كتب: علي زين العابدين برهام
زار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان محافظة سيستان وبلوشستان للمرة الثانية 9 يناير/كانون الثاني 2025 واستغرقت الزيارة يومين.. تلك الزيارات التي دائماً ما يكون جدول أعمال الرئيس فيها مزدحماً، رافقه فيها مسؤولون ووزراء.
إلا أنه وفي زيارته الأخيرة للمحافظة، وبعد أن زار ميناء تشابهار، ذهب إلى مدينة زابل ومنها إلى قرية تسمى كلوخي، القرية التي كانت قد استأجر فيها بيتاً إبان تأديته للخدمة العسكرية قبل نصف قرن من الزمان.
ذهب بزشكيان إلى ذلك البيت القديم وقابل صاحبته، واجتمع بأهل القرية البسطاء وجالسهم، ورصدت الكاميرات تلك اللحظات ووثقتها، وما لبثت أن تفاعلت الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية مع هذه الصور.
بزشكيان يرد الجميل
تناولت صحيفة “آرمان ملي” هذا الخبر ونشرت صورة من هذه الصور، وذكرت أن الرئيس الإيراني ذهب إلى قرية كلوخي والتقى بأهلها وقابل المرأة التي تملك ذلك البيت الذي استأجره منذ خمسين عاماً، وقدم لأهل القرية الوعود بحل مشكلاتهم، وخاصة مشكلة مياه الري حتى يتسنى لهم الزراعة.
استعادة الذكريات
أما وكالة أخبار “خبر أونلاين” فقد نشرت تقريراً عن هذه الزيارة، وذكرت ما قصّته تلك المرأة التي كان قد استأجر منها بزشكيان المنزل منذ خمسين عاماً، وتدعى السيدة مولايي.
قالت السيدة مولايي مسترجعة نصف قرن من الزمان: “أنا سعيدة جداً لأن ذلك الشاب الذي كان يعيش في هذه الغرفة لمدة عامين، قد أصبح رئيساً للجمهورية الآن”.
وذكرت السيدة أيضاً أن بزشكيان كان يجمع شباب القرية ويتحدث معهم في الأمور الدينية، وكان يصلي بهم جماعة.
فرحة أهل القرية
تناول موقع “كبنا” الحدث ونشر عدداً من الصور التي توضح ترحيب وفرحة أهل القرية بالرئيس الإيراني الذي لم ينسهم، وعاد بعد نصف قرن ليزورهم ويجالسهم ويستمع إلى مطالبهم.
الحنين للذكريات وترك العمل
أما صحيفة “جوان” فقد استاءت من هذه الزيارة، وذكرت أنه في الوقت الذي كان فيه الرئيس بزشكيان وعدد من وزرائه يمرحون بالحنين إلى الماضي في سيستان وبلوشستان في المنزل الذي كان يقيم فيه الرئيس بزشكيان منذ خمسين عاماً، لم يفكروا في حل لمشاكل الغاز والكهرباء لملايين من الإيرانيين.
التعليقات على وسائل التواصل
تفاعل عدد كبير من الناشطين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي مع هذه الزيارة للبيت الذي كان يعيش فيه بزشكيان فترة تأديته الخدمة العسكرية، ولقائه بصاحبته وبأهل القرية.
تفاعل السيد عباس موسوي، الدبلوماسي الإيراني، على حسابه بمنصة إكس مع الزيارة وغرّد قائلاً: “بصرف النظر عن هذه الزيارة لهذا البيت وتجديد ذكريات 50 عاماً مع أهالي قرية كلوخي، ودون أي مبالغة أو تملق، أعترف، وأنا شاهد عن قرب، أن الرئيس بزشكيان ملتزم وصادق”.
وتفاعل حساب آخر باسم نوا ونشر صورة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وهو يجلس في بيت قديم مع امرأة عجوز أيضاً، وعلّق قائلاً: “كم كنت مظلوماً شهيدنا العزيز!”.
وعلّق حساب آخر باسم رضا حميدي قائلاً: “لقد قام بعمل جيد، لكنكم لم تنشروا هكذا في عهد الرئيس الراحل رئيسي”.
وعلق حساب آخر ساخراً :” رجاء لا تتركوا بزشكيان يمشي وحده بعد ما يخرج من الطائرة”. في إشارة إلا أن الرئيس الإيراني يتصرف بطبيعته فور نزوله من الطائرة ومن الممكن أن يفعل أي شيء ربما يكون غريباً.
واستنكر حساب آخر باسم أمير فرخاد داعياً الجميع إلى أن يتركوا توثيق هذه الزيارات تتم من خلال أهالي هذه المناطق، لأن تغطيتها بهذا الشكل يفقدها جمالها وبريقها.
وأضاف أن مثل هذه التصرفات تعيد إلى الذاكرة ما كان يفعله أحمدي نجاد وإبراهيم رئيسي.