لمياء شرف
ليلة أمس، سبقت إيران عسكريا بإطلاق عشرات الصواريخ على إسرائيل، بعد صمت طويل وصف بـ”ضبط النفس” لاغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، وهجمات إسرائيل على لبنان وحزب الله الأسبوعين الماضيين.
أعلن الحرس الثوري الإيراني، ليلة أمس، 1 أكتوبر/تشرين الأول، أنه بدأ بضرب “أهداف عسكرية مهمة في إسرائيل بعشرات الصواريخ”، مشيراً إلى أن هجماته تمت بناء على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش.
وتوعد الحرس الإيراني بهجمات أكثر تدميرا وأقوى إذا ردت إسرائيلي “عسكريا على هذه العملية”، مؤكدا أن هجماته تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس بعد اغتيال إسماعيل هنية، ومؤكدا أن هذه العملية هي موجة أولى من الهجمات على إسرائيل.
تأتي هذه الخطوة الاستباقية من إيران بعد إدراكها للضربة القوية التي تعرض لها “حزب الله” أكبر ذراع عسكرية لها في المنطقة؛ خشية أن تتقدم إسرائيل في عمليات عسكرية ضد إيران مباشرة، خاصة بعد خطاب نتنياهو المباشر للشعب الإيراني.
هدد نتنياهو إيران بخطاب متلفز تم بثه على موقع “إكس”، صرح فيه بأن “إيران ستكون حرة في وقت أقرب مما يعتقد كثيرون”، مما أعطى إشارات عدة، منها احتمالية تغيير سياسي قريب في إيران، أو اغتيال لرأس هذا النظام.
وقال نتنياهو في كلمته: “لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، لا يوجد مكان لن نذهب إليه لحماية شعبنا وحماية بلدنا”، مضيفا: “عندما تصبح إيران حرة أخيرا، وسوف تأتي تلك اللحظة أسرع بكثير مما يظن الناس، فإن كل شيء سيكون مختلفا”.
هذا التهديد الصريح دفع إيران إلى أخذ قرار التحرك العسكري، رغم حرصها من بداية الصراع في المنطقة على ألا تشارك عسكريا بشكل مباشر.
إضافة إلى ذلك، محاولات إسرائيل دخول جنوب لبنان في “عملية برية”، أفادت بأن مواجهة حزب الله بريا مع إسرائيل لا مفر منها، والحزب الآن يحتاج إلى دعم عسكري، خاصة بعد الضربات المتتالية له واغتيال قياداته.

وفي بيان مقتضب صدر في وقت مبكر من صباح الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن الجيش الإسرائيلي أن القوات المدعومة بالطائرات والمدفعية بدأت غارات محدودة ومحلية وموجهة ضد أهداف إرهابية تابعة لحزب الله في القرى الحدودية، مؤكدا أنها تشكل تهديدا فوريا للسكان في شمال إسرائيل.
وعلى الجانب الآخر، خرج نائب وزير الخارجية السابق، محمد جواد لاريجاني، بتصريحات خطيرة تكشف موقف خامنئي من “خداع” بزشكيان بالعرض “الوهمي” من أمريكا بخصوص “التغاضي” عن الرد على اغتيال “هنية”.
وعلق على تصريحات “بزشكيان” “بخصوص خداع الغرب”، قائلا: “عندما اغتيل هنية في طهران، كان ينبغي لنا أن نضرب ونهزم إسرائيل في أقل من 24 ساعة”، مشيرا إلى أن هناك أصوات طالبت بالتوقف والانتظار على وعد بوقف إطلاق النار في غزة خلال ثلاثة أو أربعة أيام.
كشف لاريجاني موقف “خامنئي” الذي خدع به بزشكيان، بعد وساطة دولة عربية بخصوص عرض تم تقديمه بالتغاضي عن الرد على اغتيال هنية في مقابل وقف الحرب على غزة.
أكد لاريجاني أن اغتيال “حسن نصر الله” كان نتيجة لخلل أمني نشأ تدريجيا في حزب الله منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن نصر الله كان على دراية بهذا الخلل الأمني مما دفعه إلى توخي الحذر في السنوات الأخيرة.