كتبت: شروق السيد
تناولت وسائل الإعلام الإيرانية يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، الموقف الروسي (الباهت) في دعم بشار الأسد، رئيس النظام السوري، حيث أشارت إلى تراجع موسكو عن دورها المحوري في حماية حليفها السوري.
في ظل الأحداث الأخيرة المتسارعة، وتقدُّم المعارضة السورية على الأرض في عدة محاور، وضعف رئيس النظام السوري بشار الأسد، عبرت الصحيفة الإيرانية “عصر إیران” في تقرير لها يوم الجمعة 6 سبتمبر/كانون الأول 2024، عن الحالة التي يمر بها بشار الأسد الآن، فكتبت: “الأسد لم يكن بهذا القدر من الوحدة قط”.
وفي السياق نفسه، سلطت الصحيفة الضوء على وضع بشار الأسد المتأزم، متناولةً حجم التحديات التي يواجهها في ظل تخلي الحلفاء وتآكل الدعم الشعبي والعسكري، وكتبت في تقرير لها :
جيشه لم يعد يقاتل، وكل ما تبقى له من فنون الحرب هو التراجع، العديد من جنوده وحتى بعض جنرالاته قُتلوا أو جُرحوا أو أُسروا، والبعض الآخر فرّ، في حين انضم آخرون إلى المعارضة، أما الذين ما زالوا يقاتلون، فقد فقدوا معنوياتهم.
وتناولت الصحيفة الموقف الباهت لروسيا، التي كانت أمل الأسد في الوقوف بجانبه في هذه الأزمة التي لا يبدو أنها كسابقاتها، فذكرت أنه زار موسكو في بداية الاشتباكات الأخيرة لكسب دعم بوتين، لكن لم تتمكن روسيا أو لم ترغب عمليا في فعل أي شيء له، الإجراء الوحيد الذي قامت به روسيا هو قصف مواقع المعارضة، لكنه لم يكن كافيا ولا فعّالا.
وبذلك، فإن “بشار حافظ الأسد”، رئيس وحيد بجيش مهزوم، لا يحظى بدعم الشعب ولا بمساندة حلفائه.
أضافت الصحيفة في تقريرها: “ربما يفكر الأسد في هذه الأيام، إذا ما كانت عاصمته على وشك السقوط، كيف وأين يفرّ لتجنب مصير مشابه لصدام حسين، أو حسني مبارك أو معمر القذافي، وهل سيقبل به حلفاء الأمس في منفاه؟”
كما قال التقرير: “ما قيل ليس بالضرورة يعني سقوط الأسد الحتمي، ففي الحرب السابقة، وصلت المعارضة المسلحة إلى أسوار القصر الرئاسي السوري، لكن الأمور انقلبت وبقي الأسد، ومع ذلك، تبدو الأوضاع هذه المرة غريبة للغاية وضده بشكل كبير، ومن المستبعد أن يتمكن من النجاة إلا من خلال التوصل إلى تسويات مع الجهات الخفية وراء الصراع وتقديم تنازلات كبيرة، ومع ذلك، فإن هذا الاحتمال ليس قويا جدا، لأن الأسد ليس لديه ما يقدمه تقريبا”.
خيانة روسيا:
في الوقت نفسه، تناول موقع “شهر خبر” الإيراني في تقرير له يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، الموقف الروسي من بشار الأسد، وذلك في تقرير جاء تحت عنوان: “خيانة كبيرة من الروس لبشار الأسد؟”.
التقرير الذي نشره موقع “شهر خبر”، رصد كذلك تراجع الدور الروسي في دعم بشار، ومما قاله: “كما هو الحال بالنسبة للحلفاء الرئيسيين الآخرين للأسد، مثل إيران وحزب الله، فإن موسكو تركز على أولويات أخرى، تحديدا أوكرانيا، حتى الآن، قامت الطائرات الحربية الروسية بشن غارات جوية محدودة لدعم قوات الأسد، مما أثار التكهنات بأن الكرملين كان على علم بالهجوم المرتقب، وأنه غير راضٍ عن زيادة الضغط على الأسد”.
كذلك أضاف التقرير: “مارست موسكو أيضا ضغوطا على الأسد للتصالح مع أردوغان وبحث حلول سياسية لإنهاء الحرب الأهلية، هذا التوجه قد يفتح سوريا أمام تجارة مربحة للشركات الروسية، وربما يضمن عدم وجود تهديد على القواعد الجوية والبحرية الاستراتيجية لروسيا في سوريا”.
وتابع: “خلال الصيف، حاول الكرملين مرارا ترتيب لقاءات مباشرة بين القادة السوريين والأتراك، لكن دون جدوى”.
خطة لإنقاذ الأسد
التناول الإيراني في الإعلام للموقف الروسي، لم يقتصر على “شهر خبر”، و “عصر إيران”، لكن الموقع الإيراني “كبنا نيوز” تناول كذلك الأزمة في سوريا ونشر تقريرا له يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت عنوان: “ليس لدى روسيا أي خطة لإنقاذ الأسد”.
التقرير قال: “أعلنت وكالة بلومبرغ نقلا عن مصدر مقرب من الكرملين، أن روسيا لا تمتلك أي خطة لإنقاذ بشار الأسد”، وأضاف المصدر: “طالما أن الجيش يتراجع عن مواقعه، فلا يمكن توقع أي خطة من هذا النوع”.
سقوط حلب
الساسة الإيرانيون والخبراء في الشأن السياسي كان لهم حضور كذلك في التعاطي مع الأزمة السورية، إذ نقلت صحيفة “فرهيختكان” الإيرانية الأصولية يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، عن علي رضا مجيدي، الخبير في شؤون المنطقة، قوله: “الطريقة التي سقطت بها حلب تثير لدينا شكوكا جدية بشأن احتمال وجود صفقة بين روسيا وتركيا، الآن، في اجتماع تستضيفه قطر، فإن مناقشة مواقف روسيا وتركيا تكتسب أهمية كبيرة، وأي تطورات قد تحدث في المستقبل ستعتمد بشكل كبير على هذا الاجتماع”.
تفاعل رواد التواصل الاجتماعي
الحالة العسكرية التي تمر بها سوريا، تشغل بال الجميع في إيران، حتى إن رواد التواصل الاجتماعي بإيران تفاعلوا مع ما يحدث في سوريا، وقد كتب حساب باسم “Out Of Context Twiter-e-Farsi” على منصة “إكس”: “الجيش الروسي ينسحب من أهم ميناء على البحر المتوسط (طرطوس)، جزء من قوات الأسد استسلم للمعارضة، الشيعة تُدفن في التاريخ”.
كما كتب حساب باسم “آفتاب“: “روسيا فعلت ببشار الأسد نفس ما فعلته بصدام، من التالي؟!”.
کما کتب حساب باسم “Wishing_Human“: “الأسد لم يغادر سوريا، صدِّقوا أن إيران وروسيا لن تسمحا بسقوط سوريا”.
كما كتب حساب باسم “أوناندا“: “البيت الأبيض.. امتناع نظام الأسد عن المشاركة في العملية السياسية واعتماده على روسيا وإيران هو ما أدى إلى الوضع الحالي. آخر فرصة للتفاوض؟ إذا كانت هناك فرصة كهذه فهي من أجل تقسيم سوريا”.
كما كتب حساب باسم “Rkzasafari“: “الجيش الروسي سحب أنظمة الدفاع إس-300 من سوريا وتخلى عن بشار الأسد، عندما قيل لنا إن روسيا لا تفي لأحد.. ها هو مثال جديد لذلك”.
جدير بالذكر أن الآلاف من معارضي النظام السوري، ممن يعرفون باسم فصائل المعارضة السورية المسلحة، قد بدأوا الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بالتقدم من محافظة إدلب باتجاه حلب، واشتبكت قواتهم مع قوات جيش النظام السوري، في عملية عسكرية مفاجئة، نتج على أثرها تقدم لقوات فصائل المعارضة في بعض المدن مثل حلب وحماة وحمص.
في المقابل انسحب جيش النظام السوري من مناطق رئيسية في دير الزور وسلموها إلى قوات سوريا الديمقراطية (SDF) ضمن اتفاق دفاعي مشترك؛ لمنع تقدم “هيئة أحرار الشام”.
وبعد إخلاء مدينة دير الزور والمواقع العسكرية فيها، دخلت قوات المجلس العسكري لدير الزور، التابعة لقوات SDF، إلى هذه المناطق والمدن، مع ذلك، سيطرت جبهة تحرير الشام على بعض المواقع، وضمن ذلك مقر الجيش السوري في قرية “قورية” شرق دير الزور.