كتب: ربيع السعدني
أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، الخميس 20 مارس/آذار 2025، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ستعقدان محادثات استراتيجية بشأن البرنامج النووي الإيراني في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وذكرت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية الرسمية وموقع أكسيوس، أن هذا اللقاء يأتي في إطار المشاورات الاستراتيجية التي عقدت أيضا خلال إدارة جو بايدن بشأن إيران.
وهو أول اجتماع لـ”المجموعة الاستشارية الأمريكية الإسرائيلية” (SCG) منذ تولي ترامب منصبه، وهي أعلى هيئة مسؤولة عن التنسيق بين البلدين بشأن البرنامج النووي الإيراني.
مجموعة العمل “أوبال”
وقد تم تشكيل مجموعة العمل بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة بحسب وكالة أنباء “فارس” في عام 2009 خلال رئاسة أوباما وأطلق عليها الاسم الرمزي “أوبال”، بهدف توفير التنسيق الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني والأنشطة الإيرانية بالمنطقة، وتبادل تقييمات الاستخبارات، وتنسيق السياسات والعمليات.
ومع اندلاع الحرب في غزة، اتسع نطاق أنشطة المجموعة. وفي ظل رئاسة بايدن، أصبح الاجتماع الأكثر أهمية لمناقشة الحروب في غزة ولبنان.
وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” عن موقع أكسيوس، أن نتنياهو يعتقد أن فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران ضئيلة.
تفاصيل الاجتماع
وبحسب مسؤول أمريكي بارز، فإن المحادثات ستركز بشكل أساسي على:
- الملف النووي الإيراني، وإمكانية إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران.
- الحرب في غزة والمفاوضات الجارية بين إسرائيل ولبنان حول حدودهما المتنازع عليها.
مهلة للتفاوض
ومن جانبه أعطى الرئيس الأمريكي ترامب طهران مهلة شهرين للتفاوض على اتفاق نووي جديد، ولوّح في الوقت ذاته باللجوء إلى ضربات عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في برنامج تلفزيوني، الخميس 20 مارس/آذار 2025، أن بلاده سترد على رسالة الرئيس الأمريكي خلال الأيام المقبلة.
واعترف عراقجي بأن هذه الرسالة “تشكل تهديدا أكبر”؛ ولكنه يقول في الوقت نفسه إن هناك “فرصا” للتفاوض سوف يأخذونها في الاعتبار.
“صفعة إيرانية”
وفي هذا الصدد رفض مسؤولون في طهران أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وفي جزء آخر من حديثه للتلفزيون الإيراني في ذكرى حلول عيد النيروز، قال عراقجي: “بالتأكيد لن نتفاوض بشكل مباشر في ظل الضغوط والتهديدات وتشديد العقوبات، بل يجب أن تتم المفاوضات من موقع متساوٍ وعلى قدم المساواة، وسياستنا هي عدم الدخول في مفاوضات مباشرة”.
كما حذر خامنئي، الجمعة 21 مارس/آذار 2025، الأمريكيين بحسب وكالة تسنيم للأنباء، التابعة للحرس الثوري، من أنهم لن يصلوا إلى أي مكان بالتهديدات عند مواجهة إيران، ويجب عليهم وعلى الآخرين أن يعلموا أنه إذا ارتكبوا أي فعل أحمق تجاه الأمة الإيرانية فسوف يتلقون صفعة شديدة.
رد إيراني حازم في الأمم المتحدة
وفي هذا الصدد رد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمير سعيد إيرواني، في رسالة إلى مجلس الأمن، على الاتهامات التي وجهها مندوب الولايات المتحدة ضد طهران في اجتماع مجلس الأمن يوم الجمعة 21 مارس/آذار 2025.
وفي إشارة إلى ما وصفها بـ”الاتهامات الكاذبة” التي وجهها ممثلو الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي لإيران بالقيام بأنشطة مزعزعة للاستقرار ودعم الإرهاب، رفض مندوب طهران لدى الأمم المتحدة هذه الاتهامات، مؤكدا انها “ليست أكثر من محاولة مدروسة لتحويل الرأي العام الدولي عن حرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والفظائع واسعة النطاق التي ارتكبها النظام الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.
سياسة العصا والجزرة
وبعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي أطلقتها حركة حماس على إسرائيل، توسّع نطاق عمل مجموعة المشاورات الاستراتيجية (SCG) لتصبح المنتدى الرئيسي لمناقشة الحربين في غزة ولبنان خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
فيما أعرب خليفته ترامب، مرارا، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال ولايته الثانية، ادعى في 4 فبراير/شباط 2025، بتوقيعه مذكرة لمواصلة سياسة “الضغط القصوى” ضد طهران، أنه مستعد للتحدث مع الرئيس الإيراني.
وأكد أنه “تردد” في التوقيع على المذكرة، وقال: “هذا أمر صعب للغاية بالنسبة لإيران، آمل أن لا نضطر إلى استخدامه كثيرا، وعلينا أن نرى ما إذا كان بوسعنا التوصل إلى اتفاق مع إيران”.
4 جولات من العقوبات
وفي المقابل زعمت وزارة الخزانة الأمريكية في إدارة ترامب، بفرضها الجولات الأربع من العقوبات في الفترة بين 6 فبراير/شباط حتى 20 مارس/آذار 2025، قد استهدفت شبكة النفط التي تولد مئات الملايين من الدولارات للجيش الإيراني.
وتهدف هذه الإجراءات، وفقا لما زعم ترامب، إلى منع النظام الإيراني من امتلاك سلاح نووي وإيقاف تمويل الجماعات التابعة لطهران.
وفي وقت سابق، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه الأخير أمام الكونغرس، وفقا لما نقلته صحيفة “هم ميهن”، فإن الصراع في الشرق الأوسط ليس بين البرابرة وطالبي الحرية، بل بين أولئك الذين يقدرون الحياة وأولئك الذين يقدسون الموت.
عزل طهران
وذكرت الصحيفة الإيرانية في تقريرها الصادر يوم 2 سبتمبر/أيلول 2024، أن نتنياهو يتخذ موقفا متشددا تجاه إيران منذ سنوات، وهو رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، والتي تدعمها جماعات دينية تخضع لعقوبات دولية.
وبحسب التقرير قادت هذه الحكومة اليمينية المتطرفة إسرائيل إلى أسوأ أزماتها، وقد وجدت معارضة نتنياهو للاتفاق النووي الإيراني الذي تفاوضت عليه إدارة أوباما صدى لدى بعض المجموعات في واشنطن، وأدت هذه المعارضة إلى تخلي إدارة ترامب عن الاتفاق النووي وتغيير سياستها نحو زيادة الضغوط وعزل إيران، وقد مهد هذا الطريق بدوره أمام طهران لتصبح دولة مسلحة نوويا.
الحق في الطاقة النووية السلمية
وعلى الجانب الآخر، أعربت موسكو عن دعمها لما وصفته بـ”حق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي”، مؤكدةً أن طهران تتصرف وفق القوانين الدولية.
وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة 21 مارس/آذار 2025، إن “إيران لديها الحق في الطاقة النووية السلمية وتتصرف في إطار القانون الدولي”.
وأضاف “بيسكوف” في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم للأنباء، التابعة للحرس الثوري، أن روسيا تعتقد أن قضية البرنامج النووي الإيراني ينبغي حلها بالوسائل السلمية والسياسية والدبلوماسية.
وكانت قضية إيران أحد المواضيع التي نوقشت في مكالمة هاتفية طويلة بين الرئيسين ترامب وبوتين خلال الأسبوع الماضي.
وبعد المحادثة، أعلن البيت الأبيض أن الزعيمين “يتفقان على الرأي القائل بأنه لا ينبغي أبدا وضع إيران في موقف يسمح لها بتدمير إسرائيل”.