكمة إذا وطئت قدماه أرض الدولة.
وفي حالة عدم تنفيذ أي دولة أمر الاعتقال، فإن العقوبة التي تواجهها لا تتعدى لفت النظر الدبلوماسي، مثل إحالة دولة ما إلى جمعية الدول الأطراف في المحكمة الجنائية الدولية وفي نهاية المطاف إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
دول أعلنت التزامها بقرار المحكمة
وأكدت مجموعة من الدول الأعضاء أنها ملتزمة بقرار المحكمة، وأنها ستعمل على اعتقال نتنياهو فور وصوله لأراضيها.
وقال وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو، إن بلاده ستكون ملزمة باعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا.
وقال رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس، إن أوامر الاعتقال تشكل خطوة بالغة الأهمية، مضيفا أن أيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية، داعيا إلى ضرورة مساعدة المحكمة في أداء عملها على وجه السرعة.
من جهتها، صرحت وزارة الخارجية الهولندية بأن زيارة الوزير كاسبر فيلدكامب لإسرائيل تأجلت في ظل الظروف الحالية، وذلك بعد تصريح لفيلدكامب أمام البرلمان قال فيه إن بلاده تحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية، مضيفا أن أمستردام لن تنخرط في اتصالات غير ضرورية، وستعمل على تنفيذ أوامر الاعتقال.
واتفق موقف كل من سويسرا والسويد على أن بلادهما ملزمة بالتعاون مع “الجنائية الدولية” بموجب نظام روما، ومن ثم سيتعين عليهما اعتقال أي منهم إذا دخلوا البلاد، وتسليم أي منهم إلى المحكمة.
وصرح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بأن قرار “الجنائية الدولية” أمر منطقي، مشيرا إلى أن واشنطن يجب أن تسهل تنفيذ القرار.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية ملزم، وإنه ينبغي للدول والشركاء في المحكمة احترام القرار وتنفيذه.
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف ليموين، بأن رد الفعل الفرنسي سيكون متماشيا مع قوانين المحكمة الجنائية الدولية، ورفض أن يوضح قرار باريس بشأن اعتقال نتنياهو إذا جاء إلى البلاد، قائلا: “إنها نقطة معقدة من الناحية القانونية”.
حضيض أخلاقي
علقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على الحكم الصادر من قبل المحكمة الجنائية الدولية، معتبرةً أن المذكرة بمثابة “انزلاق أخلاقي” لإسرائيل، وذلك في مقال تحت عنوان “تجويع، قتل، اضطهاد: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تمثل انزلاقا أخلاقيا غير مسبوق لإسرائيل“.
تقول الصحيفة إن أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت تضع إسرائيل في حضيض أخلاقي غير مسبوق، حيث اتهمت قادة الدولة بارتكاب جرائم خطيرة ضد الإنسانية في قطاع غزة.
واستعرضت الصحيفة التهم الموجهة إلى نتنياهو وغالانت، والمتمثلة بالمسؤولية عن تجويع ملايين الفلسطينيين في غزة، والذين تحولوا إلى نازحين بعد طردهم من منازلهم المدمرة، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية والكهرباء والبنزين والغذاء والمياه، والدواء، ومستلزمات التخدير. إضافة إلى الهجمات المتعمدة على المدنيين، وقتل الأطفال الذين ماتوا من الجوع والجفاف، وغير ذلك من الأعمال اللاإنسانية.