كتبت: شروق السيد
في يوم السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول، تحل الذكرى الحادية والثمانون لميلاد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، الذي يُعتبر واحدا من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ إيران الحديث. وُلد خاتمي في عام 1943 بمدينة أردكان بمحافظة يزد، ليبدأ مسيرته التعليمية والسياسية التي شهدت العديد من المحطات المهمة، تميزت فترة رئاسته، التي امتدت من 1997 إلى 2005، بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وأبرزت تأثيره الكبير على مسار الإصلاحات في البلاد.
من هو محمد خاتمي؟
وُلد محمد خاتمي في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1943 بمدينة أردكان بمحافظة يزد، والده السيد خاتمي، مؤسس مدرسة أردكان وإمام الجمعة في مدينة يزد خلال السنوات الأولى بعد الثورة الإيرانية، ووالدته السيدة سكينة ضيائي (توفيت عام 2015).
مسيرته التعليمية
منذ فترة شبابه، اتجه خاتمي نحو الحوزة الدينية وأصبح طالب علم، حيث شارك في دروس حسينعلي منتظري وغيرهم من الأساتذة البارزين في الحوزة العلمية في قم، واصل تعليمه الجامعي في تخصص الفلسفة الغربية بجامعة أصفهان، وكان عضوا في الهيئة الإدارية لجمعية الطلبة الإسلامية في تلك الجامعة.
تخرج في هذه الجامعة عام 1969، وأكمل دراساته حتى درجة الماجستير في العلوم التربوية بجامعة طهران. وفي عام 1971، عاد إلى قم وواصل دروسه في الحوزة، خلال الفترة من 1978 إلى 1980، تولى إمامة المركز الإسلامي في هامبورغ.
حصل خاتمي على دكتوراه فخرية من جامعة طهران وجامعة سانت أندروز في إنجلترا وجامعة لييج في بلجيكا تقديرا لطرحه فكرة “حوار الحضارات”.
زوجة محمد خاتمي
تزوج خاتمي بزهراء صادقي، ابنة أخت موسى الصدر وابنة علي أكبر صادقي، أستاذ القانون الإسلامي الشهير في الجامعة، في عام 1974 عندما كان في الحادية والثلاثين من عمره.
أبناء محمد خاتمي
له ابنتان تُدعيان ليلى وولدت عام 1976 ونرجس وولدت 1982، وابن يُدعى عماد الدين ولد 1988، ليلى حاصلة على دكتوراه في الرياضيات من جامعة طهران، وهي حالياً أستاذة مشاركة في كلية الرياضيات بجامعة يونيون بالولايات المتحدة الأمريكية، أما عماد الدين فقد تزوج في مارس/آذار 2012، وهو الابن الوحيد لخاتمي الذي يعيش في إيران.
الحياة السياسية لمحمد خاتمي
بدأ خاتمي نشاطه السياسي منذ عام 1962 حيث كان عضوا بجمعية الطلبة الإسلامية في أصفهان. في عام 1980، تم انتخابه نائبا عن أهالي أردكان وميبد في مجلس الشورى، وفي العام نفسه تم تعيينه ممثلا للخميني ومديرا لمؤسسة “كيهان” الإعلامية، تولى منصب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي من 1982 إلى 1992، وكان أيضا نائبا ثقافيا للقيادة العامة للقوات المسلحة خلال الحرب العراقية الإيرانية.
منذ عام 1992، شغل خاتمي منصب مستشار لرئيس الجمهورية ورئيس المكتبة الوطنية، كما كان أستاذا جامعيا. وفي عام 1996، تم تعيينه عضوا في المجلس الأعلى للثورة الثقافية بمرسوم من علي خامنئي، وفوزه الساحق في الانتخابات الإيرانية بحصوله على أكثر من 20 مليون صوت بنسبة 70%، جعله رمزا للحركة الإصلاحية في إيران، وهو معروف لدى كثيرين بأنه زعيم الإصلاحات في إيران.
مسيرته السياسية قبل الرئاسة
بعد انتصار الثورة الإيرانية وسقوط حكم الشاه، شارك محمد خاتمي في انتخابات البرلمان الإيراني وانتُخب نائبا عن أهالي أردكان وميبد.
في عام 1981، تم تعيينه مديرا لمؤسسة “كيهان” الصحفية بأمر من الخميني، وفي العام التالي تم اختياره وزيرا للثقافة والإرشاد في حكومة رئيس الوزراء آنذاك مير حسين موسوي، واستمر في شغل هذا المنصب يحكومة هاشمي رفسنجاني أيضا.
رئاسة محمد خاتمي
تولى خاتمي رئاسة الجمهورية في ظل ظروف صعبة، حيث كانت العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي في أسوأ حالاتها بسبب الأزمة الناجمة عن إدانة كبار المسؤولين في ايران من قبل المحاكم الألمانية بتهمة قتل عدد من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في مطعم “ميكونوس” بألمانيا، وقد غادر جميع السفراء الأوروبيين إيران في تلك الفترة.
كما اتهمت إيران بالضلوع في الهجوم على قاعدة أمريكية في الخبر بالمملكة العربية السعودية وعلى معبد يهودي في الأرجنتين، وكانت على وشك التعرض لهجوم صاروخي أمريكي، وفي الوقت ذاته، كانت حركة طالبان قد سيطرت على معظم مناطق أفغانستان وضمن ذلك المناطق الحدودية مع إيران، واحتجزت مئات الرهائن في هجمات متكررة على القرى الحدودية، لعبت نتيجة انتخابات رئاسة خاتمي غير المتوقعة وموقف خاتمي السلمي دورا مهما في إخراج إيران من تلك الأزمة.
مدى حرية الصحافة في عهده؟
في السنوات الأولى من رئاسة خاتمي، شهدت البلاد نوعا من الحرية الصحفية النسبية، حيث تمكنت بعض القوى المعارضة لأول مرة بعد صيف عام 1981 من طباعة منشورات أو نشر مقالات تنتقد أداء كبار المسؤولين، لاقت هذه الحرية النسبية والتغيير في شكل ومحتوى الصحافة استقبالا كبيرا من قبل الناس، لدرجة أن توزيع الصحف تجاوز لأول مرة في مايو/أيار 1998، حاجز مليوني نسخة يومياً.
الإنترنت
خلال فترة السنوات الثماني من حكومة الإصلاحات، شهد الإنترنت نموا مذهلا، لكنه واجه عديدا من العوائق والقيود، بدءا من حجب المواقع والمدونات وصولا إلى استدعاء مسؤولي المواقع إلى المحكمة وسجن المدونين، كانت بطاقات الإنترنت متوافرة بكثرة وبتكاليف منخفضة في كل المتاجر، وازدهرت مقاهي الإنترنت في مختلف المدن.
الاقتصاد
بدأت حكومة خاتمي في وقت شهد فيه انخفاض أسعار النفط وانخفاض الإيرادات النقدية إلى 9.9 مليار دولار، أدى الاقتراض من البنك المركزي لسد العجز في الميزانية إلى ارتفاع معدل التضخم لأكثر من 20% في عام 1999، ثم انخفض تدريجيا إلى نحو 13%. في هذا الوقت، نفذت الحكومة سياسة توحيد سعر الصرف، ونتيجة لذلك، شهدت فترة رئاسته أقل معدل تضخم بين الحكومات الإيرانية، وأسهم النمو الاقتصادي الذي تجاوز 6% في تقليل الديون الخارجية، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “ساعد نيوز”.