كتبت: لمياء شرف
شهدت قضية أجهزة “البيجر” الملغومة تطورا مفاجئا، حيث كشف النائب السابق لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، مسعود أسد اللهي، عن تفاصيل جديدة تضاف لهذا الملف.
الجدير بالذكر أنه وقع حادث انفجار “البيجر” في لبنان الشهر الماضي (سبتمبر/أيلول)، وقتل العشرات على أثره وأصيب الآلاف بعد انفجار عدد من أجهزة الاتصالات اللاسلكية “البيجر” المحمولة، التي يستعملها رجال يعتقد أنهم من حزب الله.
أكد “أسد اللهي” خلال مقابلة مع قناة “خبر” الإيرانية، أن إيران سلمت أجهزة بيجر ملغومة لحزب الله، عبر شركة في تايوان، وهو ما يتعارض مع رواية الحكومة الإيرانية، حيث نفت تورطها في هذه الصفقة.
وكشف في المقابلة التلفزيونية، أن حزب الله طلب شراء ما بين 3000 و4000 جهاز بيجر جديدا بسبب حاجته، وجرى ذلك عبر شركة إيرانية تعاقدت مع علامة تجارية معروفة.
وأشار حسب وكالة “إرم”، إلى أن الشركة قدمت طلبا لـ5000 جهاز، مؤكدا أنه تم تسليمها للحزب دون فحصها أو التحقق من خلوها من أي متفجرات أو أجهزة تنصت.
ونفت قناة “خبر” الإيرانية بعد مدة قصيرة من المقابلة، التصريحات التي أدلى بها “أسد اللهي”.
في اليوم التالي من هذه التصريحات التي أثارت جدلا واسعا، استدعى المدعي العسكري في طهران، “أسد اللهي”؛ على خلفية تصريحاته الإعلامية حول أجهزة “البيجر”.
وقال اللهي: “إن حزب الله قرر العودة للعمل لاستخدام أجهزة البيجر بعد أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد البحث، وجدوا أن لديهم أجهزة بيجر قديمة، فتم تفعيلها، ولكنهم طلبوا ما بين 3 و4 آلاف جهاز جديد”.
وأضاف أن “حزب الله” طلب شراء الأجهزة عن طريق شركة إيرانية، وذكروا أن حزب الله لا يمكنه شراء هذه الأجهزة مباشرة، فتعاقدت الشركة الإيرانية مع شركة في تايوان تصنع أجهزة البيجر، وطلبت منها 5 آلاف جهاز.
وأكد أن الشركة التايوانية سلمت الأجهزة للشركة الإيرانية، ولكن الشركة الإيرانية لم تفحص الأجهزة قبل تسليمها لـ”حزب الله”، مشيرا إلى أنه لم يتوقع أحد أن تتحول آلاف الأجهزة إلى قنابل. ولحسن الحظ، لم يتم تسليم جميع الأجهزة التي اشترتها الشركة الإيرانية، إذ تم تسليم نحو 3 آلاف جهاز لـ”حزب الله”، في حين تبقى ألفا جهاز بيد الشركة الإيرانية.
في سياق متصل، فجّر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، الشهر الماضي، بعد حادث التفجير، أن إيران متورطة في شراء أجهزة “البيجر” الخاصة بـ”حزب الله”.
بينما نفى الخبير في قضايا غرب آسيا، رضا صدر الحسيني، تورط إيران في شراء أجهزة “البيجر” المتفجرة في لبنان، مؤكدا أنه لم يشارك أي إيراني في أي مرحلة من بداية تصنيعها إلى شرائها ونقلها وتوزيعها وتوزيعها.
وأضاف الحسيني حسب وكالة مهر للأنباء، أنه تم شراء هذه الأجهزة منذ أكثر من عامين، ومرت عبر بوابات الأشعة السينية لثلاث دول، مضيفا أن أغلبية المصابين في الانفجار ليسوا من أعضاء “حزب الله”، بل هم من المدنيين.
المصادر الأمنية اللبنانية أكدت أن الموساد الإسرائيلي لعب دورا كبيرا في عملية تفجير “البيجر”، حيث استخدم شركات وهمية لتفخيخ الأجهزة قبل تسليمها.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تفاصيل خطة إسرائيل المفصلة لتفخيخ أجهزة اتصالات حزب الله اللبناني لقتل وتشويه الآلاف من عناصره.