كتب: علي زين العابدين برهام
تحتل خطب الجمعة في إيران أهمية بالغة على المستويين الداخلي والخارجي، نظرا إلى ما تحمله من بُعد ديني عميق مرتبط بالشعائر الإسلامية، إلى جانب دورها السياسي والاجتماعي المؤثر، فتمتزج فيها التعاليم الدينية بالمواقف السياسية.
وتُعتبر منبرا لعرض مواقف الدولة تجاه المستجدات الإقليمية والعالمية، مما يجعل لها تأثيرا كبيرا على المجتمع الإيراني وعلى المتابعين للشأن الإيراني خارجيا. وفي ما يلي أهم ما ورد في خطب الجمعة اليوم 21 مارس/آذار 2025.
أول خطبة في العام الإيراني
تناولت صحيفة “انتخاب” أبرز ما جاء في خطبة جمعة طهران، اليوم الذي يوافق بداية العام الإيراني الجديد “النيروز”.
فذكرت أن كاظم صديقي، إمام جمعة طهران، ألقى أول خطبة لصلاة الجمعة في العام الجديد دون أن يذكر شيئا عن النيروز.
وقال صديقي إن “هناك أشخاصا بعدم مراعاتهم للعفّة والحجاب والستر، يفرحون الأعداء ويُضعفون أصالة الهوية الإيرانية والإسلامية”.
وأوضح حول تسمية هذا العام بـ”الاستثمار من أجل الإنتاج”، فقال: “طرح المرشد الأعلى شعار هذا العام حول مسألة الإنتاج والاستثمار، وهذه التصريحات ليست مجرد شعار، بل هي نتائج وخلاصات، ويوصي بها كواجب على الحكومة والشعب معا في بداية العام كبرنامج للسعادة”.
وتابع أن “المرشد الأعلى لا يغفل لحظة عن ضرورة فكّ عقدة معيشة الناس، ليعيشوا في أمن واستقرار اقتصادي يمكّنهم من عبادة الله بطمأنينة، والسير نحو بلوغ قمة القرب الإلهي”.
دعم الشعب لنهج الثورة
تناولت وكالة أنباء “الدفاع المقدس” ما صرح به أحمد علم الهدى، خطيب جمعة مدينة مشهد.
إذ ذكرت الوكالة أن علم الهدى أشار إلى أن الشعب الإيراني في العام الماضي قدّم ساحات بارزة لتجليات قوته وحضوره، مؤكدا أن هذه المشاهد عكست عظمة الاقتدار الوطني والشعبي أمام الأعداء وأمام العالم أجمع.
وأوضح أنه من هذه الميادين كانت في تشييع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، حيث برزت مشاعر الشعب الجياشة إثر فقدان رئيسهم، الذي كان نموذجا في الإخلاص وخدمة الناس.
وأضاف أن المرشد الأعلى أخبره بأن أحد رؤساء الدول الذين حضروا مراسم التشييع قال له: “اليوم تبيّن لنا أن الشعب الإيراني مرتبط بثورته ومبادئها”. وكانت السمة الأبرز لهذه المشاعر الجارفة هي عمق انتمائها للثورة ونهجها الثوري.
طاعة المرشد ضمانة للعزة والتقدم
أما وكالة “تسنيم” فقد تناولت أبرز ما قاله خطيب جمعة مدينة قم، محمد سعيدي.
إذ ذكرت الوكالة أن سعيدي شدد على أن الولاية هي محور الوحدة والأمن، مؤكّدا أنه إذا تخلّت أمة عن الولاية، فإن عاصفة الفُرقة ستجتاحها من كل صوب، وستؤدي إلى انهيار النظام الاجتماعي.
وأضاف أن من يترك طاعة الوليّ الفقيه “المرشد” ويعتمد على شياطين العصر والولايات المتحدة المجرمة الناقضة للعهود، ويظن أنه يمكنه تحقيق شيء من خلال التفاوض معها، فلن يحصد سوى الذل والمهانة.
وتابع قائلا إنه من الأفضل أن نظل متمسكين بالولاية في هذه الليالي، مستجيبين لأوامر الوليّ الفقيه في زماننا، المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي ختام حديثه، لفت إلى حوادث السير التي تتكرر كل عام خلال العطلات، مشيرا إلى حملة «لا للحوادث» التي تهدف إلى نشر الوعي، وتحذير الناس من مخاطر السفر، والمساهمة في تقليل الحوادث خلال عيد النيروز، وترسيخ ثقافة القيادة الآمنة؛ حتى لا يتحول فرح العطلة إلى مأساة.
جرائم الولايات المتحدة وإسرائيل
تناولت وكالة “إرنا” ما قاله حسن علي دادي سليماني، في خطبة جمعة كرمان.
إذ ذكرت الوكالة تأكيد سليماني أنه مرّت سنوات على اجتياح الولايات المتحدة لعدد من الدول، وكانت نتائج تدخلاتها، إلى جانب نهب ثروات البلدان الإسلامية، لا شيء سوى القتل، وسفك الدماء، وفرض وجودها العسكري داخل هذه الدول، وقد أثبتت التجربة أنه حيثما حلّ الأمريكيون، كانت النتيجة القتل، والنهب، وانعدام الأمن، واستعمار الشعوب.
وأضاف أن المتهم الأول في المجازر التي تُرتكب بحق النساء والأطفال الفلسطينيين هو الاحتلال الإسرائيلي الغاصب والولايات المتحدة؛ لماذا تُقصف المخيمات بالصواريخ والطائرات المتطورة، ويُقتل يوميا مئات الأشخاص في غزة، بينما تصمت المحافل الحقوقية الدولية صمتا مميتا ولا تحرك ساكنا؟
وختم علیدادي سليماني قائلا بأن عالم اليوم مليء بالقتل والجرائم والظلم؛ وفي هذا العالم، يجب على الأمة الإسلامية أن تتكاتف، وتتحلى بالوحدة والتآزر، وأن يقف المسلمون صفا واحدا للدفاع عن كرامتهم الإسلامية وعن المظلومين في العالم.
توجيه رؤوس الأموال يتطلب تسهيلات
تناولت وكالة أنباء “مهر” أبرز ما قاله أحمد مطهري، خطيب جمعة مدينة تبريز.
إذ ذكرت الوكالة أن مطهري قال إنه يجب الانتباه إلى ضرورة توفير البُنى التحتية اللازمة والكافية للاستثمار، ومتى ما توافرت هذه البيئة، فإن الناس سيُقبلون عليها بالتأكيد، وسيوظفون أموالهم في المجالات الإنتاجية والاقتصادية ذات الجدوى بدلا من تكديس النقود والذهب في البيوت.
وأضاف أنه بناءً على توجيهات المرشد الأعلى، ينبغي للحكومة أن تهيّئ التسهيلات المناسبة لدخول الناس مجال الاستثمار في القطاعات الإنتاجية، وإن تحقق النجاح في هذا المجال، فستُحلّ العديد من المشاكل الاقتصادية والمعيشية.
واعتبر أصل حبس رؤوس الأموال في المنازل ظاهرة غير اقتصادية وخاطئة، مشيرا إلى أن تزايد هذا التوجه بين العائلات الإيرانية يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية، في حين أن ضخ هذه الأموال في قطاع الإنتاج لا يلبّي فقط الاحتياجات المحلية، بل يفتح المجال أيضا أمام تصدير مختلف المنتجات.
وأكد أن عدم قدرة الحكومة على وضع خطط منطقية وعملية لاستقطاب الاستثمارات نحو الإنتاج سيؤدي إلى استفحال أنواع الفساد الاقتصادي، مما سينعكس سلبا على البنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع.
ضرورة تعاون الشعب والحكومة
تناول موقع “شيرازة” أهم ما قاله لطف الله دجكام، في خطبة جمعة مدينة شيراز.
إذ بيّن أن دعاء المؤمنين في رمضان يتمحور حول طلب تحوّل الأحوال إلى أفضل حال، مؤكدا ضرورة تغيير النظرة من التعلق بالدنيا إلى السعي للآخرة.
وأشار إلى أن الانشغال بالحكم على الآخرين أمر غير محمود، مستذكرا نصيحة النبي موسى (عليه السلام) لقارون الذي استمر في تكبره، وقارن بين قارون وبعض المفسدين في العصر الحديث، معتبرا إياهم معادلين له.
وتطرق إلى شعار العام الإيراني الجديد بعنوان “الاستثمار من أجل الإنتاج”، مشددا على ضرورة تعاون الشعب والحكومة لتحقيق التحول الاقتصادي، ومؤكدا أن تحقيق النمو الاقتصادي ممكن رغم الحصار، شرط تضافر الجهود. كما نبه المسؤولين إلى واجبهم في جذب الاستثمارات والاستجابة لمطالب الشعب.
ضرورة اهتمام المسؤولين بشعار العام
تناولت وكالة أنباء “شبستان” ما قاله محمد لاييني، ممثل المرشد في محافظة مازندران وخطيب جمعة مدنية ساري.
إذ ذكرت الوكالة أن لاييني أشار إلى شعار هذا العام الذي حدده المرشد الإيراني “الاستثمار من أجل الإنتاج”، مؤكّدا أنه على المسؤولين أن يأخذوا هذا الشعار بجدية.
وأضاف أن المرشد أولى أهمية كبيرة للإنتاج، وشدد على أن المشاريع الإنتاجية يجب أن تكون أولوية، رغم أهمية المشاريع العمرانية والتنموية الأخرى.
وبيّن، بمناسبة الاحتفال بالنيروز، أن الربيع مظهر من مظاهر قدرة الله وتجدد الحياة، متمنيا أن يكون العام الإيراني الجديد مليئا بالخير والبركة.
تحقيق الاستثمار
تناول موقع “صاحب خبر” أبرز ما قاله محمد عبادي زادة، خطيب جمعة بندر عباس.
إذ ذكر الموقع أن عبادي زادة أكد على أهمية الاستثمار في الإنتاج كحل رئيسي لمشاكل الاقتصاد والمعيشة في إيران، مشيدا باختيار المرشد الإيراني لشعار العام، واعتبره انعكاسا لاهتمامه العميق بقضايا الشعب الاقتصادية.
وأوضح أن هناك ثلاثة عناصر أساسية لتحقيق استثمار فعّال: توفير فرص العمل، وتحسين معيشة الناس، وتوجيه رؤوس الأموال المتناثرة إلى مسار الإنتاج.
ودعا إلى تأسيس تعاونيات إنتاجية لتنظيم رؤوس أموال الناس الصغيرة، محذرا من تكرار الأخطاء السابقة، مؤكدًا ضرورة التعلم من تلك التجارب لتحقيق نتائج أفضل.
وأشار أيضا إلى يوم المياه العالمي، محذرا من سوء استهلاك المياه وأهمية ترشيد الاستهلاك لمنع حدوث خلل. ودعا إلى الدقة في استخدام مصادر الطاقة، مؤكدا على ضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية.