ترجمة: يارا حلمي
نشر موقع “رجا نيوز” الإيراني الأصولي، الجمعة 11 أبريل/نيسان 2025، تقريرا تناول فيه التحذير من محاولات التيارات ذات التوجهات الغربية داخل إيران (في إشارة إلي التيار الإصلاحي) للتحايل على مبادئ الثورة الإسلامية عبر إعادة التفاوض مع الولايات المتحدة بطرق غير مباشرة، ويشبه ذلك بسلوك “أصحاب السبت”.
ذكر الموقع أنّه بالتزامن مع نشر خبر المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في سلطنة عمان، عادت بعض التيارات السياسية ذات التوجه الغربي داخل إيران لمحاولة تسويق هذا المسار الفاشل إلى الرأي العام، بعد إعادة إنتاجه وتغييره شكلا ومضمونا، على حد وصف الموقع الأصولي.
وأشار إلى أنّ هذا التحرك يأتي رغم تأكيدات متكررة من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي، بأنّ “التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية محرم، بسبب طبيعة هذا البلد الخادعة وغير الموثوقة”، مؤكدا أنّ شكل المفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، لا يغيّر من جوهر هذا الحكم شيئا.
وتابع بالقول إنّ هذه الحيلة التي تلجأ إليها التيارات ذات التوجهات الغربية داخل إيران، لا تختلف كثيرا عن قصة “أصحاب السبت” الواردة في القرآن الكريم، حيث تروي الآيات القرآنية أنّ مجموعة من بني إسرائيل مُنعوا بأمر إلهي من صيد السمك في يوم السبت.
وأضاف أنهم بدلا من تنفيذ أمر الله بشكل مباشر، لجأوا إلى حيلة تمثلت في إنشاء أحواض مائية، لجمع الأسماك فيها يوم السبت، ثم يقومون باصطيادها يوم الأحد، موضحا أن هؤلاء القوم، على ظاهر الأمر، لم يكونوا ينتهكون نص الأمر الإلهي، لكنهم عمليا وعبر هذه الحيلة، داسوا على روح هذا الحكم الرباني، وكانت نتيجة هذا النفاق والعصيان الإلهي، عذابا شديدا من عند الله.
وأفاد بأنه وبعد مرور آلاف السنين، ها هي فصول التاريخ تتكرر من جديد، حيث نواجه اليوم قصة “أصحاب السبت”، في إشارة إلى تكرار سلوكيات مشابهة لتلك الحادثة القرآنية، إذ تحاول التيارات ذات التوجهات الغربية داخل إيران أن تغيّر مظهر المفاوضات من المباشر إلى غير المباشر، لتوهم الرأي العام بأن مبادئ النظام الإسلامي ما زالت محفوظة.
كما أوضح أن السؤال الجوهري المطروح هنا هو: هل يتغير جوهر التفاوض بهذه الأساليب الشكلية؟ وهل تستطيع مثل هذه الحيل أن تُضفي الشرعية على التفاوض مع عدو خبيث ومهيمن مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وتُظهره كأمر آمن وشرعي؟
وأكد الموقع أن الإجابة واضحة ولا تحتاج إلى تأويل، فالتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية، سواء أكان مباشرا أم غير مباشر، وأيّ نوع من أنواع التعامل التفاوضي معها، يعني عمليا فتح الطريق أمام نفوذ هذا العدو.
ولفت إلى أنّ “هذا العدو الذي لم يتوقف حتى يومنا هذا عن توسيع العقوبات ضد إيران، ولا يزال يلوث يديه بدماء آلاف النساء والأطفال الفلسطينيين من خلال دعمه المستمر لجرائم الكيان الصهيوني، لا يمكن اعتباره طرفا موثوقا به لأي مفاوضات أو حوار”.
كما أكد في ختام التقرير، أنّ تغيير شكل المفاوضات لا يختلف بشيء عن سلوك “أصحاب السبت”، إذ إنه ليس سوى محاولة جديدة لتجاوز الخطوط الحمراء للنظام الإسلامي، ولكن بوسائل وأساليب مختلفة شكلا.