ترجمة: علي زين العابدين برهام
استعرت نيران حرب التجسس بين إيران وإسرائيل الفترة الماضية، فما بين عملاء لإيران داخل إسرائيل، وما بين متهمين في إيران بالتجسس لصالح إسرائيل، تشتعل الحرب وتهدأ وفقا لتطورات المنطقة، وأجهزة الأمن لدى الدولتين في كشف الجواسيس.
نشرت صحيفة “كيهان” لسان حال المرشد الإيراني علي خامنئي تقريراً 28 يناير/كانون الثاني 2025 حول اعتراف أجهزة الأمن الإسرائيلية بتسلل إيران إلى الأماكن الحساسة داخل النظام الإسرائيلي، ونفوذ إيران داخل المنطقة الأمنية الخاصة “كريا” في تل أبيب.
ذكرت “كيهان” أنه وفقا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية، أعلن جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) وشرطة إسرائيل عن اعتقال اثنين من الإسرائيليين المشتبه بهما بالتجسس لصالح إيران. أحد المشتبه بهما متهم بتسريب معلومات سرية حصل عليها خلال خدمته العسكرية.
وأضافت أن هذا الحادث يعتبر أحدث حالة في سلسلة من الاعتقالات التي طالت أشخاصا في إسرائيل بتهمة التجسس لصالح إيران منذ الصيف الماضي. وأعلن الشاباك وشرطة إسرائيل عن اعتقال يوري إلياسبوف وجورجي أندرييف، وهما من شمال إسرائيل، وكانا من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، ويُشتبه في أن إلياسبوف كان قد جنّد أندرييف لصالح إيران.
وأردفت أنه قد جاء في البيان المشترك للشاباك وشرطة إسرائيل أن إلياسبوف متهم بنقل معلومات سرية حصل عليها خلال خدمته في سلاح الدفاع الجوي إلى ضابطه المعالج، ومن ثم تم نقلها إلى إيران، وأضاف البيان أن الشخصين كانا يتقاضيان أموالا مقابل عملهما وكانا على دراية تامة بأنهما كانا يعملان ضد مصلحة إسرائيل.
وأوضحت أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن أمن إسرائيل يعتمد بشكل كبير على نظام الدفاع الجوي المتقدم المعروف باسم “القبة الحديدية”، الذي يحميها من معظم الصواريخ والقذائف التي تُطلق من إيران وحلفائها، ومن بينهم حركة حماس الفلسطينية، التي أثارت الهجمات التي شنتها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد إسرائيل اندلاع حرب دامية في غزة، وكذلك حزب الله اللبناني.
وأشارت إلى أن إيران شنت هجمات جوية مباشرة وغير مسبوقة ضد إسرائيل، أبريل/نيسان 2025 وأكتوبر/تشرين الأول 2025 وأطلقت مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار تجاهها.
تابعت “كيهان” موضحة أن يوري إلياسبوف وجورجي أندرييف هما من سكان المناطق الشمالية في إسرائيل، ويُتهم إلياسبوف بتسليم معلومات سرية حصل عليها أثناء خدمته العسكرية في سلاح الدفاع الجوي إلى ضابط استخبارات إيراني، وتحتوي هذه المعلومات على تفاصيل حساسة قد تهدد أمن إسرائيل.
وأضافت كما يُتهم إلياسبوف بإقناع جورجي أندرييف وتجنيده للعمل جاسوسا لصالح إيران. وقد تم التأكيد على حساسية هذه المعلومات، حيث يمكن أن تشمل تفاصيل عن نظام “القبة الحديدية”، وهو نظام دفاعي متقدم مصمم لحماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار.
وشرحت كيهان أنه قد تم اعتقال الإسرائيليين يوري إلياسبوف وجورجي أندرييف، وفي هذا السياق، أفادت بعض الوسائل الإعلامية بأن إلياسبوف، الذي كان يعمل في وحدة الدفاع الجوي “القبة الحديدية”، قام بنقل مواد سرية، بما في ذلك مقاطع فيديو لعمليات القبة الحديدية، إلى الجهات الإيرانية.
وبينت أن أندرييف، الذي كان يعمل في مقر “كريا” العسكري، تم تجنيده من قبل إلياسبوف وشارك في أنشطة تجسسية، وفي الخريف الماضي، نفذ الاثنان سلسلة من الأنشطة الموجهة لصالح إيران، شملت رسم شعارات وتعليق لافتات تحمل رسائل سياسية في قلب تل أبيب، مما أثار ضجة كبيرة.
وأضافت أن منطقة “كريا” هي منطقة أمنية حيوية في تل أبيب، تضم وزارة الدفاع، هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، وحدة الاستخبارات العسكرية “أمان”، بالإضافة إلى مؤسسات أخرى حساسة في النظام الأمني والعسكري الإسرائيلي.
وذكرت أن وكالة “رويترز” أشارت في تقرير لها في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2024 إلى تنامي النفوذ الإيراني في إسرائيل، حيث تم اعتقال نحو 30 مواطنا إسرائيليا، معظمهم من اليهود، بتهمة التجسس لصالح إيران عبر تشكيل 9 خلايا سرية. هذه الاعتقالات أثارت القلق في إسرائيل، حيث اعتُبرت أكبر محاولة إيرانية للتسلل إلى أعماق العدو في العقود الأخيرة.
وتابعت أنه وبحسب ما أعلنه جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلية (الشاباك)، كان من بين أهداف هذه الخلايا اغتيال علماء إسرائيليين في مجال الطاقة النووية وقادة عسكريين سابقين، بالإضافة إلى جمع معلومات عن القواعد العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي. كما أفاد الشاباك وشرطة إسرائيل بأن فريقا مكونا من أب وابنه قد نقل معلومات عن تحركات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان إلى عملاء إيرانيين.
وذكرت تصريح شالوم بن حنان، أحد المسؤولين السابقين في الشابك، إذ أشار إلى العدد الكبير من المواطنين الإسرائيليين الذين تعاونوا مع إيران ضد بلادهم، قائلا: “إنها ظاهرة واسعة النطاق”.
وأردفت أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وشرطة إسرائيل امتنعا عن التعليق على طلبات وكالة “رويترز” بشأن التحقيقات المتعلقة بقضية التجسس لصالح إيران. وقد أثار نطاق هذه الاعتقالات، ومشاركة عدد كبير من اليهود في هذه القضية، قلقا بالغا، خاصة في وقت لا تزال فيه إسرائيل تخوض حربا مع حماس في غزة، وإن كان هناك اتفاق على وقف إطلاق النار بينهما، ويبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله هشا.
وذكرت أنه قد أعلن الشاباك أن هذه الأنشطة التجسسية تعد من أخطر القضايا التي مرت بها إسرائيل حتى الآن. وأضافت التقارير أن الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية غالبا ما تجذب الأفراد عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض الأحيان يتم تجنيدهم بشكل مباشر. ووفقا لأحد المصادر، فإن إيران اقتربت أيضا من شبكات المهاجرين اليهود من دول القوقاز الذين يقيمون في كندا والولايات المتحدة.
وأوضحت أنه في البداية، يُعطى المجندون مهام بسيطة مقابل المال، ثم يتم تدريجيا طلب جمع معلومات حساسة حول أهداف محددة، بما في ذلك الأفراد والبنى التحتية العسكرية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه من جهة أخرى، أفادت بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية قبل أربعة أشهر بأنه تم اكتشاف أكثر من 600 عملية تجسس لصالح إيران، بما في ذلك جمع معلومات عسكرية وأمنية حساسة.