كتب: علي زين العابدين برهام
تعتبر خطب الجمعة في إيران هي الصوت الواحد لحكومة الرجل الواحد “الولي الفقيه”، وهي المنبر السياسي والمذهبي لما يريد أن يمرره الولي الفقيه للشعب الإيراني في الداخل، وللشعوب الأخرى في الخارج.
إن خطبة الجمعة في إيران هي الرسائل التي يرسلها النظام كل أسبوع إلى من يتابعون الشأن الإيراني في الخارج، والتي يؤكدها النظام نفسه لمواطنيه. وفي ما يلي أبرز ما ورد في هذه الخطب، اليوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2025:
تغيير نهج صنّاع القرار
تناول موقع “عصر إيران” أهم النقاط التي تطرق إليها خطيب جمعة طهران.
إذ ذكر الموقع أن محمد حسن أبو ترابي، إمام جمعة طهران، صرح اليوم في خطبة الجمعة بأن عدم استقرار الاقتصاد الكلي يمنع من الاستثمار طويل الأجل ويزيد من مخاطر الاستثمار، لذلك يجب الاستفادة من جميع إمكانات النظام المالي والمصرفي والقوة السياسية في إيران للتوجه نحو استقرار المؤشرات الاقتصادية الكلية.
وأضاف أيو ترابي أنه بمشاركة الشعب، تزداد قوة النظام، والاقتصاد القوي هو ثمرة الحكم الاقتصادي المبني على مشاركة المواطنين.
وأشار إلى أنه في هذا المسار، نحتاج إلى تغيير في النهج من حكومة تقوم بدور المشرف على 70 إلى 80% من الاقتصاد الوطني وتكون منافسة للقطاع الخاص، إلى حكومة تكون مخططة، ومراقبة، وداعمة للقطاع الخاص والتعاوني، إذ يجب تغيير خارطة الطريق لصناع القرار.
مسيرات الاحتفال بالثورة استفتاء سنوي
كما تناولت صحيفة “انتخاب” أبرز ما قاله خطيب جمعة مدينة قم..
إذ ذكرت الصحيفة أن محمد سعيدي، في خطبته هذا الأسبوع في صلاة الجمعة في قم، أشار إلى أن الأعداء والمستعمرين يراقبون بدقةٍ هذه المسيرة؛ ليروا كيف يشعر الشعب تجاه ثورته.
وأضاف سعيدي أن الشعب الإيراني من خلال مشاركته في مسيرة الاحتفال بالثورة، قد أفشل مؤامرات الأعداء، خاصةً إسرائيل والولايات المتحدة، الذين يعتبرون من أكبر المجرمين في تاريخ البشرية.
وأشارت إلى أن هذه المسيرات السنوية التي يقوم بها الشعب الإيراني إنما هي استفتاء سنوي للثورة وللقيادة.
التقوى إكسير الروح والجسد
تناولت وكالة أنباء “إيمنا” أبرز ما قاله أحمد محمودي إمام جمعة مدينة أصفهان.
إذ ذكرت الوكالة أن محمودي دعا المصلين إلى تقوى الله، مؤكدا أن التقوى من الأسس الدينية التي تتجلى في مختلف جوانب حياة الإنسان، وأنه إذا جمعنا جميع أوامر الله في كلمة واحدة، فستكون تلك الكلمة هي التقوى.
وأكد أهمية التقوى، لأنها بمثابة إكسير قيم يعالج أمراض القلب مثل الحسد، والكره، والنفاق الداخلي، وعمى القلب.
وبخصوص المفاوضات، أكد أن هذه العداوات دائما ما تكون مخفية وراء الابتسامات الدبلوماسية من الأعداء، مشيرا إلى أن المسؤولين في النظام، خاصةً المسؤولين بوزارة الخارجية، يجب عليهم أن يولوا كلام المرشد علي خامنئي، اهتماما كبيرا.
الثورة وجّهت القلوب نحو الإسلام
تناولت وكالة أنباء “إيرنا” ما قاله أحمد مطهري، خطيب جمعة تبريز..
إذ ذكرت مطهري أن الثورة الإسلامية كانت معجزة، وأن انتصارها لم يكن ممكنا من خلال أي تحليل اجتماعي أو علمي، وأضاف: “هذه الثورة، بقيادة الإمام الراحل، نزعت الخوف من قلوب الناس”.
وأضاف: “ثورتنا هي ثورة ثقافية وروحية، في حين أن الثورات الأخرى مادية أو سياسية، وإن الثورة الإسلامية هي الوحيدة التي قامت وفقا للمعايير الدينية، والروحية، والإسلامية”.
رسالة إلى المسؤولين
تناولت وكالة أنباء “مهر” ما صرح به خطيب جمعة مشكين شهر بمحافظة أردبيل.
إذ قال رضا باوقار، إمام جمعة مشكين شهر، إن محور المقاومة من أهم إنجازات الثورة الإيرانية، وهو ما جعل إيران قوة إقليمية، أفشلت مخططات إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.
ووجّه باوقار رسالة إلى المسؤولين قائلا: “لا تثقوا بابتسامات الأعداء الظاهرة. الأعداء يسعون للسيطرة على هويتنا الدينية والثقافية لكي يهيمنوا على بلدنا، لكنهم لن يتمكنوا من تحقيق هذه الأهداف الشريرة”.
وأردف ناصحا: “في بناء علاقات صداقة مع الأعداء، يجب على المسؤولين أن يكونوا حذرين”.
وأشارت إلى أن المفاوضات مع الشيطان الأكبر “الولايات المتحدة” غير مقبولة.
المقاومة لا تُقهر
كما تناولت وكالة أنباء “إيرنا” ما صرح به إمام جمعة بروجرد.
إذ قال علي حسيني، إمام جمعة بروجرد، إنه يجب على إسرائيل أن تترك فلسطين وقطاع غزة، وحركة حماس ستظل ثابتة في أرضها. إن روح شعب غزة العظيمة لا يمكن هزيمتها، فقد ظلوا صامدين ومقاومين رغم فقدانهم أسرهم وأحباءهم.
وأضاف: “في صفوف شباب حماس الغيورين نجد قادة مثل يحيى السنوار وإسماعيل هنية، اللذين صمدا بقوة أمام إسرائيل، لن يمكن هذا الكيان الغاصب من هزيمة حماس”.
وأوضح قائلا: “الاحتلال الإسرائيلي حاول هزيمة حماس عبر الحرب الإعلامية والدعاية، لكنهم فشلوا في ذلك، وأصبح لحماس وفلسطين مكانة مرموقة في العالم”.
وأشار إلى أن “استشهاد القادة في حماس كان ضربة كبيرة، لكن جبهة المقاومة أصبحت أقوى اليوم، وهي قوة عظمى على مستوى العالم”.
انتقاد لوزيرة الطرق
نشرت وكالة أنباء “مهر” انتقادات إمام جمعة مدينة أصلاندوز بمحافظة أردبيل لوزيرة الطرق.
إذ ذكرت الوكالة أن محمد جعفر زاده، إمام جمعة أصلاندوز، أشار إلى زيارة وزيرة الطرق والتنمية الحضرية لمحافظة أردبيل، وانتقد طريقة تنظيم الزيارات، قائلا: “كنا نأمل أن تقوم الوزيرة بزيارة طرق شمال المحافظة برا، لترى بنفسها الطرق التي يفقد فيها أهلها أرواحهم”.
وأضاف أن الناس يشعرون بالاستياء لعدم زيارة هذه الطرق، ندعو الله أن تُحل مشكلات المحافظة بشكل متوازن، لكن من حق الناس أن يعبّروا عن استيائهم، لأنهم يتساءلون عن سبب عدم عرض ممثل مدينتهم معاناتهم من الطرق في منطقتهم على الوزيرة.
تحذير إمام جمعة بندر عباس
تناولت وكالة “تسنيم” ما صرح به إمام جمعة مدينة بندر عباس، محمد عبادي زادة.
إذ ذكرت الوكالة أن عبادي زادة أشار إلى تصريحات المرشد علي خامنئي حول الحرب المعرفية التي يشنها العدو، وأكد ضرورة وعي الشعب لمواجهة الحرب الناعمة، وقال إن “الهدف الرئيسي من هذه الحرب هو إحباط الشعب والشباب، ولذلك يجب أن نعمل على تعزيز الأمل ومكافحة التعتيم والتشويه”.
كما أوضح أن من أبرز المخاطر التي تهدد المجتمع، السرقات المادية والثقافية والهوية، وأكد ضرورة الوعي بهذا الأمر والعمل على منع حدوثها، كما دعا إلى تعزيز بصيرة الناس لتمييز مكائد الأعداء.
الهجوم على ظريف من منبر الجمعة
تناولت صحيفة “اعتماد” ما قاله أحمد علم الهدى، إمام جمعة مدينة مشهد.
إذ قال علم الهدى إن بعض التيارات السياسية تهدف إلى بيع مبادئ الثورة، وتقديم مبادئ وقيم الثورة على طبق من ذهب للعدو، لإرضاء بعض التيارات العلمانية، والسماح للعدو بالهيمنة على إيران من أجل الوصول إلى السلطة بأنفسهم.
وعلق على تصريحات محمد جواد ظريف الأخيرة بخصوص الحجاب قائلا: “من الذي يقول إن إيران لم تعد دولة حجاب؟ اذهبوا الآن إلى جامعة فردوسي وانظروا، هل هناك عدد أكبر ممن يرتدين الحجاب أم لا؟ كيف يدّعون أن الحجاب لم يعد له مكان في إيران؟ هذه هي الأقوال التي تجعل ذلك الخبير الأمريكي يعتقد أن إيران تتسول من أجل الدبلوماسية”.