كتبت: شروق السيد
يعتبر موضوع الحجاب في إيران من أكثر القضايا إثارة للجدل، حيث يبرز النقاش بين من يرون فيه واجبا دينيا وضرورة اجتماعية للحفاظ على العفة، ومن يعارضون فرضه. في هذا السياق، أعرب عدد من الشخصيات الدينية والسياسية الإيرانية عن دفاعهم عن قانون العفة والحجاب، مؤكدين أنه لا يمثل مجرد قضية دينية، بل هو جزء من التقاليد الوطنية والهوية الثقافية.
الخميني: رأي طالقاني بشأن الحجاب صحيح
في مؤتمر صحفي لمرشد الثورة الإيرانية روح الله الخميني، سألت صحفية فرنسية، الخميني عن رأيه في مسألة الحجاب، فأجاب قائلا: “الآراء التي طرحها السيد طالقاني هي آرائي، وهي صحيحة”.
ويقصد الخميني بحديثه محمود طالقاني، عالم دين شيعي، حيث نفى في مقابلة إذاعية وتلفزيونية، فكرة أن الحجاب يُستخدم كذريعة لإبعاد النساء من الوظائف الحكومية، وقال: “الحجاب الإسلامي هو حجاب للشخصية والوقار، ولن يكون هناك أي إجبار في هذا الشأن”.
وأضاف: “إذا أردنا مناقشة مسألة الحجاب من منظور إسلامي ووطني، فهو موضوع تقليدي وتاريخي، حيث كان للنساء في تاريخنا وتاريخ الشرق دائما نوع من الحجاب، الحجاب بمعناه العام، وليس مقتصرا على نمط محدد، بل هو حفظ للعفة ولوقار وشخصية المرأة، هذا كان موجودا دائما في إيران، وفي الدول الشرقية الإسلامية وغير الإسلامية؛ تلاحظون أن نساء الهند، رغم أنهن غير مسلمات، يرتدين حجابا أو غطاءً للرأس حفاظا على تقاليدهن الوطنية الأصيلة.
تخطئ نساؤنا إذا ظنن أن وضع الحجاب أو غطاء الرأس سينقص من مكانتهن أو يقلل من شخصيتهن؛ بل العكس، فهو تمسك بالأصالة الشرقية بغض النظر عن الديانة، إذا أرادت دولة أن تكون مستقلة، فإن ذلك لا يعني فقط إغلاق حدودها أمام العالم، بل يعني أيضا الحفاظ على تقاليدها وشخصيتها”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “خبر أونلاين“.
خامنئي: الحجاب حكم شرعي مؤكد ويجب الالتزام به، ولا يمكن التغاضي عنه
وأضاف: “في مسألة الحجاب، هناك قانون؛ ويجب على الجميع الالتزام به، حتى أولئك الذين لا يؤمنون بالشريعة”.
وتابع: “خلع الحجاب هو بداية الأمر فقط، ولكن هدف العدو هو إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الثورة”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “ديده بان“.
حسين جلالي، عضو جبهة الاستقرار عن قانون العفة والحجاب
قال حسين جلالي، عضو جبهة الاستقرار عن قانون العفة والحجاب: “يجب أن نطبق القانون، فهو شريعة الإسلام، وأنا أدافع عن هذا القانون، سيتم تطبيق قانون الحجاب في البلاد، وسيكون وضع العفة والحجاب أفضل من السابق، ولن يكون هناك أي مواجهة جسدية في هذا المشروع، بل ستكون مواجهة ذكية بالكامل، حكم الله ليس سببا للفرقة، بل هو سبب للوحدة”، حسب “دیده بان”.
دعم ظريف لقانون الحجاب في إيران
قال جواد ظريف نائب الشؤون الاستراتيجية للرئيس الإيراني ووزير الخارجية السابق، عن قانون العفة والحجاب: “سواء أعجبهم ذلك أم لا، يجب احترام القانون، لا تجعلوا المسألة عاطفية للغاية، نحن لا نعاقب أحدا على ما يفعله في منزله، في إيران، يجب عليكم الالتزام باللباس، تماما كما لا يمكنكم دخول ماكدونالدز في كندا دون ارتداء قميص”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “خبر أونلاين“.
حسين أنواري: من واجبنا أن نحرص على ألا تخرج نساؤنا عن الإطار الأخلاقي في اللباس
قال حسين أنواري، عضو المجلس المركزي لحزب المؤتلفة الإسلامي، في حديثه عن قضية الحجاب الإجباري: “إن تقديم البعض اقتراحات وحلولا حول الحجاب لا يمكن أن يكون منطقيا، في منزلي يمكنني القيام بما أريده، لكن عندما أخرج إلى الأماكن العامة، يجب أن أدرك أنه لا يمكنني تجاهل المبادئ، على سبيل المثال، سيارتي هي ملكي الخاص، ولكن هل يمكنني قيادة سيارتي في الاتجاه المعاكس أو التجول بسرعة عالية في الشوارع؟ بالطبع لا”.
وأضاف هذا الناشط السياسي حول ازدياد عدد النساء اللواتي يخلعن الحجاب بعد الاحتجاجات: “نعم، هذا الأمر واقع ومؤسف، ولكن هذا لا يعني أنه يمكن لأي شخصٍ التصرف في الأماكن العامة كما يشاء، هذه حكومة إسلامية، ولذلك لا يجب أن نكون غير مبالين تجاه الحجاب، لنفترض أن فتاة غدا تفتح ذراعيها وتسمح لأي رجل غير متزوج بالاقتراب، فماذا يمكننا أن نفعل؟”.
وردا على القول بأن “خلع الحجاب يختلف كثيرا عن فتح الأحضان”، قال أنواري: “هل تضمنون أن بعض النساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب لن يقمن بهذا التصرف؟ الحجاب أمر إسلامي، وإذا كنا مسلمين، فعلينا الالتزام بالحجاب وغيره من أحكام الإسلام في سلوكياتنا دون قيد أو شرط، كذلك، الذين يصل بهم الأمر إلى الانحراف هو نتيجة إهانة الحجاب، ولنقل النساء جانبا، ماذا لو قرر الرجال الخروج بملابس داخلية غدا؟ هل سيكون ذلك مقبولا؟ علينا أن ننتبه؛ من واجبنا أن نحرص على ألا تخرج نساؤنا عن الإطار الأخلاقي في اللباس، فهذا أحد أهم واجباتنا”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “مردم سالاري“.