لمياء شرف
في خطابه الأخير، وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة مباشرة إلى الشعب الإيراني، دعاهم فيها إلى التفكير في مستقبلهم بدون “طغاة طهران”.
خرج نتنياهو يوم الاثنين 30 سبتمبر/أيلول، في خطابٍ مدته ثلاث دقائق، تم بثه على موقع “إكس”، وجَّه كلمته للشعب الإيراني متحدثا باللغة الإنجليزية، حيث دعاهم إلى الثورة ضد نظام الحكم الإيراني.
بدا هذا الخطاب كأنه تحذير من أن إسرائيل، بعد أن اغتالت عددا من أعضاء قيادة حزب الله، تتطلع الآن إلى استهداف الحكومة الإيرانية.
استخدم نتنياهو هذا الخطاب ليثير الخلاف بين الحكومة الإيرانية ومواطنيها، حيث إن هناك فصيلا كبيرا من المعارضة لخامنئي وحكومة إيران، خاصة بعد وصفه لهم بـ”الطغاة”، “طغاة إيران لا يهتمون بمستقبلكم، ولكنكم تهتمون بمستقبلكم”.
وقال نتنياهو في كلمته: “لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، لا يوجد مكان لن نذهب إليه لحماية شعبنا وحماية بلدنا”، مضيفاً: “عندما تصبح إيران حرة أخيرا، وسوف تأتي تلك اللحظة أسرع بكثير مما يظن الناس، فإن كل شيء سيكون مختلفا”.
وقال: “لا تسمحوا لمجموعة صغيرة من المتعصبين الدينيين بسحق آمالكم وأحلامكم. أنتم تستحقون الأفضل”.
تزامنت هذه الرسالة قبل ساعات من محاولات الاجتياح البري على جنوب لبنان، الذي أعلنت إسرائيل مرارا عن عزيمتها على بدء الاجتياح البري، وسرعان ما تراجعت القوات الإسرائيلية مرة أخرى خلال ساعات قليلة.
والجدير بالذكر أن إسرائيل اغتالت الأسبوع الماضي، الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في غارة جوية ضخمة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وعلق المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على اغتيال “نصر الله”، بأن الضربات التي ستوجهها جبهة المقاومة ضد النظام الصهيوني ستكون أكثر سحقاً.
أشار نتنياهو في كلمته، إلى أن النظام الإيراني يبدد الموارد على الحملات العسكرية والطموحات النووية بدلا من تحسين حياة المواطنين، مضيفا أن الحكومة الإيرانية تقود الشعب نحو “الهاوية”.
بهذا الخطاب، رسم نتنياهو صورة مستقبلية مشرقة لإيران في حالة التخلص من القيادة الحالية، حيث يتوقع أن تتكون شراكة سلام بين إسرائيل وإيران، مؤكدا أن دولة إسرائيل تقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه للحرية والازدهار.
حسب وكالة مهر للأنباء، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي أكبر أحمديان، ردا على إسرائيل وفي حربها على لبنان وحزب الله: “العدو يائس ويريد أن يظهر نجاحه بعمليات نفسية تعتمد بشكل أساسي على الاغتيال”.
وأشار أحمديان إلى أن العدو يعيش حالة من اليأس ويحاول إثبات نجاحه من خلال “حرب نفسية”، مستدلا بمحاولات الجيش الإسرائيلي في الهجوم البري ليلة أمس على الجنوب اللبناني، وتراجعهم السريع عن الاستمرار في الهجوم البري.
وقال: “إن النصر بلا شك مع جبهة المقاومة، والهزيمة ستكون مع العدو”، مؤكداً أن إيران ستستمر في دعم “حزب الله”، وسيستمر التعاون بينهم لما يربطهما من هدف وعقيدة واحدة.