ترجمة دنيا ياسر نورالدين
تناول موقع “عصر إيران” الإيرانية السبت 19 أبريل/نيسان 2025 في تقرير له تحوّل العلاقات بين إيران والسعودية من التوتر الأيديولوجي والصراع الإقليمي إلى نهج جديد قائم على المصالح المشتركة والتعاون الاستراتيجي.و التغييرات في سياسات الرياض الإقليمية وسعيها لتعزيز الاستقرار والحوار مع طهران في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة.
ذكر الموقع أن السير في طريق التعاون والتفاهم، بدلا من إهدار الموارد الوطنية في صراعات بلا جدوى، يمكن أن يعزز الأمن الوطني ويحقق مكاسب استراتيجية في مجالي الطاقة والتنمية المستدامة.
وأردفت أن التعاون الإقليمي بأقل التكاليف يفضي إلى نتائج ثمينة، فلماذا يتم التمسك بخيارات الخسارة؟
زيارة مثيرة للجدل
أشار الموقع إلى أن زيارة الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع السعودي إلى طهران أثارت شكوك العديد من المحللين في مختلف الاتجاهات السياسية داخل إيران.
تابعت أن الآراء تباينت بشأن دوافع الزيارة وتوقيتها، خاصة في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.
أكدت الموقع أن بعض الأصوات تساءلت إن كانت الزيارة تمثل تنازلا من إيران في ظل التهديدات التي يواجهها حلفاؤها، كالحوثيين، من قِبل أطراف مدعومة من السعودية والإمارات.
وأضاف أن هذا التوقيت يُعد حساسا نظرا لتقاطع المصالح الإقليمية بين طهران والرياض.
وبيّن أن البعض يخشى من تكرار الدور السلبي للسعودية في جولات التفاوض السابقة، ويتساءلون إن كانت طهران تمنح الرياض فرصة لإعادة التأثير بشكل سلبي. أوضحت أن هذه المخاوف تنبع من تجارب سابقة في العلاقات الثنائية.
تابع الموقع أن هناك من يرى أن هذه العلاقات على هذا المستوى العالي قد تُفهم كإشارة ضعف من إيران تجاه الأطراف الدولية. وأردفت أن البعض يعتبر أن هذه المبادرة قد تُستخدم ضد طهران دبلوماسيا.
رفض المصالحة بحجج الماضي
ذكر الموقع أن أطرافا أخرى تعارض التقارب الإيراني السعودي بحجة التاريخ الطويل من النزاع والتنافس الجيوسياسي الحاد بين البلدين. وبيّنت أن هؤلاء يرفضون مبدأ حسن الجوار ويعتبرونه غير واقعي في سياق الصراعات الحالية.
وأوضح أن الرد على هذه الاعتراضات يتطلب النظر في عدة نقاط رئيسية توضّح خلفية هذا التغيير في العلاقة. وتابعت أن من الضروري تقييم الموقف بناء على الحقائق وليس المخاوف.
أكد الموقع أن خالد بن سلمان لم يأتِ إلى طهران بدعوة من المسؤولين الإيرانيين، بل كان يحمل رسالة غير مسبوقة من العاهل السعودي إلى القيادة الإيرانية.
وأردف أن هذا يعكس تحولا في النهج السعودي، كما أن الجانب الإيراني أبدى ترحيبا واضحاً ولم يُظهر أي تردد في استقباله.
هدوء غير مسبوق بين الحوثيين والسعودية
أشار الموقع إلى أن الخلاف بين الحوثيين وإسرائيل والولايات المتحدة لم يشهد تدخلا مباشرا من السعودية، خلافا لما كان في السابق.
وأردف أن الحوثيين، رغم امتلاكهم القدرة على استهداف منشآت سعودية، امتنعوا عن ذلك وركّزوا على الداخل الإسرائيلي، ما أسهم في بناء الثقة بين الطرفين.
وأكد أن السعودية اليوم تختلف كثيرا عن مرحلة ما قبل الاتفاق النووي وعهد ترامب، إذ لم تعد ترسل إشارات عدائية ضد إيران. وتابعت أن الرياض باتت تُظهر ميولا لمواقف متقاربة مع طهران بعد السابع من أكتوبر، حتى لو كانت ضمنيا، وهو ما يعكس تغيرا استراتيجيا.
دعم سعودي للمفاوضات
ذكر الموقع أن السعودية كانت من أوائل الدول التي رحّبت بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة ، وأعربت عن ارتياحها لهذه الخطوة. وأضافت أن هذا الموقف يضعف من احتمال عرقلتها لأي حوار مستقبلي، بل يدفع نحو اعتبارها شريكاً في الحلول لا في الأزمات.
وبيّن أن زيارة خالد بن سلمان، أحد أبرز المسؤولين السعوديين، إلى طهران ونقل رسالة من الملك شخصيا، تحمل دلالة على جدية المملكة. وأردفت أن السعودية تريد أن تثبت لإيران حسن نيتها واستعدادها للعب دور مؤثر وإيجابي في المفاوضات القادمة.
طموح سعودي لتعزيز الدور الدولي
تابع الموقع أن الرياض تسعى لكسب ثقة طهران مستفيدة من علاقاتها الوثيقة مع واشنطن وترامب، بهدف تعزيز مكانتها في المعادلات الدولية. وأضافت أن ما تقوم به المملكة يشبه دورها في الحرب الأوكرانية وبعض الفعاليات العالمية، لتقديم نفسها كقوة سلام واستقرار.
وأكد الموقع أن السعودية أدركت بعد سنوات من الصراع مع إيران أنها لا تستطيع إقصاءها من المشهد الإقليمي. وأوضحت أن الخسائر السياسية والاقتصادية الناتجة عن هذا الصراع دفعت المملكة لإعادة تقييم استراتيجيتها.
وذكر أن السعودية اليوم ركّز على التنمية الاقتصادية والابتعاد عن التوترات الإقليمية. وأردفت أن مشروع بسط النفوذ السياسي لم يحقق فائدة، بل كبّد المملكة خسائر جسيمة، خصوصاً في مجال أمن الطاقة.
درس اليمن باهظ الكلفة
بيّن الموقع أن حرب اليمن شكّلت صدمة للسعودية بعدما أنفقت مليارات الدولارات دون نتائج حاسمة. وتابعت أن هذه التجربة دفعت القيادة السعودية لإعادة النظر في نهجها تجاه جيرانها واختيار طريق التفاهم.
وأكد أن استقبال المسؤول السعودي في طهران يعكس استعداد إيران للرد الإيجابي على تغيّر الاستراتيجية السعودية.
وأضاف أن الخيار كان واضحا: اعتماد دبلوماسية متوازنة بدلا من التصعيد، وتحويل شعارات وحدة الأمة الإسلامية إلى خطوات عملية.
وأوضح أن هذا التحوّل المتبادل قد يشكل بداية حقبة جديدة في توازنات المنطقة تتجاوز حدود إيران وأمريكا وتابعت أن مثل هذا الانفتاح يمكن أن يؤثر في طبيعة العلاقات بين دول الشرق الأوسط ويقلّص من نفوذ الخصوم الخارجيين.