كتبت: يسرا شمندي
نعى حزب الله اللبناني، الأحد 29 سبتمبر/أيلول 2024، قائد جبهة الجنوب علي كركي، الذي قُتل خلال الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة الأمين العام للحزب حسن نصر الله يوم 27 سبتمبر/أيلول 2024، وقال الحزب في بيان صحفي أوردته قناة “الجديد” اللبنانية: “بكل فخر واعتزاز، تزف المقاومة الإسلامية إلى أهل المقاومة والشهداء، القائد الجهادي علي كركي (أبو الفضل)، الذي استشهد مع كوكبة من إخوانه المجاهدين في الغارة الإسرائيلية الإجرامية على حارة حريك برفقة أكبر شهدائنا وأعظم قادتنا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ويا له من شرف عظيم، ويا لها من شهادة مباركة قل نظيرها!”، وأضاف: “لقد تولى الحاج أبو الفضل قيادة مجاهدي المقاومة الإسلامية في الجنوب منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وقاد وشارك في كافة المواجهات البطولية مع العدو الإسرائيلي وصولا إلى دوره التاريخي في تحرير عام 2000، والنصر الإلهي في يوليو/تموز 2006″، وأشار إلى أن كركي “كان مسؤولا بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها، وذلك بناء على ما جاء في موقع هسبريس بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
من هو علي الكركي؟
يُعتبر علي كركي أرفع قائد عسكري في حزب الله بعد القضاء على العديد من القياديين البارزين، وهو عضو في المجلس الجهادي، الجناح العسكري والأمني للحزب، عُيّن في منصب فؤاد شكر بعد مقتله في يوليو/تموز 2017، ويمتاز بشخصية مهيمنة وخبرة قتالية وتنظيمية كبيرة، كان كركي مسؤولا عن المنطقة الجنوبية التي قدمت لحزب الله أكبر عدد من المقاتلين، وذلك وفقا لما ذكره موقع لبنان 24 بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
من أبرز المسؤولين
ويعد من بين أبرز المسؤولين العسكريين بعد مقتل فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، وقد ولد في مدينة النبطية في العام 1967 وهو يحمل أيضا الجنسية الغينية، كما أنه عضو في “مجلس الجهاد” وهي أعلى هيئة في هرم حزب الله التنظيمي تقوم باتخاذ القرارات الاستراتيجية والعسكرية وتدير الحرب مع إسرائيل، ومن جانبهم أكد الإسرائيليون أن علي كركي كان مسؤولا على القائدين طالب عبد الله ومحمد ناصر اللذان يتزعمان وحدتي “نصر” و”عزيز” الناشطتين على مستوى جنوب نهر الليطاني المتاخم لإسرائيل، وكان يعيش علي كركي في سرية تامة ويتنقل من مكان إلى آخر خوفا من استهدافه من قبل إسرائيل.
والجدير بالذكر أن الكركي هو الرجل الثالث وقائد الجبهة الجنوبية في الحزب، يعتبر أرفع قائد عسكري، وهو عضو فيما يعرف باسم “المجلس الجهادي”، وهو الجناح العسكري والأمني لـ “حزب الله”، وكان كركي يشغل منصب قائد الجبهة الجنوبية في الحزب اللبناني، وحاولت تل أبيب اغتياله في فبراير/شباط 2024 بقصف سيارة في مدينة النبطية، لكنه لم يكن في السيارة المستهدفة، ويعتبر كركي شخصية مهيمنة وقوية في الحرب ضد إسرائيل بحكم موقعه كمسؤول عن القطاع الجنوبي الذي يأتي منه قسم كبير من مقاتلي الحزب، وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أعلن “القضاء على حسن نصر الله وعلي كركي وعدد آخر من القادة في الحزب”، وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي “سيواصل استهداف كل من يروج ويتورط في أعمال إرهابية ضد مواطني إسرائيل”، وذلك طبقا لما جاء في موقع آر تي بتاريخ 29سبتمبر/أيلول 2024.
بداية الخلفية السياسية
شغل الكركي العديد من المسؤوليات في العمليات العسكرية والقتالية، وله دور خاص في الهيكل العسكري لحزب الله، وقيادته الميدانية، والتخطيط الاستراتيجي، أظهر علي كركي قدرات ملحوظة في توجيه الوحدات القتالية والسيطرة على القوات، خاصة في المواقف الحرجة والحربية، الحاج خليل هو أحد الشخصيات الرئيسية المشاركة في التخطيط لعمليات حزب الله واستراتيجياته ضد النظام الإسرائيلي والصراعات العسكرية مع إسرائيل، ونظرا إلى خبرته العسكرية ومعرفته في مختلف مناطق الحرب، يعرف كركي بأنه قائد قدير وكان له تأثير كبير على نجاحات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي وغيره من أعداء الجماعة، وذلك استنادا إلى ما جاء في موقع حرف تازه بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
في ضوء ذلك لعب علي كركي دورا مهما في حروب حزب الله ضد النظام الإسرائيلي، خاصة في حرب الـ33 يوما بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006، في هذه الحرب، ونجح حزب الله في دحر الجيش الإسرائيلي وإلحاق خسائر فادحة به من خلال استراتيجيات عسكرية فعالة واستخدام تكتيكات حرب العصابات، كان كركي شخصية فعالة في توجيه العمليات العسكرية في جنوب لبنان ومواجهة القوات الإسرائيلية، كانت استراتيجيات استخدام الصواريخ والمعدات العسكرية المتطورة، وخاصة استخدام أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات وإطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى باتجاه الأراضي المحتلة، من بين أهم التكتيكات التي تم تنفيذها تحت قيادة أشخاص مثل كركي، ومثل فؤاد شكر وعقيل من قبله، خدم في أعلى مؤسسة عسكرية في حزب الله، مجلس الجهاد، وكان يعتبر العضو الرئيسي المسؤول عن قرارات حزب الله الاستراتيجية والعسكرية والأمنية، بشكل عام، علي كركي هو أحد كبار قادة حزب الله الفعالين، وقد لعب دورا مهما في القتال ضد النظام الإسرائيلي وفي إدارة العمليات العسكرية لحزب الله في لبنان وسوريا.
يعتبر كركي أحد كبار قادة حزب الله اللبناني وأكثرهم شهرة على نفس مستوى إبراهيم عقيل، وقد لعب أدوارا مهمة في العمليات والأنشطة العسكرية للمنظمة، ونشط كركي في مختلف المجالات، بما في ذلك الشؤون العسكرية والأمنية لحزب الله، وهو أحد القادة البارزين الذين شاركوا في مختلف الحروب والصراعات في المنطقة، وخاصة في سوريا، ويعتبر أعلى قائد عسكري للحزب، وهو أيضا عضو في مجلس الجهاد، وهو الجناح العسكري والأمني لحزب الله، ووفقا لمصادر إسرائيلية، عين حسن نصر الله علي كركي ليحل محل فؤاد شكر، “الحاج محسن”، الذي اغتيل في هجوم إسرائيلي في يوليو الماضي.
وفي إطار ذلك كان كركي زعيم الجبهة الجنوبية في الحزب اللبناني، واغتالته تل أبيب في فبراير/شباط الماضي بتفجير سيارة في مدينة النبطية، لكنه لم يكن في السيارة المعنية. وبسبب موقعه كرئيس للقطاع الجنوبي، الذي ينحدر منه جزء كبير من مقاتلي الحزب، يعتبر كركي شخصية مهيمنة وقوية في الحرب ضد إسرائيل.
كما لعب علي كركي أيضا دورا نشطا في المعارك الإقليمية، مع اندلاع الأزمة السورية، دخل حزب الله الحرب دعما لحكومة بشار الأسد، كركي هو قائد شارك في المعارك السورية وقاتل إلى جانب قوات حزب الله الأخرى والقوات الموالية للحكومة السورية ضد المعارضة المسلحة في سوريا.