كتبت: يسرا شمندي
استهل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خطابه في الأمم المتحدة بدعوة إلى السلام وإنهاء النزاعات، وسط تصاعد التوترات الإقليمية، كما أجرى لقاءات مع قادة دولية، وعلى التوازي شهدت نيويورك مظاهرات حاشدة من المعارضة الإيرانية، رافضة لنظام بزشكيان وداعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك، كما تضاربت آراء الإيرانيين بين جهود الحكومة للتواصل مع الغرب والاحتجاجات ضد سياساتها القمعية.
ألقى بزشكيان خطابه الأول في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشددا على أن رسالة إيران للعالم هي السلام والأمن، ودعا إلى بيان شامل حول الدول المتضررة من العقوبات، واقترح إصلاحات في المؤسسات المالية الدولية، كما أكد ضرورة إنهاء الاحتلال في فلسطين ووقف إطلاق النار في غزة لتحقيق السلام العالمي. وفقا لما جاء في تقرير نشرته وكالة أنباء انتخاب بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2024.
ردود فعل الإيرانيين في نيويورك وإيران
نظم بعض الإيرانيين المقيمين بنيويورك الأحرار تظاهرة حاشدة بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2024، أمام مقر الأمم المتحدة؛ احتجاجا على حضور بزشكيان في دورة الجمعية العامة، وركزت المظاهرة على دعوة المجتمع الدولي، خاصةً القوى الغربية، على اتخاذ موقف ضد نظامه، واصفين إياه بأنه يشتهر بالإعدامات والمجازر، وذلك طبقا لتقرير نشره موقع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2024.
وتخللت المظاهرة شعارات باللغتين الفارسية والإنجليزية، مثل “اطردوا بزشكيان من الأمم المتحدة الآن”، و”سنقاتل، سنموت، سنستعيد إيران”، إضافة إلى لافتات كتبوا عليها تفاصيل ما وصفوه بمخاطر النظام الإيراني، مع تأكيد أن الحل يكمن في تغيير النظام، وشملت التظاهرة أيضا أداء النشيد الوطني الإيراني، ودعوات إلى طرد بزشكيان من الأمم المتحدة.
وشارك في المظاهرة عدد من الشخصيات الأمريكية، منهم السيناتور الأمريكي (عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري) تيد كروز، الذي أكد ضرورة إنهاء نظام الحكم الإيراني القائم.
أيضا شارك في التظاهرة السيناتور سام براونباك عضو الحزب الجمهوري وسفير الولايات المتحدة السابق للحرية الدينية الدولية، ودعا إلى تغيير النظام لصالح الشعب الإيراني، وحظيت المظاهرة بتغطية من وكالات الأنباء العالمية.
وفي سياق التحضيرات لمظاهرة 25 سبتمبر/أيلول 2024، نظم المعارضون الإيرانيون المقيمون بالولايات المتحدة فعاليات احتجاجية أمام فندق إقامة الرئيس بزشكيان، ورفعوا خلالها شعارات مثل “الموت لخامنئي وبزشكيان”، وعرضوا صورا لمن سموهم بشهداء النظام الإيراني وأعلام إيران، كما استخدموا دمى تمثل خامنئي وبزشكيان، وطالب المحتجون بتسليم مقعد إيران في الأمم المتحدة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التابع للمعارضة . كما أضاءوا الشموع لإحياء ذكرى من وصفوهم بضحايا النظام الإيراني، من ضمنهم من تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم منذ تولي بزشكيان الحكم.
وحول خطاب بزشكيان بالأمم المتحدة، كتب الناشط الاقتصادي حميد إبراهيم مهر، في منصة إكس بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2024: “عندما يقومون بتبرئة الإرهابي الأمريكي بالإرهابي الإيراني الوهمي! وعندما يفسرون أسلحة إيران وأمنها فقط باعتبارها ضد إسرائيل ويطبعون مع فكرة نزع سلاح إيران، ففي هذه اللحظة قل لبزشكيان أن يلتزم الصمت، حتى نتمكن من العثور على رئيس بكرامة الشخص المفقود في جبال فارزاغان (الرئيس السابق إبراهيم رئيسي)”.
وكتب الناشط السياسي والمؤيد للمعارضة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق فرامرز آزادخاه على صفتحه الشخصية في منصة إكس قائلا: “اسمعنا يا بزشكيان، نظامك يقترب من النهاية، وإن سيدكم خامنئي هو رأس الأفعى في طهران وسيطيح به الشعب الإيراني قريباً”.
واعتبر البعض أن تصريحات بزشكيان ناتجة عن سذاجته، فيما يرى آخرون أنها جاءت بتنسيق مع المرشد الأعلى علي خامنئي، كجزء استراتيجي لإظهار وجود تباين داخل الحكومة بهدف تمهيد الطريق للمفاوضات مع الغرب، وعلى الصعيد الآخر سعى الإصلاحيون الداعمون لبزشكيان لتبرير تصريحاته، ومن بينهم الصحفي أحمد زيد آبادي الذي أوضح أن بزشكيان كان يقصد نزع السلاح الإقليمي، ومع ذلك، تعرضت تصريحاته لانتقادات حادة من مصادر مقربة من الحرس الثوري، فيما حاول الإعلام الموالي له التلاعب بتفسيراته، حسبما ذكرت صحيفة كيهان بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2024
وبالتزامن مع حضور بزشكيان وممثلي إيران في الدورة الـ79 للأمم المتحدة، أضربت أكثر من 45 سجينة رأي سياسية عن الطعام في سجن إيفين الإيراني، وأعلنت سجينات الرأي المضربات والمعتصمات في جناح النساء بسجن إيفين عن مطالبتهن “بوضع حد لعمليات الإعدام والإفراج عن سجينات الرأي السياسيات”، وفق ما نشره موقع إيران واير بتاريخ 24 سبتمبر أيلول 2024.