كتبت: لمياء شرف
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطاب شديد اللهجة، بأن الجيش الإسرائيلي سيضرب حقول النفط الإيرانية إذا نفذت طهران تهديدها بشن هجوم آخر على إسرائيل.
جاء ذلك في الرسالة الثانية لنتنياهو التي وجهها للشعب الإيراني على موقع التواصل الإجتماعي “إكس” في فيديو مسجل تحدث فيه باللغة الإنجليزية ومترجم باللغة الفارسية، قائلا: “إن أي هجوم آخر على إسرائيل من شأنه ببساطةٍ أن يشل اقتصاد إيران”.
وقال نتنياهو: “قبل بضعة أسابيع، تحدثت مباشرة إلى الشعب الإيراني. لقد شاهد ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وملايين الأشخاص في إيران نفسها، هذا الفيديو. وبعد أن شاهدوه، تواصل العديد من الإيرانيين مع إسرائيل. لذلك، أود اليوم أن أتحدث مرة أخرى إلى الشعب الإيراني”.
وأضاف أن هجوما آخر “سوف يسلبكم من مليارات الدولارات الإضافية”، وذلك بعد أن زعم أن الهجوم الصاروخي الباليستي على إسرائيل في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي كلف طهران 2.3 مليار دولار.
وتعتقد صحيفة جيروزاليم بوست، أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب لن يعارض مثل هذه الخطوة، حيث تحدث نتنياهو ثلاث مرات مع ترامب منذ انتخابه، الأسبوع الماضي، وقد صرح نتنياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع حول المحادثات، قائلا: “نحن متفقون بشأن إيران”.
ويذكر أن إدارة بايدن كانت قد حذرت إسرائيل قبل هجومها على إيران في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من عدم تصعيد الموقف بضرب حقول النفط الإيرانية أو منشآتها النووية.
وتضمن خطاب نتنياهو نداء إلى الشعب الإيراني “للعمل مع إسرائيل من أجل مستقبل إقليمي أفضل”، قال نتنياهو: “أعلم أنكم لا تريدون هذه الحرب. أنا أيضا لا أريد هذه الحرب. شعب إسرائيل لا يريد هذه الحرب. هناك قوة واحدة تعرض عائلتكم لخطر جسيم: طغاة طهران. هذا كل شيء”، على حد وصفه.
جدير بالذكر أن إسرائيل شنت هجوما على مواقع ومنشآت عسكرية إيرانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ردا على هجوم صاروخي شنته إيران على إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله.
وفسرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، تهديد نتنياهو بشأن أي هجوم محتمل من إيران سوف يشل الاقتصاد الإيراني على أنه تهديد بأن إسرائيل ستسعى إلى إلحاق أضرار اقتصادية كبيرة بإيران إذا هاجمت إسرائيل مرة أخرى.
من جهتها، توعدت إيران بالرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير، مؤكدةً أنه سيكون أوسع من عملية “الوعد الصادق2” التي شنتها إيران على إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، خلال فعالية لإحياء ذكرى اقتحام متظاهرين مقر السفارة الأمريكية في طهران، إن إيران ستفعل “كل ما يجب القيام به لإعداد الأمة الإيرانية، سواء عسكريا أو سياسيا” لمواجهة أي تهديد.
كما نقلت وكالة فارس الإيرانية، عن الناطق باسم الحرس الثوري الإيراني علي محمد نائيني، قوله إن إيران سترد على “العمل الشرير الجديد” الذي قامت به إسرائيل، في إشارة إلى الهجوم على إيران في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
والجدير بالذكر أن خطاب نتنياهو الأول في 30 سبتمبر/أيلول، الذي تم نشره على موقع “إكس”، والذي دعا فيه الشعب الإيراني إلى التفكير في مستقبلهم بدون “طغاة طهران”، وطالبهم بالثورة ضد نظام الحكم الإيراني.
بدا هذا الخطاب كأنه تحذير من أن إسرائيل، بعد أن اغتالت عددا من أعضاء قيادة حزب الله، تتطلع الآن إلى استهداف الحكومة الإيرانية.
وقال نتنياهو في ذلك الخطاب: “لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، لا يوجد مكان لن نذهب إليه لحماية شعبنا وحماية بلدنا”.
وقال: “لا تسمحوا لمجموعة صغيرة من المتعصبين الدينيين بسحق آمالكم وأحلامكم. أنتم تستحقون الأفضل”.
تزامنت هذه الرسالة قبل ساعات من محاولات الاجتياح البري لجنوب لبنان، الذي أعلنت إسرائيل مرارا عن اعتزامها بدء الاجتياح البري، وسرعان ما تراجعت القوات الإسرائيلية مرة أخرى خلال ساعات قليلة.
في اليوم التالي لهذا الخطاب شنت إيران هجومها بالصواريخ الباليستية على إسرائيل.