كتبت- رضوى أحمد
شهدت الدوحة، اجتماع مسار أستانا يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024 بحضور وزراء خارجية الدول الثلاث الضامنة لاتفاق أستانا روسيا وتركيا وإيران لمناقشة آخر التطورات في سوريا، وعلى هامش الاجتماع التقى عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني بمسؤولي دول المنطقة في ظل تواجدهم في الدوحة لحضور منتدى الدوحة الذي أقيم صباح اليوم.
وتم عقد ذلك الاجتماع عقب قيام الجماعات المعارضة السورية المسلحة يوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرین الثاني 2024 بعمليات عسكرية سيطرت بها على عدة مناطق محيطة بمحافظة إدلب، وضمت حلب وحماة وحمص ووصلت لأعتاب دمشق يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، وما زالت تلك العمليات مستمرة في ظل عمليات عسكرية مضادة لها شنها النظام السوري وروسيا بقصف بالمدفعيات والطائرات الحربية على مناطق سيطرة المعارضة السورية ومنها أحياء سكنية، وكانت إيران قد وصفت عمليات الجماعات المعارضة بأنها إرهابية مدعومة من تركيا وإسرائيل وأمريكا لقطع إمدادات إيران لحزب الله اللبناني، وتقليص دور سوريا كإحدى جبهات المقاومة.
تبعا لذلك أعرب عباس عراقجي عن قلقه من انهيار عملية مفاوضات أستانا، لذا قررت الدول الضامنة لتلك المفاوضات عقد اجتماع يضم وزراء خارجية تلك الدول روسيا وتركيا وإيران في الدوحة، بما أن هؤلاء الوزراء موجودون في الدوحة بالفعل، ووصل عراقجي إلى الدوحة صباح السبت 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، للمشاركة في “منتدى الدوحة” واجتماع “عملية أستانا”.
بيان مسار أستانة
أكد وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران، الدول الضامنة لمسار أستانة، على ضرورة استئناف العملية السياسية في سوريا، ودعم وحدة وسلامة أراضيها.
جاء ذلك خلال اجتماع “صيغة أستانة”، السبت، في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان، وروسيا سيرغي لافروف، وإيران عباس عراقجي.
وذكرت مصادر في الخارجية التركية للأناضول، أن الاجتماع الذي عقد في “أجواء بنّاءة”، تناول التطورات الميدانية في سوريا.
وأكدت المصادر، أن المباحثات شددت على أهمية استئناف العملية السياسية في سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مع التأكيد على دعم وحدة الأراضي السورية وسلامتها السياسية.
تصريحات المسؤولين عقب اجتماع أستانة في الدوحة
في أول تصريح لعراقجي بعد اجتماع أستانا في الدوحة بحسب وكالة تسنيم للأنباء قال عراقجي للصحفيين: في اجتماع أستانا تمت مناقشة القضايا الراهنة في سوريا والتي هي في غاية الأهمية، وكانت آراء الأطراف متوافقة، ودعا الجميع إلى حل النزاعات على الفور واحترام سلامة الأراضي والسيادة الوطنية لسوريا.
وتابع: كما تقرر البدء بحوارات سياسية بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة الشرعية حيث كانت تلك هي مطالب هذا اللقاء، وقررنا أن نتشاور مع الحكومة السورية بهذا الخصوص، ومن المفترض أن تتشاور روسيا أيضا مع الحكومة السورية.
كما صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بضرورة مواجهة ما وصفهم بالإرهابيين والحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، عقب اجتماع أستانا في الدوحة، بحسب موقع هم ميهن نقلاً عن الجزيرة
وأضاف لافروف: “من غير المقبول السماح للجماعات الإرهابية بالسيطرة على الأراضي السورية، ومن الضروري التمييز بين الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام، التي تصنفها الأمم المتحدة إرهابية، وجماعات المعارضة الأخرى التي لا تعتبر إرهابية”، وأكد أن دور روسيا هو محاربة الجماعات الإرهابية وإن زعموا أنهم لم يعودوا كذلك.
وأضاف: توصلنا اليوم إلى اتفاق مع إيران وتركيا على إصدار دعوة قوية لتحقيق الأمن والاستقرار في سوريا، وطالبت روسيا وتركيا وإيران ببدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة الشرعية، وطالبت روسيا وتركيا وإيران بوقف فوري للعنف في سوريا.
كما أكد أنه بلا شك ستعود العلاقات السورية التركية إلى طبيعتها، وهناك أفكار حول كيفية مساعدة تركيا في الحفاظ على سلامة الأراضي السورية، ويجب على المعارضة السورية أن تستمع إلى كلمات إيران وتركيا وروسيا لوقف الأعمال العدائية، وأن روسيا وتركيا وإيران سيقومون باتخاذ إجراءات لضمان خفض التوتر في سوريا، ويجب على الأطراف المعنية أن تفهم وتستمع إلى اتفاق هذا الاجتماع بعناية.
وعبر لافروف عن أسفه للشعب السوري، وقال بشأن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن انسحاب القوات الروسية من قاعدة مدينة طرطوس السورية: الأمر يتعلق بالمناورات البحرية التي تجري في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف: إن ما يحدث من مصائب في فلسطين وسوريا سببه السياسة الأمريكية ورغبتها في استمرار الهيمنة. وأكد أن استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف جيوسياسية أمر غير مقبول.
وتحدث عن خطة بايدن رئيس أمريكا الحالي في غزة قائلاً: “طالما لا توجد دولة فلسطينية حقيقية، سنرى المزيد من التطرف ولن يكون من الممكن القضاء على جميع أعضاء حركة حماس.”
مسار أستانة
جدير بالذكر أن اتفاق أستانا كان على هامش قرار مجلس الأمن عام 2017، حيث شهدت العاصمة الكازاخستانية نور سلطان المعروفة قديماً بأستانا سلسلة من المؤتمرات من قِبل روسيا وتركيا وإيران لحل الصراع السوري الذي كانت بدايته في 2011 مع انتفاضة الشعب السوري ضد بشار الأسد كإحدى ثورات الربيع العربي، وتطور الأحداث لصراع مسلح وتدخل أجنبي مسلح في تلك الأزمة، وتم في تلك المؤتمرات التي عرفت بمؤتمرات “أستانا” تحديد أربع مناطق أساسية لخفض التصعيد لا تتجاوز 10% من مساحة سوريا وهي:
1-محافظة إدلب وأجزاء من المحافظات المحيطة بها اللاذقية وحماة وحلب (9000 كيلومتر مربع).
2-أجزاء من ريف حمص الشمالي (350 كيلومتر).
3-الغوطة الشرقية (100 كيلومتر).
4-أجزاء من الجنوب السوري محاصر مع نظام بشار وإسرائيل.
وقد نص الاتفاق على وقف القتال في تلك المناطق وعودة المدنيين، إلا أن هذا الاتفاق لم يفض لحل نهائي للأزمة، وبعد هجوم الجماعات المسلحة المعارضة لنظام الأسد السورية يوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرین الثاني 2024 اعتبرت الدول الضامنة أن ذلك خرقاً للاتفاق.