كتبت: شروق السيد
وجَّه محمد جواد ظريف، نائب الشؤون الاستراتيجية للرئيس الإيراني، الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الأول 2024، رسالة إلى اليهود حول العالم، انتقد فيها استغلال الصهيونية للديانة اليهودية ولمعاناة ضحايا الهولوكوست، كما أكد ظريف أن إيران تميز بين اليهودية كدين وبالصهيونية كمشروع سياسي، تأتي هذه الرسالة في سياق تاريخ من الرسائل التي وجهها ظريف إلى اليهود على مرّ الأعوام.
رسالة جواد ظريف ليهود العالم
اعتبر جواد ظريف، نائب الشؤون الاستراتيجية للرئيس الإيراني، الصهيونية انتهاكا للوصايا العشر للنبي موسى (عليه السلام)، ويؤكد أن الكيان الصهيوني يستغل ذكرى وأسماء ودماء وأرواح ضحايا الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية.
وفقا لوكالة مهر للأنباء، نشر محمد جواد ظريف، مساء الاثنين 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مقطع فيديو يخاطب فيه اليهود حول العالم، ودعاهم إلى تحرير الديانة الإبراهيمية اليهودية من التحريف والتزوير والاعتداء والتمييز العنصري والمجازر الصهيونية.
النص الكامل لرسالة نائب الرئيس الاستراتيجي إلى يهود العالم كالتالي:
سلام..
التحية والسلام والصداقة لكل أحرار العالم وعشاق العدالة، من كل دين وقومية ولغة، السلام على أتباع جميع الأديان، لكل الشعب الإبراهيمي، من أي معتقد وقومية ولغة، سلام على مواطنينا اليهود وجميع أتباع النبي موسى، في جميع أنحاء العالم.
أبدأ باسم الله الواحد الرحيم: الاسم الذي نحن في أمس الحاجة إلى تذكره أكثر من أي وقت مضى، لمنع انتشار الحروب والقتل والنهب والاعتداء.
أتحدث إليكم، اليهود حول العالم، كمواطن من أمة عريقة ذات تاريخ حافل بالتنوع وحب البشرية، لقد كانت أمتي على مدى أكثر من ألفي عام، رمزا للتعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة، وحاملي الثقافات المتنوعة، وداعمي القيم والتطلعات البشرية المتعددة من شعوب وأعراق مختلفة، وبلغات ولهجات متعددة.
دعم المظلومين والمشردين واللاجئين والهاربين من المجازر صفة تاريخية لهذه الأمة العظيمة والفخورة، سواء كانوا يهودا مضطهدين تحت حكم البابليين قبل نحو 2600 عام، أو يهودا شُرّدوا من ديارهم في أثناء الحرب العالمية الثانية هربا من النازية والفاشية، أو اللاجئين الأفغان الهاربين من المحتلين الأجانب، أو الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين الفارين من الاحتلال والفصل العنصري.
رسائل جواد ظريف السابقة لتهنئة اليهود
في سبتمبر/أيلول 2013، كتب محمد جواد ظريف، حينما كان يشغل منصب وزير الخارجية الإيراني، على منصة التواصل الاجتماعي “تويتر”، مهنئا بحلول عيد رأس السنة العبرية “روش هشانا”، وفي رد على تغريدته، كتبت ابنة نانسي بيلوسي، الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي، قائلة: “شكرا لك، كان من الممكن أن تكون السنة الجديدة أكثر حلاوة لو ترافقتٰ مع إنهاء إنكار إيران للمحرقة”. وردّ ظريف قائلا: “إيران لم تنكر المحرقة قط، الشخص الذي أنكر المحرقة قد رحل، عام جديد سعيد”.
وفي اليوم نفسه، وفي حديث له مع وكالة تسنيم، أدان جواد ظريف مقتل اليهود على يد النازيين وكذلك القمع والاضطهاد الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل الصهاينة، وقال: “نحن دائما نهنئ المسيحيين بحلول العام الجديد، وفي إيران يُعتبر مواطنونا اليهود أقلية معترفا بها، ولديهم ممثل نشط في مجلس الشورى ، لم نكن يوما في صراع مع اليهود أو الدين اليهودي، بل نحن نعارض الصهيونية، وهم أقلية ضمن هذا الدين السماوي، ولن نسمح لهذه المجموعة الصغيرة باستخدام الدعاية والمظلومية زورا لتصوير إيران على أنها معادية لليهود”، وذلك حسبما ذكرت الصحيفة الإيرانية “مهر“.
– وفي سبتمبر/أيلول 2018، بعث محمد جواد ظريف برسالة تهنئة إلى جميع اليهود في إيران والعالم بمناسبة رأس السنة العبرية الجديدة.
وكتب ظريف عبر حسابه على “تويتر”: “أتمنى لجميع اليهود في إيران وفي أنحاء العالم عاما جديدا سعيدا مليئا بالسلام والوئام”، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إيسنا”.
كما نشر ظريف صورا من الاحتفالات التي نظمتها الطائفة اليهودية في إيران.
– وفي سبتمبر/أيلول 2020 كتب ظريف، على صفحته في “تويتر”: “أبناء آدم وإبراهيم وموسى هم إخوة وأخوات يستحقون أن يعيشوا في سلام ديمقراطي حقيقي، وليس في صفقة تجارية”.
وأضاف ظريف: “بمناسبة العام الجديد، أتمنى السعادة، وقبل كل شيء، الصحة لجميع اليهود الإيرانيين، بل ولكل اليهود، عام سعيد”، وذلك حسبما ذكرت وكالة الانباء الإيرانية “إيرنا“.
ظریف: ملوك الفرس هم من أنقذوا اليهود
وفي مارس/آذار 2019، قال بومبيو وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، في حديثه مع شبكة “سي بي إس” بالقدس المحتلة: “من المحتمل أن ترامب قد أُرسل من قبل الله في هذه الفترة مثل الملكة إستير (التي كانت سببا في إبادة الإيرانيين في حادثة بوريم)؛ للمساعدة في إنقاذ اليهود من تهديد إيران”.
لكن ظريف، بصفحته الشخصية على تويتر، أشار إلى أنهم حرفوا حتى الكتاب المقدس “التوراة” لأغراض معاداة إيران، وكتب: “ما تقوله التوراة في الواقع هو أن ملكا فارسيا أنقذ اليهود من الأسر في بابل”.
وأضاف أيضا: “ملك فارسي آخر أنقذ اليهود من الإبادة الجماعية، أرسلوا التحيات من منطقة النقب للمتآمرين القتلة وليس من فارس، الملك الفارسي هو الشخص الأجنبي الوحيد الذي أُطلق عليه لقب المسيح”، وذلك حسبما ذكر الموقع الإيراني “دفاع برس“.