كتبت- رضوى أحمد
بحسب ما نشرته وكالة أنباء نوانديش الإخبارية الإيرانية يوم السبت 31 أغسطس/آب 2024، فإن صحيفة كيهان التي يديرها حسين شريعتمداري المعين من قبل القائد الأعلى خامنئي، انتقدت قرار رئيس الجمهورية مسعود بزشكیان، إعادة الطلاب والأساتذة المفصولين من الجامعات، في تقرير بعنوان (عودة غير قانونية لعمليات الطرد القانونية)، وكتبت أن عدم أخذ بزشكيان بالمستندات القانونية يعتبر نوعاً من الترويج للفوضى.
وكان بزشكيان قد أعلن هذا القرار خلال مراسم تعيين حسين سيمايي صراف، الوزير الجديد للعلوم والبحوث والتكنولوجيا، حيث قال: “لقد أخبرت وزراء الصحة والتربية والتعليم بأنه يجب إعادة جميع الأساتذة الذين تم إنهاء عقودهم أو فصلهم بأي طريقة، وإعادة الطلاب المفصولين، ومن الطبيعي أن الطالب له رأي ويعبر عنه، ويجب أن أجيب عليه، إما أن رأيه صحيح ويجب أن أطيعه، أو أنه مخطئ ويجب أن أوجهه”.
وأشار إلى أن “الطالب لا يمكن أن يكون شخصاً سيئاً، لأنه الأمل وباني مستقبل بلادنا وعليه أن يطرح الأسئلة”.
وأضاف: “كرسي الحرية الفكرية الذي يؤكده قائد الثورة، يعني أن يتكلم الطالب بحرية ويُجاب بالمنطق، فإذا لم يكن هناك منطق، يجب أن نقبل منطق الطرف الآخر، هذه مسائل واضحة، ويجب أن نتخذ قراراتنا بناءً على الأدلة، وإذا أخطأ الطالب نوجهه، وإن كان محقاً نصحح خطأنا، إذا فهمنا تلك المسألة، حينها نبني بلدنا”.
وبحسب ما نشرته وكالة الأنباء الإيرانية “خبر أونلاين” يوم الجمعة 30 أغسطس/آب 2024، فإن مصطفى رستمي رئيس الهيئة التمثيلية للمرشد الأعلى في الجامعات، قال: “أحدهم يقول (استهداف) ويعتذر، فيأتي أمر عزله من الجامعة، وآخر يهين مقدسات المجتمع ويصر، ويُطلب من الجامعة التحمل وعدم أخذ إجراء ضده! دعونا نبدأ بمطالبة الإنصاف والعدالة من أنفسنا ومن المقربين”.
وأشار رستمي بقوله (أحدهم يقول استهداف) إلى عزل علي انتظاري رئيس كلية العلوم الاجتماعية في جامعة علامة طباطبائي.
كما أشار تقرير خبر وكالة أنباء خبر أونلاين إلى اللقاء التلفزيوني الذي ظهر فيه انتظاري وتحدث حول الاضطرابات في خريف 2022 وانتقادات الناس في مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: “دخول الشباب إلى الساحة بسبب قتل أو استهداف أو إعدام فتاة كردية سنية، سيكون النظام مضطراً للجوء إلى العنف، وهذا العنف سيسبب أن يشعر الناس بالشفقة تجاه تلك المجموعة المتمردة وينضموا إليهم، ومن هنا يُقرأ الفاتحة على جمهورية السلام”.
بعد هذه التصريحات على التلفزيون، تمت إقالة علي انتظاري من رئاسة كلية العلوم الاجتماعية في جامعة علامة طباطبائي.
وقد أشار انتظاري إلى مقتل مهسا أميني بعبارة “استهداف”، وكان انتظاري قد اعتذر عن استخدام هذه العبارة قبل إقالته.
وقد أشارت “كيهان” إلى عزله أيضا، فقالت: “ليت بزشكيان تدخل حين تم عزل انتظاري الذي قد اعتذر بعد زلة لسان، والآن نرى عودة أساتذة بدون اعتذار عن دورهم في الاضطرابات عام 2022”.
وعن قول بزشكيان خلال الانتخابات والمناظرات: “يجب أن يكون المعيار هو القانون” قالت “كيهان”: “استبدال القانون بنظام عام دون فحص المستندات القانونية هو نشر لسياسة غياب القانون”.
وأضافت: “إذا سعى بعض الأشخاص، في هذه البيئة العلمية والحرة، إلى إساءة استخدام الحرية وأرادوا الإضرار بنظام وأمن الجامعة أو المجتمع، فلن يتم منحهم الحصانة الأبدية لمجرد أنهم طلبة”.
وتعليقاً على قول بزشكيان إن “الطالب لديه رأي ويعبر عن اعتراضه”، قالت “كيهان”: “لم يتم فصل طالب لمجرد أنه تحدث أو اعترض، وهل يعتبر تخريب الساحة العلمية والشتائم الفاحشة والسلوكيات المنافية للكرامة والآداب العامة في الجامعات خلال أحداث 2022، مجرد اعتراض طلابي وإبداء منطقي للآراء؟”.
كما أشارت إلى أنه “في الحالات التي تم فيها التعامل قضائياً مع المجرمين أو الذين كان لهم دور في الاضطرابات في السنوات الأخيرة ومنهم طلاب أيضاً، فإننا دائماً نشهد تعبيراً من بعض الشخصيات السياسية أو الإعلامية بأن (مكان الطالب ليس في السجن)، ولكن أظهر الوقت أنه لا يمكن أن يُعطى أحدٌ حصانة تضر المجتمع لمجرد امتلاكه بطاقة طالب”.