ترجمة: يسرا شمندي
أثارت التعيينات الأخيرة في كردستان ردود فعل غاضبة من قبل المواطنين والتيارات السياسية، الذين اعتبروا أن التغييرات لم تُلبِّ تطلعاتهم.
نشرت صحيفة هم ميهن حوارا بتاريخ 13 يناير/كانون الثاني 2025، مع الناشط السياسي الأصولي عباس حسين بناهي حول استياء سكان المحافظة والتيارات السياسية من أداء المحافظ الجديد الذي عينه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفي ما يلي نص الحوار:
هل أدى اختيار محافظ من أهل السنة لمحافظة كردستان إلى تحقيق خطاب الوفاق الوطني في هذه المحافظة؟
– أولاً، يجب أن نحدد تعريفا عمليا لمفهوم “الوفاق الوطني” ونعرف ما المقصود بالوفاق. هل يعني الوفاق الوطني إشراك جميع التيارات، والفئات، والمذاهب، والأطياف السياسية، والتوجهات المختلفة؟ يبدو أن اختيار شخصية سنية محلية لمنصب المحافظ في كردستان قد قدّم تفسيرا مختلفا للوفاق الوطني في المحافظة. إن الأشخاص الذين عملوا في حملة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الآن مهمشون، ولم يتغير الوضع فعليا. فالأفراد أنفسهم الذين كانوا يعملون في الحكومة السابقة ما زالوا موجودين، لكنهم تنقلوا بين المناصب فقط.
– على سبيل المثال، قام المحافظ الجديد بتعيين حاكم مدينة بيجار نائبا سياسيا له، كما تم تعيين المدير العام لإدارة الطوارئ في المحافظة حاكما لمدينة بانه. ومع ذلك، لم نلاحظ أي تغييرات في محافظة كردستان يمكن اعتبارها نتيجة للوفاق الوطني. فالوفاق الوطني يعني الاستفادة من جميع التيارات السياسية والتوجهات التي كانت داعمة. وبوصفي مسؤول الحملة الانتخابية للأصوليين في منطقة غرب إيران، وبحكم علاقتي الوثيقة ببزشكيان، أرى أن ما كنا نطمح إليه لم يتحقق حتى الآن في محافظة كردستان.
كيف تقيّم التعيينات التي تمّت خلال هذه الفترة؟
– يجب أن تأخذ في اعتبارك أن كردستان كانت أول محافظة تم تغيير محافظها في الحكومة الجديدة. إن محافظ كردستان “آرش زره تن لهوني” شخص ذو شخصية قوية، ولكن أن تكون شخصا جيدا وذا شخصية قوية لا يعني بالضرورة امتلاك مهارات إدارية. وتحتاج كردستان إلى مدير حازم يمكنه تطبيق الشعارات والمشاكل العالقة في المحافظة بشكل عملي، ويظهر للناس أننا جئنا للبحث عن الأشخاص الذين يعملون من أجل حل مشكلات الناس عبر مساعٍ جهادية. ويجب أن نركز على معالجة القضايا والمشاكل في المحافظة بدلا من تعيين الأفراد فقط بناءً على علاقاتهم الشخصية. وما نلاحظه حتى الآن هو وجود استياء عام تجاه التعيينات التي قام بها المحافظ، إلا إذا شهدنا تغييرات ملموسة وتحسنا في الأوضاع مستقبلا.
هل يستخدم في فريقه الإداري كوادر من حكومة الرئيس الثالثة عشر؟
– كنت أتمنى لو أنه عيّن شخصين من فريق الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأعتقد بشكل عامٍ أنه كان من الأفضل أن يضم كلا من الإصلاحيين والأصوليين في تشكيلته، ولكن الواقع مختلف. فقد تم تعيين أشخاص متقاعدين، وفي وزارة الزراعة تم تعيين شخص بسبب قربه من زوجة أبيه، مما أدى إلى وصوله لهذا المنصب.
لذلك، بما أنه لم يحدث أي تغيير جوهري في كردستان مقارنة بالفترة السابقة، هل يشير ذلك إلى أن الإصلاحيين والأصوليين في المحافظة غير راضين؟
– أعتقد أن الوضع ما زال كما هو حتى الآن، إذ كان لدى الناس توقعات بتلبية احتياجاتهم، سواء منّا الأصوليين أو الإصلاحيين، وقد عملنا بجد لزيادة المشاركة في الانتخابات؛ لأن الناس يعانون من مشاكل، وكنا نرغب في أن يأتي شخص لحل مشاكلهم وإبعاد الطامعين في السلطة. لكن للأسف، لم يتم أي شيء، بل حدث الأسوأ. وأشرت إلى أن رئيس وزارة الجهاد الزراعي عيّن شخصا أثار غضب معظم موظفي الجهاد، والسبب في تعيينه هو أنه قريب من المحافظ.
لكن بعد انتخابه، تم الترويج في وسائل الإعلام بأن مسألة الوفاق قد تم تحقيقها بشكل جيد، وأن تعيين محافظ كردستان كان بمثابة الورقة الرابحة لحكومة بزشكيان في توضيح مسألة الوفاق الوطني. ومع ذلك، وبالنظر إلى الاستياء الذي تشيرون إليه، هل يمكن الاستنتاج أن الفجوة بين الشعب والحكومة في كردستان قد اتسعت أكثر؟
– لا أستطيع أن أقول: نعم أو لا، ولكن من خلال التفاعل مع بعض المجموعات بين السياسيين، يجب أن أقول إنه حتى الآن، لم يشعر الناس بأي تغيير، وهذا أمر مهم للغاية. ولا بد أن يشعروا بالتغيير.
يُقال إن محافظ كردستان تم اختياره بشكل مفاجئ، وكانت هناك خيارات أخرى مطروحة في المحافظة. ما العامل الذي جعله هو الخيار النهائي؟
– هو يقول إنه لم يكن يعلم شيئا، وتم إبلاغه بهذا التعيين قبل يوم واحد فقط. هو من كرمانشاه وليس من كردستان، وأشعر بأنه تم اتخاذ هذا القرار من قبل الجهات العليا، ومع ذلك، أقول مرة أخرى، إنه شخص جيد وذو شخصية، لكنني أعتقد أنه ليس ما تحتاجه كردستان.
ما التوجهات التي يجب أن يتبعها محافظ كردستان من أجل كسب رضا أهل المحافظة؟
– يجب أن تكون لديه مجموعة استشارية تضم جميع الأحزاب والتيارات؛ كالأصوليين، والإصلاحيين، والمعتدلين، والمناصرين، لكي يستشيرهم. وفي الوقت الحالي، لم يظهر أي دلالة على أنه قد استفاد من الأشخاص الذين كان لديهم اهتمام الحقيقي، ولم يستعن بهم بشكل فعّال. يمكن للمجموعة الاستشارية أن تكون مؤثرة للغاية. فلدينا مشاكل كبيرة، والحالة تتطلب أن يتعاون الجميع من أجل حل هذه المشاكل. أما في ما يتعلق بتعيين شخص متقاعد كمعاون في السياسة، فسؤالي هو: لماذا يتم تعيين شخص متقاعد بين كل هذه التيارات السياسية؟ ولم يقم بتغيير رؤساء جامعة كردستان، وجامعة مهارات الوطنية، والمديرين العامين، وهم جميعا في حالة من الجمود، لا يعملون ولا يجيبون عن استفسارات الناس.
إذن، التعيينات في محافظة كردستان تتم بشكل متأخر جدا…
– بالطبع متأخر جدا. كان هو أول محافظ يتم تعيينه، وكان من المفترض أن يتمكن من إجراء التعيينات بشكل أسرع. وكنت أتمنى لو أنهم اختاروا شخصا ذا قدرة عالية على المخاطرة، ويُنفذ التغييرات بسرعة، ويكون شخصا عمليا، والأهم من ذلك أن يكون هو صاحب القرار، وليس الآخرين.
هل عقدوا في هذه الفترة اجتماعا مع ممثلي أحزاب المحافظة للتفكير المشترك وأخذ المشورة؟
– يبدو أنه لا يحتاج إلى ذلك. لقد قمنا بالاتصال بمكتبه عدة مرات وأرسلنا رسائل لطلب عقد اجتماع، ولكن لم نتلق أي رد. كما أن مسؤول مكتبه من كرمانشاه، ومعظم قراراتهم تُتخذ بشكل عائلي، من حيث تعيين من يبقى ومن يذهب، وهذا يعد أكبر ضرر لكردستان. وفي ظل هذه الظروف، ولولا صبر الأصدقاء، فإن الجميع، سواء من الإصلاحيين أو الأصوليين، سيظهرون ردود فعل قوية في المستقبل. ونحن لا نرى الشعارات التي وعد بها بزشكيان، ولقد كنا سعداء بقدوم شخص من أهل السنة، ولكن كان من الأفضل لو جاء شخص من أصفهان لتنفيذ البرامج بشكل عملي.