كتب: علي زين العابدين برهام
تفاعل الإعلام الإيراني بكل وسائله مع تطور الوضع في سوريا منذ اللحظة الأولى لإعلان فصائل المعارضة في سوريا بدء عملياتها العسكرية في إدلب وحلب.
بداية الأحداث
كانت بداية الأحداث مع إعلان هيئة تحرير الشام، يوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إطلاق عملية عسكرية موسعة في إدلب وحلب للسيطرة على مدينة حلب الاستراتيجية.
الإعلام الإيراني تفاعل مع تطورات الأحداث في سوريا، وكانت البداية من وكالة أنباء تابناك الايرانية التي ذكرت في تقرير لها يوم السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن هذه الفصائل تحظى بدعم كامل من الحكومة التركية، على حد زعمها، وأنها تسيطر على مناطق شمال غربي سوريا.
ردود الفعل الإيرانية
عقب تطورات الأوضاع في سوريا، أعلن إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في بيان لوزارة الخارجية، يوم السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إدانة إيران ما وصفها بـ”العمليات الإرهابية كافة بكل صورها وأشكالها”، وطالب بضرورة التعاون للحيلولة دون اتساع رقعة التوتر في المنطقة.
واعتبر بقائي ما حدث في سوريا “خطة شيطانية من إسرائيل والولايات المتحدة لزعزعة الاستقرار في المنطقة”، كما أشار إلى أن هذه العمليات تقوض اتفاق أستانا الذي عقد بين إيران وروسيا وتركيا لخفض العنف في هذه المناطق.
اتصال عراقجي بوزير الخارجية السوري
من ناحية أخرى، تناول عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، الوضع مع نظيره السوري بسام الصباغ في اتصال هاتفي، وقد صرح وزير الخارجية السوري بأن “الحكومة والشعب يقفان في مواجهة الهجمات الإرهابية، كما كان الحال في الماضي، حتى يتم القضاء على كل المخططات الشيطانية”، على حد وصفه.
وصرح عراقجي واصفا إعادة “الجماعات الإرهابية” نشاطها في سوريا بأنها خطة أمريكية إسرائيلية بعد هزيمة إسرائيل في لبنان وفلسطين، وأكد دعم إيران المستمر للحكومة والشعب والجيش السوري لمحاربة الإرهاب وحماية المنطقة، حسب قوله.
تحذير لجيران سوريا
رئيس البرلمان الايراني، محمد باقر قاليباف، تفاعل مع ما يحدث في سوريا، بتغريدة تحدث فيها عن الأوضاع في سوريا.
حيث نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا“، السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تغريدة قاليباف على حسابه بمنصة إكس، والتي حذَّر فيها من وصفهم بـ”جيران سوريا” من مغبة “العمليات الإرهابية”، ومن الوقوع في فخاخها.
وأضاف أن إيران ومحور المقاومة سيدعمون سوريا والشعب السوري، بعد هزيمة إسرائيل، لمواجهة المؤامرة الجديدة.
تعاون أمريكي
السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، تفاعل كذلك ما يحدث في سوريا، حيث نقل تقرير لوكالة أنباء مهر الإيرانية، السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عنه القول: “الجماعات الإرهابية في سوريا اعتقدت أن جبهة المقاومة وحزب الله قد ضعفا بعد التطورات الأخيرة”.
تابع: “نحن نشهد تعاون أمريكا مع هذه الجماعات الإرهابية. وفي السنوات الأخيرة، قدمت أمريكا أسلحة جديدة لهذه الجماعات، وفتحت لهم الحدود التركية”.
أكد مجتبى أماني أن الوجود العسكري في سوريا بناء على طلب من الحكومة السورية، وختم تصريحاته بأن هذه الأحداث ستعزز من تصميم الحكومة السورية على إنهاء وجود هذه الجماعات.
وفي هذا السياق، نقل موقع “تابناك” الإيراني يوم السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، تصريحات لعبد الرضا فرجي راد، الخبير السياسي الإيراني، حول الوضع في سوريا، مشيرا إلى أن رغبة إسرائيل تكمن في منع وصول الإمدادات لحزب الله عبر الأراضي السورية.
معارك ضارية
في حين نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” بيانا عن جيش النظام السوري في تقريرها، السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والذي تضمن الإشارة إلى المعارك الضارية التي يقوم بها الجيش ضد هذه الجماعات.
وأوضحت أن جيش النظام السوري قام بالهجوم على معاقل هذه الجماعات بدعم من القوات الجوية الروسية، وذكرت أن هذه المعاقل تقع على مقربة من الحدود التركية السورية حيث تتمركز هذه الجماعات.
أما قناة العالم الإيرانية، فقد نشرت أن القوات الجوية الروسية تقوم بغارات جوية على الجماعات المسلحة في مدينة حلب، مشيرة إلى أن هناك استعدادات وتجهيزات لدخول قوات ودعم عسكري روسي إلى دمشق.
وأضافت القناة أن هذه الغارات قد قضت على أكثر من 200 عنصر من هذه الجماعات.
مقتل قائد عسكري إيراني
من الخسائر المباشرة التي تعرضت لها إيران في هذه العمليات مقتل كيومرث بورهاشمي، وهو أحد أكبر الخبراء العسكريين الإيرانيين الموجودين في سوريا.
يذكر أن بورهاشمي قُتل في أثناء العمليات العسكرية يوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وشيع جثمانه السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في العاصمة الإيرانية طهران، بحضور عدد كبير من المسؤولين وسط شعارات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، وذلك وفقا لوكالة أنباء خبر أونلاين، يوم السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.