كتب: ربيع السعدني
كاظم غريب آبادي دبلوماسي إيراني يشغل حاليا منصب نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية بوزارة الخارجية منذ سبتمبر/أيلول 2024، وسفير إيران لدى المنظمات الدولية بفيينا.
لديه تخصصان مختلفان وحساسان في مجال السياسة الخارجية، يُعرف بخبرته الطويلة في المجال الدبلوماسي، خصوصا في ما يتعلق بالملف النووي.
وهو أيضا صهر محمد باقر ذو القدر، أحد القادة السابقين في الحرس الثوري ونائب رئيس أركان القوات المسلحة لشؤون “الباسيج” سابقا، ويعمل حاليا مستشارا لرئيس القضاء وسكرتيرا لمجمع تشخيص مصلحة النظام، ويعد أحد ألد معارضي الإصلاحيين في إيران.
آبادي، الحاصل على درجة الماجستير في “الدبلوماسية والمنظمات الدولية” والدكتوراه في القانون العام من جامعة العلامة الطباطبائي، يمتلك فهما عميقا للعلاقات الدولية، وأبرز التحديات التي تواجهها إيران على الساحة العالمية.
وشغل آبادي سابقا مناصب؛ نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون القانونية والدولية وأمين لجنة حقوق الإنسان في البلاد، وسفير إيران لدى هولندا والممثل الدائم لدى المنظمات الدولية في لاهاي، والسفير والممثل الإيراني الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا.
كما عُين مستشارا لوزير الخارجية للشؤون النووية، وأمينا للجنة خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي.
خلفية دبلوماسية قوية
كما يتمتع آبادي بخلفية دبلوماسية قوية في شؤون الطاقة النووية، وقد ساهم في تحقيق بعض التقدم في المحادثات مع القوى العالمية، حيث كان له دور بارز مع فريق التفاوض النووي الإيراني في عدة جولات من المحادثات النووية، وضمن ذلك الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة أو JCPOA) الذي تم توقيعه عام 2015.
اكتسب خبرة عريقة من جراء عمله تحت قيادة عدد من الشخصيات الإيرانية المعروفة في السياسة الخارجية، وفي مقدمتهم كبير المفاوضين علي لاريجاني. يؤمن غريب آبادي بـ“أن الطريق الأكثر حكمة هو البدء في محادثات لرفع العقوبات والعودة إلى الطريق الصحيح والسليم”.
يعمل آبادي لسنوات على مواجهة الضغوط الدولية المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي، مشددا على أهمية الحوار والتفاوض لتحقيق التفاهم المتبادل، ويُبرز ذلك دائما كأسلوب لحل النزاعات، مؤكدا أن التخلي عن الحوار لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمات، يقول إن “الحوار هو السبيل الوحيد للتغلب على التحديات الحالية”.
وتهدف هذه المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، ورفع العقوبات، وتسهيل التعاون الاقتصادي والسياسي.
معلومات “مضللة”
يتحدث بوضوح عن مواقف الدول الغربية “المتحيزة” تجاه إيران، مُشيرا إلى أن هذه الانتقادات تعتمد على معلومات “مضللة”، يقول دوما إن “إيران ملتزمة بجميع التزاماتها الدولية”، في إشارة إلى بروتوكولات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تهدف إلى ردع انتشار الأسلحة النووية.
يُنظر إلى آبادي أيضا كداعم للمواقف الإيرانية في الساحات الإقليمية والدولية، مما يعكس التوجهات السياسية للحكومة الإيرانية في التعامل مع القضايا الإقليمية مثل حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وبعد أن تقطعت أمامه حبال الدبلوماسية، أعلن للعالم أن “جُل ما ينتظره نساء ورجال وشباب طهران هو أن يولي المجتمع الدولي اهتماما بالغا للألم والمعاناة غير المبررة الناجمة عن العقوبات الأحادية الجانب التي استهدفت بشكل ظالم جوانب مختلفة من حياة الناس، وأثّرت على حياة الأجيال القادمة، وأن يتخذ خطوات مهمة، لإنهاء هذه الإجراءات التعسفية واللاإنسانية البالغة”.
انتقادات غربية
على الجانب الآخر يتعرض غريب آبادي لانتقادات حادة من بعض الدول الغربية بسبب موقفه الداعم للبرنامج النووي الإيراني، حيث يعتبرونه تهديدا للأمن الإقليمي والدولي. ورغم كفاءته، قد يُنظر إليه بعين الريبة من قبل بعض الدول؛ لكونه يمثل السياسة الخارجية الإيرانية التي تُعتبر مثيرة للجدل لدى الغرب.
وعلى الرغم من جهوده الإقليمية والدولية في الحوار، يواجه تحديات في بناء الثقة مع الأطراف الأخرى، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين إيران والغرب، والعقوبات الأمريكية والأوروبية التي تُفرض على طهران.