جمع وترجمة: علي زين العابدين برهام
كتاب “قوة التفاوض: أصول وقواعد المفاوضات السياسية والدبلوماسية” من تأليف عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني. يضم الكتاب ستة فصول تتناول قضايا التفاوض ومبادئه الأساسية.
تم نشر الكتاب عن طريق دار نشر اطلاعات، ويتضمن مقدمة بقلم محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني الأسبق، الذي يسلط الضوء على أهمية التفاوض والدبلوماسية في العلاقات الدولية، كما يشيد بالدور البارز لعباس عراقجي في المفاوضات النووية الإيرانية.
محتوى الكتاب:
- الفصل الأول: يستعرض أسس ومبادئ التفاوض، متناولا مفاهيم رئيسية مثل القوة، النفوذ، والاستراتيجيات المختلفة المستخدمة في المفاوضات.
- الفصل الثاني: يتطرق إلى عملية التفاوض، موضحا مراحلها المختلفة، بدءا من الإعداد، وافتتاح المفاوضات، وإدارة النزاعات، وصولا إلى تحقيق الاتفاق النهائي، مستندا في تحليله إلى التجربة الإيرانية في المفاوضات النووية.
- الفصل الثالث: يركز على أساليب التفاوض، حيث يشرح عراقجي تقنيات متنوعة، مثل التفاوض القائم على المصالح، التفاوض التنافسي، والتفاوض التفاعلي، مع توضيح كيفية توظيفها في السياقات الدبلوماسية.
- الفصل الرابع: يبرز دور الثقافة في المفاوضات، مشيرا إلى أن التباينات الثقافية بين الدول قد تشكل تحديات تستدعي استراتيجيات خاصة للتعامل معها بفعالية.
- الفصل الخامس: يتناول الصعوبات والتحديات التي قد تنشأ أثناء التفاوض، مثل انعدام الثقة بين الأطراف، والفوارق اللغوية والثقافية، والتأثيرات السياسية، حيث يقدم عراقجي حلولا عملية مستمدة من خبرته الشخصية.
- الفصل السادس: يستعرض تجارب وذكريات عباس عراقجي في المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1، حيث يسرد تفاصيل العملية التفاوضية ويشارك رؤى مستخلصة من تجربته المباشرة.
مزايا الكتاب ونقده:
يتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الموثق، وتركيزه على التجارب الواقعية، ولغته الواضحة والسلسة، مما يجعله مرجعا قيما للمهتمين بعالم التفاوض والدبلوماسية. ومع ذلك، وجه إليه بعض النقاد ملاحظات بشأن عدم تغطيته لبعض الجوانب المهمة في المفاوضات النووية.
أجرت وكالة “إيبنا” حوارا خاصا مع مع عباس عراقجي بتاريخ 17 مايو/أيار 2024 حول كتابه الأخير.
أوضح عراقجي في حديثه عن كتابه “قوة التفاوض”، أن عنوان الكتاب يحمل ثلاثة أبعاد أو معانٍ رئيسية:
- القوة اللازمة لخوض المفاوضات.
- القوة التي يمكن أن تنتجها المفاوضات لصالح الدولة.
- القوة التي يجب أن يمتلكها المفاوض نفسه.
وأكد أن الكتاب هو نتاج 30 عاما من الخبرة العملية وساعات طويلة من البحث والدراسة، مشيرا إلى أنه قام بتدريس محتوى الكتاب أيضا.
وأضاف أن الكتاب يشرح أصول التفاوض نظريا، ثم يتعمق في الجوانب العملية، ما يجعله دليلا تطبيقيا للمفاوضين. ويتميز بأسلوب يجمع بين المفاهيم النظرية والأمثلة المستمدة من التجارب الواقعية.
وأشار إلى أن العنوان نفسه يعكس مضمون الكتاب، حيث يتناول التفاوض كأداة لإنتاج القوة الوطنية، مؤكدا أن هذا الجانب يمثل الإضافة النوعية في كتابه. وقال:
“ما أعتبره الأهم، والذي يمثل ابتكارا في هذا الكتاب، هو البعد الثاني: كيف يمكن للتفاوض أن يكون بحد ذاته أداة لإنتاج القوة للدولة”.
وحول أهمية كتابة مذكرات الدبلوماسيين، أشار عراقجي إلى أن العديد من الدبلوماسيين الإيرانيين قد وثّقوا تجاربهم. وأضاف أنه سبق أن أصدر كتابا عن فترة عمله سفيرا في اليابان بعنوان “إيران تايشي”.