كتبت: لمياء شرف
على خلفية اندلاع مظاهرات في سوريا تنظمها الطائفة العلوية، علق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، حسب “إيران أونلاين“، محذرا من التدخل المدمّر في مستقبل سوريا، مشيرا إلى أن القرارات يجب أن تعود للشعب السوري وحده.
جاء ذلك في مقال نشره الإعلام الصيني في أثناء زيارة يقوم بها إلى الصين.
وفي سياق متصل، حذرت الجامعة العربية الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، حسب وكالة رويترز، في بيان شديد اللهجة من إشعال الفتنة في سوريا، ورفضت التصريحات الإيرانية التي اعتبرتها “مزعزعة” للسلم الأهلي في سوريا، بعد إطاحة حليفها بشار الأسد.
والجدير بالذكر أن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، توقع قبل ليلة من اندلاع الأحداث، خروج الشباب في سوريا على الحكومة الجديدة.
وشددت الأمانة العامة للجامعة العربية على ضرورة احترام كافة الأطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، مؤكدةً ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وحل أية تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار.
يذكر أن السلطات السورية الجديدة بدأت الخميس 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، عملية عسكرية في معقل الأسد بعد اشتباكات دامية بين مقاتليها ومسلحين تابعين للحكومة السابقة.
وقالت الجامعة العربية في بيانها، إنها “تتابع بقلقٍ الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية بهدف إشعال فتيل الفتنة في البلاد”.
وأكدت الجامعة رفضها التصريحات الايرانية الأخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري، مؤكدةً ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته.
مظاهرات العلويين
خرج آلاف السوريين من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد، مساء الثلاثاء/صباح الأربعاء 26 ديسمبر/كانون الأول 2024، في عدد من المدن السورية حسب وكالة رويترز، حيث خرجت المتظاهرون بعد تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر اعتداء مفترضا على مقام للطائفة في حلب.
وتعدُّ هذه التظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أن أطاح بالأسد تحالف فصائل المعارضة السورية بقيادة هيئة تحرير الشام، في 8 ديسمبر/كانون الأول.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود عيان بخروج آلاف السوريين العلويين إلى الشوارع في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، إضافة مظاهرات مماثلة في بانياس وحمص.
وبناءً على هذه التحركات، تم فرض حظر التجول في هذه المناطق، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، قالت إن الشرطة السورية فرضت حظرا للتجول بين السادسة مساء والثامنة صباحا.
وعن الفيديو المتداول حول شبكات التواصل الاجتماعي الذي يُظهر اعتداء مسلحين على مقام “أبو عبد الله الحسين الخصيبي” في منطقة ميسلون بمدينة حلب شمال البلاد، أكدت وزارة الداخلية السورية أنه “قديم”.
وشدَّدت على أن الفيديو يعود لفترة تحرير المدينة، مشيرة إلى أن هذا الفعل يعود لمجموعات مجهولة.
وحذّرت الوزارة في بيان لها، من إعادة نشر المقطع، الذي يهدف إلى إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة، مشددة على أن “أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية”.
وحسب “فرانس 24″، أكد مقاتلو “هيئة تحرير الشام”، أن “جميع السوريين إخوة… لا خوف على أيٍّ كان…” وأن “من كانت أيديهم ملطخة بالدماء فروا. ومن بقوا سنبني معهم سوريا الجديدة”.
وقد سبق أن كرر أحمد الشرع الرسائل الهادفة إلى طمأنة الأقليات المذهبية في البلاد، قائلا: “إنهم سيعيشون في أمن وسلام”.
تهديدات إيرانية
سبق هذه التحركات المضادة للحكومة السورية الجديدة بساعات، تصريحات تحمل “التهديد” من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية ووزير خارجيته عباس عراقجي وسياسيين.
من جهته أوضح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أنه من السابق لأوانه الحكم وإظهار الرأي بشأن مستقبل سوريا.
وحسب وكالة مهر للأنباء، صرح عراقجي، الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، بأن التطورات في سوريا لا يمكن الحكم على مستقبلها في الوقت الحالي، حيث إن هناك عديدا من العوامل المؤثرة فيها والتي تؤثر على مستقبل هذا البلد.
وأكد الوزير: “سيكون هناك عديد من التطورات في المستقبل، ومن السابق لأوانه أن نصدر نحن والآخرون حكما بهذا الخصوص”.
وبناءً على هذه التصريحات ردَّ عليه وزير الخارجية السوري في الحكومة الجديدة أحمد الشيباني، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “إكس“، مشددا على أنه يجب على إيران احترام السيادة السورية.
وقال: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته”، محذرا من بث الفوضى في سوريا، وحمَّل حكومة سوريا أي تطورات أو أحداث تنتج عن هذه التصريحات.
وفي سياق متصل، هدد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، على موقع التواصل الاجتماعي “إكس“، الأربعاء 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، بأنه خلال أقل من عام ستعود ما سماها بـ”المقاومة” في سوريا بشكل مختلف، وأن من يقوم بذلك هو شباب سوريا المقاوم.
وأكد أنهم سيبطلون المخطط الشرير والمخادع لأمريكا والكيان الصهيوني ودول المنطقة، قائلا: “إن الشباب والشعب السوري المقاوم لن يبقى صامتا أمام الاحتلال الأجنبي والعدوان والشمولية الداخلية لجماعة ما”.
تغريدة رضائي لم تخرج عن تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، الذي دعا بشكل مباشر إلى خروج الشباب السوري على الحكومة السورية الجديدة.
قال خامنئي في كلمته أثناء لقاء مداحي الرسول لإحياء ذكرى ميلاد السيدة فاطمة حسب وكالة الأنباء تسنيم الإيرانية، الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول 2024: “أتوقع أن يشهد المستقبل ظهور مجموعة شريفة وقوية في سوريا”.
وتابع كلمته: “الشاب السوري ليس لديه ما يخسره. جامعته غير آمنة، مدرسته غير آمنة، منزله غير آمن، شارعه غير آمن، حياته كلها غير آمنة. ماذا يفعل؟”. وشدد على ضرورة أن يقف الشاب السوري بقوة وإرادة أمام الذين خططوا للفوضى في سوريا، على حد تعبيره.