كتب: ربيع السعدني
أعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية حسن عبد الغني، مساء الأربعاء 28 يناير/كانون الثاني 2025، تنصيب أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية في سوريا، وجاء الإعلان خلال فعاليات مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية.
وصرح عبد الغني في البيان الرسمي الذي نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” يوم تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، بأن الشرع سيقوم بمهام رئاسة الجمهوية ويمثلها في المحافل الدولية، وأبرز ما جاء في البيان: “إلغاء دستور 2012 وتعطيل القوانين الاستثنائية الواردة فيه مع تحديد يوم الثامن من ديسمبر/كانون الثاني، يوما وطنيا لانتصار الثورة السورية، إضافة إلى حل جيش النظام السابق وتأسيس الجيش السوري الجديد على أسس وطنية مع حل مجلس الشعب وكل اللجان المنبثقة منه، وحل الميليشيات التي أنشأها النظام المخلوع وجميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد”.
“الجولاني رئيسا مؤقتا”
تحت هذا العنوان، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” تقريرا، الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2025، عن تنصيب أحمد الشرع نفسه، رئيسا للحكومة الانتقالية السورية، وأفادت بعض المصادر الإعلامية في وقت سابق، بتعيين “أحمد الشرع” الملقب بأبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام وقائد مديرية العمليات العسكرية السورية، رئيسا مؤقتا لسوريا، كما تحدثت وسائل إعلام سورية محلية عن عقد اجتماع في دمشق بمشاركة قيادات المجموعات المسلحة السورية لتحديد رئيس البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وأعلنت هذه الوسائل الإعلامية أن 18 مجموعة مسلحة حضرت الاجتماع، وافقت على حل نفسها.
حكومة سورية شاملة
ونشرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا“، أن الجولاني يعد بتشكيل حكومة شاملة، ووعد زعيم هيئة تحرير الشام بتشكيل حكومة انتقالية شاملة في سوريا، وتعهد أحمد الشرع”، الذي تم تعيينه “رئيسا” مؤقتا لسوريا، الخميس 30 يناير/كانون الثاني 2025، بأنه سيشكل “مجلسا انتقاليا” يضم 1500 مقاتل وحكومة انتقالية شاملة، وتابع: “إن الحكومة التي تمثل مجموعات مختلفة وتشكل المؤسسات سوف تحكم البلاد حتى تتمكن من إجراء انتخابات حرة ونزيهة”، وجاءت هذه التصريحات للشرع أمام الشعب السوري للمرة الأولى بعد تعيينه رئيسا للبلاد.
زيارة محتملة لتركيا والسعودية
وأشارت وكالة أنباء “إيسنا” إلى زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأخيرة لدمشق واجتماعه مع الشرع، في أول زيارة لزعيم عربي إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وتأتي زيارة أمير قطر لدمشق بعد يوم واحد فقط من تقديم المكتب الرئاسي السوري الشرع “رئيسا لسوريا” لفترة أربع سنوات للحكومة الانتقالية في البلاد، حيث تعتبر قطر من أهم الداعمين الماليين للجماعات المسلحة الحاكمة في سوريا، إذ كانت مسؤولة عن تمويل هذه الجماعات لأكثر من عقد من الزمان إلى جانب تركيا كداعم لوجستي واستخباراتي عسكري، وفقا لوكالة أنباء “إيسنا”.
زوجات الشرع
وعلى صعيد آخر، تناول موقع “شهر خبر” رد فعل الشرع، المثير للجدل بشأن عدد زوجاته، حيث رد الرئيس السوري الجديد على سؤال حول زوجته، نقلا عن وسائل إعلام عربية، بأن الزوجة لطيفة الشرع، رافقته إلى لقاء مع سيدات سوريات مقيمات بالولايات المتحدة.
ووفقا لما نشره موقع “شهر خبر” الإيراني: “كان الظهور العلني الأول لزوجة أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد، مصحوبا بضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي واهتمام إعلامي، إذ بدا أن له دلالات سياسية واجتماعية، وقدم لمحة عن الشرع وطريقة تفكيره ونظرته إلى الحكومة رغم عدم نشر صورتها في وسائل الإعلام”، وكشفت إحدى النساء السوريات عن هويتها في مقابلة على موقع “تابناك” تحت عنوان: “الصورة الأولى لزوجة أبو محمد الجولاني”.
وفي سياق متصل نشر موقع “ألف نيوز” الإخباري الأصولي صورة من لقاء الجولاني مع وفد النساء السوريات المقيمات في الولايات المتحدة؛ ويقال إن لطيفة الشرع، زوجة الشرع، شوهدت لأول مرة في هذا اللقاء، وذكرت مصادر مطلعة، أن الشرع قدم زوجته للجمهور بطريقة فكاهية، وشرح شائعات زواجه بعدة نساء، مؤكدا أن لطيفة هي زوجته الوحيدة، وقال: “لا يوجد أحدٌ غيرها، وما تسمعونه على مواقع التواصل الاجتماعي مجرد شائعة”.
مرحبا بكم في سوريا الجديدة
وعلى صعيد آخر، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر تعيين أحمد الشرع نفسه رئيسا لسوريا، بمزيج من السخرية والغضب، ونشر حساب باسم “سيد محمد حسيني” على منصة إكس صور من حياة الشرع منذ أن كان أميرا في جبهة النصرة قبل أن تتحول إلى هيئة تحرير الشام وقياديا في داعش، وصولا إلى هويته الجديدة “أحمد الشرع” باعتباره الرئيس العشرين لسوريا، وعلق حسيني ساخرا: “إن هذا غريب لكنه صحيح”، ثم عقب: “بعد ظهور الدكتاتورية العلنية في سوريا؛ بدلا من أن يشارك الشعب في الانتخابات لتحديد الرئيس، قامت مجموعات عسكرية تضم أشخاصا من جنسيات مختلفة بانتخاب الجولاني رئيسا انتقاليا لمدة 4 سنوات”.
ونشر حساب آخر باسم “صداي هندوكش“، تفاصيل الإعلان عن تعيين الشرع في رئاسة سوريا، وذكرت شبكة الجزيرة الإخبارية نقلا عن مصادرها في سوريا، أنه تم تعيين أحمد الشرع رسميا رئيسا للحكومة الانتقالية السورية، تجدر الإشارة إلى أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، انتقلت السلطة إلى قيادة الجولاني وحركة تحرير الشام، وبعد ذلك تم انتخاب محمد البشير رئيسا للحكومة الانتقالية؛ ولكن الآن عيّن “السيد الجولاني” نفسه رسميا رئيسا للحكومة الانتقالية السورية!
سيدة سوريا الأولى
ووفقا لموقع “شهر خبر” الإيراني، قالت ريم البِزم، الطبيبة والناشطة السياسية التي حضرت لقاء الشرع مع وفد النساء السوريات المقيمات بالولايات المتحدة، في لقاء تلفزيوني عن زوجة أحمد الشرع (لطيفة الشرع): “إنها امرأة جميلة وأنيقة وستكون مناسبة لمنصب السيدة الأولى إذا ما تم تشكيل حكومة ديمقراطية منتخبة”، وكتبت البِزم في منشور على حسابها بمنصة إكس، يوم 27 يناير/كانون الثاني 2025: “بالنيابة عن نفسي وعن وفد النساء السوريات الأمريكيات، نشكر أحمد الشرع ووزير الخارجية (أسعد الشيباني) على اجتماعهما الليلة الماضية، وقد كنا سعداء جدا أيضا بلقاء زوجته السيدة لطيفة الشرع”.
وفي تعليقه على صورة أحمد الشرع مع وفد النساء السوريات الأمريكيات، علق مدون آخر يحمل اسم “جون أزاد” قائلا: “لقاء أحمد الشرع مع ناشطات سوريات.. لا أعلم، لكن أشعر بأن هذه الصورة كريهة الرائحة”.
وكتب “خالد شاه هكمل“، في 30 يناير/كانون الثاني 2025: “لقد وجّه الطاغية صفعة قوية على وجه العبيد الغربيين وأنصار الديمقراطية الغربية، بدأت الحكومة الانتقالية السورية الجديدة برئاسة أبو محمد الجولاني نشاطها، وقال في أول خطاب له، لقد أرسينا الأساس لنظام إسلامي، من شأنه أن يلهم بقية العالم بالحكم الإسلامي الأصيل والنقي، وستسير كافة شؤوننا في ضوء الدين الإسلامي، وسنوفر الحقوق المتساوية لجميع مواطني الدولة، وسنعمل على تحقيق العدالة”.
“لن ننسى ماضيه الأسود”
وفي تعليقه على أول وجهة خارجية للشرع، دوَّن حساب يحمل اسم “لايف إيران نيوز” في الأول من فبراير/شباط 2025، أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع يتوجه إلى المملكة العربية السعودية غدا، في أول زيارة خارجية له بعد توليه الرئاسة، ثم علق ساخرا: “أتذكر أن الخوارزمي قال إنه سيقطع رأس كل السوريين! والآن أصبح الجولاني زعيما كاريزميا في العالم العربي، وهو يحاول وضع الجمهورية الإسلامية في أكبر قدر ممكن من المشاكل، ونحن لن ننسى ماضيه الأسود”.
وبطريقة ساخرة علق حساب آخر يحمل اسم “كُ مَن Co. Man”، بهذه العبارات: “أصبح الجولاني رئيسا دون انتخابات، كما حل البرلمان والجيش.. مرحبا بكم في سوريا الحرة التي كان الإصلاحيون يصفرون لها ويهتفون من أجلها”.