شروق السيد
شهدت الساعات الأخيرة جدلا واسعا حول ما إذا كان إيلون ماسك، رجل الأعمال الأمريكي المعروف وأحد أعضاء حكومة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قد التقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، وهو الخبر الذي نقلته وسائل إعلام أمريكية ونفته طهران بشدة في وقتها.
رغم أن إيران كذبت خبر لقاء إيلون ماسك، المستشار المقرب للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في نيويورك، فإن إليوت أبرامز، المبعوث الخاص السابق لترامب لشؤون إيران، قد تحدث لوسائل إعلام مختلفة، حول اللقاء وقال إن هذا اللقاء كان “فكرة سيئة للغاية”، وأضاف أنه يعتقد أن مثل هذا اللقاء لم يتم دون علم ترامب.
حدوث اللقاء
في الوقت نفسه فقد قال مدير الإعلام الإيراني السابق عماد آب شناس، في تصريحات خاصة لـ”زاد إيران”، إن لقاء إيلون ماسك مع سعيد إيرواني قد تم في نيويورك، وإن ثمة لقاءات أخرى تمت بشكل غير رسمي وغير معلن بين إدارة بزشكيان وأحد أعضاء حكومة ترامب، وهو مسعود بولس.
وتابع عماد آب شناس أن “هناك من يعارض هذا المسار من الأصوليين، وقد أوضح أن البعض يستفيد من العقوبات الواقعة على إيران، ولذلك لا يريدون أن ترفع العقوبات ويستخدمون كل نفوذهم لإعاقة ذلك”.
الجدل المثار حول اللقاء، كان من جراء نفي إيران في مقابل تسريبات تحدثت عنها وسائل إعلام أمريكية، إذ أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بأن إيلون ماسك، المستشار المقرب للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، قد عقد اجتماعا مع سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في نيويورك، ووفقا لمسؤولين إيرانيين، ناقش الطرفان خلال الجلسة التي استمرت أكثر من ساعة، سبل تخفيف التوترات بين إيران والولايات المتحدة.
وأفاد المسؤولون الإيرانيون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، بأن الاجتماع الذي عُقد في موقع سري كان “إيجابيا” ووصفوه بأنه “خبر جيد”.
تكذيب إيران
في حين كذبت ساعتها وسائل الإعلام الإيرانية هذا اللقاء وكتبت وكالة أنباء مهر في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2024: “نفى إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، بشكل قاطع، المزاعم التي أوردتها بعض وسائل الإعلام الأمريكية بشأن لقاء إيلون ماسك مع المندوب الدائم لإيران في نيويورك، وأعرب عن استغرابه من الحملة الإعلامية الواسعة التي أطلقتها وسائل الإعلام الأمريكية في هذا الصدد”.
وقال بقائي وفق تقرير وكالة مهر الايرانية: “إن التغطية الإعلامية الواسعة لوسائل الإعلام الأمريكية حول هذا الخبر أمر مثير للدهشة”.
كذلك نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، حدوث هذا اللقاء، وقد أدلى بتصريحات خلال مقابلة تلفزيونية، تناولت قضايا إقليمية ودولية مختلفة.
وفي ردّه على سؤال حول الأخبار المتداولة بشأن لقاء إيلون ماسك بـ”أمير سعيد إيرواني”، سفير إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قال وزير الخارجية الإيراني: “قطعا، هذا اللقاء لم يحدث، ويمكننا تخمين الأهداف الكامنة وراء هذا الأمر”.
وأكد عراقجي أنه “لا يسمح في أي من سفاراتنا بإجراء مثل هذه اللقاءات دون تنسيق مسبق، وما تم نشره في هذا السياق مجرد تلفيق”، وأضاف: “شاهدت هذا الخبر صباح يوم الجمعة، وكان رأينا أن هذه الأخبار المختلقة لا تستحق الرد، وعند الحديث مع زملائنا في بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، كانوا يعتقدون أيضا أن الخبر لا يستحق التعليق، لكن مع انتشار الخبر بشكل أوسع، اتخذ زملاؤنا في نيويورك موقفا تجاهه، لكن يبدو أن هذا الموقف كان غامضا بعض الشيء، مما ساهم في زيادة التكهنات”.
تصعيد متبادل
يأتي الحديث مجددا حول صحة لقاء إيلون ماسك بالممثل الإيراني لدى الأمم المتحدة، في الوقت الذي تحدث فيه ترامب في لقائه مع مجلة تايم الأمريكية يوم الجمعة 13 ديسمبر/كانون الأول 2024، عن احتمالية شنه حربا ضد إيران بعد توليه الرئاسة.
كذلك قالت صحيفة “وول ستريت جونال” الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يدرس خيارات منع إيران من تطوير سلاح نووي، بما في ذلك احتمال شن ضربات جوية استباقية، وهو إجراء سيكسر السياسة الأمريكية طويلة الأمد التي تعتمد على احتواء طهران عبر الدبلوماسية والعقوبات.
ووفقا لتقرير من “وول ستريت جورنال”، يخضع الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية لمراجعةٍ أكثر جدية من قبل بعض أعضاء فريق ترامب الانتقالي، الذين يقيّمون سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران، ومستقبل القوات الأمريكية في المنطقة، وتدمير إسرائيل ميليشيات حزب الله وحىكة حماس المدعومة من النظام الإيراني.
رد ايراني
في المقابل ، نشر محمد مرندي، المستشار السابق لفريق التفاوض النووي بحكومة إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني الأسبق، تغريدة عبر منصة “إكس” ردا على تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” يشير إلى أن دونالد ترامب يدرس خيار الهجوم العسكري على المنشآت النووية الإيرانية.
حيث كتب مرندي، أنه في حالة وقوع هجوم على إيران، فإن “آلاف الطائرات المُسيرة والصواريخ الإيرانية ستدمر البنى التحتية الحيوية للدول التي تستضيف القوات الأمريكية أو تسمح للقوات المعادية باستخدام أجوائها”.
وأشار أيضا إلى تهديد مبطن بقطع صادرات الطاقة، قائلا: “الولايات المتحدة وأوروبا سيحرقون غاباتهم للتدفئة”.
جدير بالذكر أن السلطات الإيرانية تنظر بعين الترقب إلى دخول دونالد ترامب البيت الأبيض، إذ تتخوف أصوات إصلاحية داخل إيران من إقدام ترامب على القيام بإجراءات ” تعسفية” ضد إيران، ما يهدد الاقتصاد الإيراني بشكل قوي في الأيام المقبلة، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد.