كتبت سارة محمد علي
شهد الأسبوع الماضي نشاطا موسعا لقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني والمؤسسات المنبثقة منها، فمع مطلع الأسبوع كانت تتزعم الباسيج احتجاجا طلابيا بجامعة طهران ضد الرئيس مسعود بزشكيان، وعلى التوازي كانت تعيد افتتاح مدينة ملاهٍ وتقيم حفل ختام مهرجان مسرحي، وتطلق خمس مهرجانات، إضافة إلى افتتاح وترميم عدد من المدارس.
كما أعلنت عن بدء التجهيز لإرسال نصف مليون طالب بالمرحلة الثانوية للالتحاق بمخيم تدريب عسكري، إضافة إلى عقد اجتماعات عدة في كل ربوع إيران، وفق ما نشره الموقع الرسمي للباسيج.
وهو ما يطرح التساؤلات حول مدى تغلغل هذه القوات العسكرية الأصل في المجتمع الإيراني ومدى اتساع أنشطتها بالحياة المدنية .
الباسيج في أسبوع
توجه الرئيس الإيراني لجامعة طهران صباح السبت 12 أكتوبر/تشرين الأول، ليشهد حفل بداية العام الدراسي، وهناك استقبله الطلاب بالهتافات ضده، احتجاجا على رفض الفريق الرئاسي وضع كلمات للطلاب ضمن برنامج الحفل كما كان معتاداً كل عام، وفق ما نشرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا”.

وفي محاولة لاحتواء الموقف، طلب بزشكيان من الطلاب اختيار متحدث يلقي كلمة نيابة عنهم ويوضح مطالبهم وسبب غضبهم، فصعد إلى المنصة نائبا عن الطلاب المحتجين “سجاد صفار” مسؤول الباسيج في جامعة طهران، وأبدى اعتراضه وطلاب الجامعة على رفض فريق بزشكيان الرئاسي إعطاءهم الكلمة رغم مطالباتهم بها على مدار شهر كامل خلال التجهيز للحفل حسب قوله، كما طالب الرئيس الإيراني بعقد اجتماعات مع طلاب الجامعة عقب انتهاء الحفل.
مهرجانات فنية
صباح اليوم التالي الأحد 13 أكتوبر/تشرين الأول، وفي مجال آخر، عقد العقيد محمد لطيفي مجارح نائب مسؤول الثقافة والفنون بباسيج محافظة أردبيل، مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن فعاليات ختام مهرجان الباسيج المسرحي الذي أقيم بالمحافظة، كما أعلن عن إطلاق خمسة مهرجانات فنية أخرى من تنظيم الباسيج في نفس المحافظة، تتضمن مهرجان التصوير الفوتوغرافي، ومهرجانات السينما والموسيقى والأغنية، ومهرجان الفنون البصرية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” .
وأضاف لطيفي أن أهداف هذه المهرجانات تأتي من أجل تعزيز وتطوير الشبكة الفنية للباسيج باعتبارها ركيزة من ركائز الأنشطة التعليمية والفنية في الباسيج، مما يساهم في نشر أفكار الثورة الإسلامية عبر صنوف الفنون المختلفة.
وأشار إلى قول المرشد الأعلى علي خامنئي، إن “الفن هو أدق وسيلة للتعبير عن الأفكار والمثل النبيلة، ويعتبر الفن الذي يخدم الحقيقة والإنسانية والحقيقة والصلاح ذا قيمة”.
وأكد لطيفي، أن مهرجانات الباسيج الفنية هذا العام سوف تشهد تكريما لمن وصفهم بـ”شهداء محور المقاومة”، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي بالحرس الثوري عباس نيلفروشان.
مدينة ملاهٍ
في اليوم التالي للإعلان عن الدورات الجديدة من مهرجانات الباسيج الفنية، صرح رئيس لجنة السياحة بمجلس مدينة طهران أحمد علوي، بأنه قد تم افتتاح مدينة ملاهي الباسيج بالعاصمة الإيرانية طهران، بعد إغلاقها لمدة خمس سنوات بسبب مشاكل تتعلق بالسلامة، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء فارس الإيرانية، الاثنين 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
افتتاح مدارس

وخلال نفس الأسبوع، لكن في محافظة أخرى ومجال آخر، قامت مؤسسة الباسيج البناء صباح الأربعاء 16 أكتوبر/تشرين الأول، بافتتاح 27 مدرسة في محافظة خوزستان، كما أعلن العميد محمد زهرائي رئيس المؤسسة، خلال حفل الافتتاح، عن ترميم 257 مدرسة أخرى، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء إيرنا.
مخيم تدريب عسكري

وفي نفس اليوم، أدلى نائب قائد قوات الباسيج العميد قاسم قريشي، بتصريح، مفاده أنه خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم، سوف يتم إرسال نصف مليون طالب وطالبة من طلاب المرحلة الثانوية للالتحاق بمعسكرات “دروب النور والتقدم”، وهي مخيمات تأهيل بدني ونفسي وعقائدي يلتحق بها الطلاب ليكونوا في ما بعد، أعضاء عاملين بقوات الباسيج التابعة للحرس الثوري.

وأضاف قريشي، أنه خلال النصف الأول من العام الجاري تم إلحاق 770 ألف طالب بتلك المعسكرات، وفق ما نقل عنه موقع الباسيج الرسمي.
إضافة إلى تلك الأنشطة، وثق الموقع فعاليات للباسيج ومؤسساتها في جميع محافظات طهران تتنوع بين فعاليات ثقافية ورياضية ودينية وسياسية وعسكرية ومهنية وطلابية، مما يطرح التساؤلات حول كيف وصلت هذه المنظمة العسكرية الأصل إلى كل تلك القطاعات المجتمعية المدنية، وما هي أبعاد أدوارها في الداخل الإيراني وخارجه؟