كتب: حسن قاسم
سقط بشار الأسد ابن حزب البعث، بعد أن حكم سوريا لأكثر من 24 عاما منذ توليه منصبه عام 2000، وخلال 11 يوما فقط استطاعت فصائل المعارضة السورية إسقاط حكمه للأبد، التقرير التالي يستعرض التسلسل الزمني لأيام سقوط الأسد، منذ بدء فصائل المعارضة السورية هجومها ضد قواته والسيطرة على المناطق التي تقع تحت إدارته، وصولا لورود أنباء عن هربه واقتحام قصوره الرئاسية من قبل الفصائل وبعض من الشعب السوري.
اليوم الأول
صباح الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مدته 60 يوما فقط في لبنان، أعلنت “هيئة تحرير الشام” بدء عمليتها “ردع العدوان” لتحرير سوريا من قبضة الأسد، انطلاقا من إدلب شمال غربي سوريا المعقل الرئيسي لـ”تحرير الشام”، واصطدم المعارضون بقوات الجيش السوري والتنظيمات المسلحة الداعمة له، ووصلت حصيلة القتلى إلى 107 قتلى، وفقا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اليوم الثاني
الخميس 28 نوفمبر/تشرين الثاني، وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوري وهيئة تحرير الشام على محور ريف حلب الغربي، كما قام الطيران الحربي الروسي بتنفيذ قصف على مدينة الأتارب، نجم عنه سقوط ضحايا مدنيين وأطفال، ووصل عدد الغارات التي شنها الطيران الحربي آنذاك إلى 24 غارة جوية استهدفت مناطق مختلفة في ريفي حلب وإدلب.
ووصلت إحصائية القتلى إلى 135 قتيلا، وفق توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اليوم الثالث
الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أحرزت فصائل المعارضة السورية تقدما ملحوظا وتمكنت من السيطرة على مناطق عدة وقرى مختلفة في أنحاء ريف حلب، وقطعت الطريقين الدوليين وهما “إم 5” و”إم 4″، بحسب ما أعلنته المعارضة.
وفي خضم هذه المعارك أعلن الجيش الروسي قصف عدة مواقع مختلفة باعتبارها ملاذا لفصائل المعارضة، بحسب قولهم.
وخلفت أحداث هذا اليوم ما يقرب من 50 قتيلا، من بينهم عسكريون ومدنيون، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
اليوم الرابع
السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني، دارت معارك طاحنة بين قوات الجيش السوري وهيئة تحرير الشام على محاور ريف حلب الغربي، كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر البدو قرب قرية أم شامة في ريف السويداء.
ولم يكفّ الطيران الحربي الروسي عن شن غاراته، حيث استهدف بلدة سندف بريف مارع شرق حلب، وحدثت مجزرة مروعة ارتكبتها الطائرات الحربية، يُرجح أنها روسية، باستهداف حشد بشري عند دوار الباسل في مدينة حلب.
كما أعلنت المعارضة السورية أنها نجحت في السيطرة على محافظة إدلب بالكامل، فضلا عن 50 قرية وبلدة تقريبا، بعد انسحاب قوات الجيش السوري منها، ووصل عدد القتلى إلى 70 قتيلا، بحسب ما أعلنه المرصد السوري.
اليوم الخامس
الأحد 1 ديسمبر/كانون الأول، أصبحت مدينة حلب خارج سيطرة النظام السوري، كما أعلنت المعارضة الزحف والتقدم نحو محافظة حماة بعد أن فرضت سيطرتها على حلب وإدلب.
كما أعلنت هيئة الحشد الشعبي في العراق أن العراق دفع بتعزيزات عسكرية من قوات “الحشد” والجيش إلى الحدود الغربية مع سوريا.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في هذا اليوم، أن قوات الجيش السوري قد أعادت ترتيب مواقعها العسكرية من جديد وتثبيت نقاط جديدة على أطراف مدينة حماة، كما أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى عدة بلدات مهمة استراتيجيا، ووصلت حصيلة القتلى إلى 68 قتيلا، من جراء قصف واشتباكات مباشرة، بحسب المرصد.
اليوم السادس
الاثنين 2 ديسمبر/كانون الأول، شن الطيران الحربي والروسي غارات في منطقة حلب ودوار الشمعات والأحياء السكنية بمدينة إدلب، ومخيم يقطنه نازحون بالقرب من حربنوش في ريف إدلب الشمالي، كما نفذت غارات جوية على أطراف مدينة معرة مصرين ومحيط قرية الشيخ بحر، وفق المرصد السوري.
ونجحت فصائل المعارضة السورية في إحكام قبضتها على أغلب أحياء مدينة حلب ومطارها الدولي، فضلا عن كامل القرى والمدن التابعة لإدلب.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عدد القتلى من العسكريين والمدنيين خلال عملية “ردع العدوان” المستمرة ليومها الخامس آنذاك قد وصل إلى 517 قتيلا.
اليوم السابع
الثلاثاء 3 ديسمبر/كانون الأول، وصلت تعزيزات عسكرية لقوات الجيش السوري إلى محاور ريف حماة الشمالية والشرقية والغربية، فضلا عن وصول مسلحين محليين من أبناء القرى إلى أطراف مدينة حماة.
كما سيطرت المعارضة السورية على السماقيات وكفرراع ومعرشحور ومعردس ومدرسة المجنزرات التي تعتبر مقرا لقوات الفرقة 25، واللواء 87 وحاجز بطيش ورحبة خطاب، ووصل عدد القتلى لأكثر من 600 قتيل، بحسب ما أعلنه المرصد.
اليوم الثامن
الأربعاء 4 ديسمبر/كانون الأول، فشلت “هيئة تحرير الشام” في السيطرة على جبل زين العابدين قرب مدينة حماة، ودارت معارك طاحنة مع قوات الجيش السوري التي شنت هجوما عسكريا بعد منتصف ليل الثلاثاء 3 ديسمبر/كانون الأول، واستعادت قرية كفراع ومعرشحور، وأبعدت المعارضين عن مدينة حماة بنحو 10 كيلومترات. ووصلت الخسائر البشرية إلى مقتل 294 شخصا، من جراء اشتباكات وقصف جوي وبري منذ بداية ديسمبر/كانون الأول فقط، بحسب المرصد السوري.
اليوم التاسع
الخميس 5 ديسمبر/كانون الأول، تمكنت قوات المعارضة السورية من إحكام القبضة على مدينة حماة، رابع أكبر المدن في سوريا، بعد انسحاب الجيش السوري منها بحجة إعادة التمركز.
بينما أصدر الجيش السوري بيانا يؤكد فيه دخول المعارضة إلى مدينة حماة، لتكون بذلك المدينة الثالثة التي تسقط بعد إدلب وحلب.
وظهر زعيم “هيئة تحرير الشام” المكنى بـ”أبو محمد الجولاني”، في مقطع فيديو يؤكد فيه السيطرة على مدينة حماة، ودخلت قوات المعارضة سجن حماة المركزي وأطلقت سراح السجناء هناك.
وخرج مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بتصريح يقول فيه: “حماة معركة الفصل الحقيقية من ينكسر فيها سينكسر في سوريا”.
اليوم العاشر
الجمعة 6 ديسمبر/كانون الأول، استهدفت طائرات حربية جسر الرستن الذي يربط مدينة حمص بحماة لقطع الطريق بين حماة وحمص وتأمين مدينة حمص، وفقا لما ذكره المرصد.
كما تم إمداد قوات الجيش السوري بأكثر من 200 آلية عسكرية محملة بأسلحة وعتاد إلى مدينة حمص، لتعزيز مواقعها في منطقة الوعر وقرب الكليات العسكرية، ورغم كل هذا فإن قوات المعارضة كانت قد اقتحمت مدينة حماة وأعلنت الاحتفالات وسط تهليل من المواطنين هناك، وبعدها أعلنت المعارضة السورية زحفها نحو حمص.
اليوم الحادي عشر
السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت قوات المعارضة السورية، السبت، سيطرتها على مدينة درعا، موجهةً ضربة جديدة للقوات السورية في ظل التطورات التي حدثت خلال الفترة الأخيرة، كما وافق الجيش على الانسحاب المنظم من مدينة درعا بعد اتفاق بينه وبين قوات المعارضة، ليتجه إلى العاصمة دمشق، المحطة الأخيرة لقوات المعارضة السورية.
ووصل عدد القتلى خلال اشتباكات هذا اليوم إلى 21 قتيلا، بحسب المرصد السوري.
اليوم الثاني عشر
الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، السيطرة على العاصمة السورية دمشق والإطاحة بـ”بشار الأسد” في فجر الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول، معلنةً انتهاء الحكم البعثي الذي دام لـ 50 عاما، كما صرح الجولاني أن المؤسسات العامة في سوريا “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازي الجلالي لحين تسليمها رسميا”.
ومن جانبه أكد الجولاني أنه مستعد لتسليم السلطة لأي قيادة يختارها الشعب السوري، بينما غادر بشار الأسد سوريا لوجهة غير معلومة.