كتبت: شروق السيد
منذ اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في قلب العاصمة الإيرانية طهران مساء 31 يوليو/تموز 2024، في أثناء وجوده لحضور مراسم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان، وحتى مساء الجمعة 27سبتمبر/أيلول، حيث تم اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في بيروت، والمعروف بعلاقته الوثيقة هو وحزبه بإيران، وبرفقته نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني عباس نیلفروشان، مروراً بتصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان، وضمن ذلك عمليات 17 و18 سبتمبر/أيلول التي أسفرت عن انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية ومقتل 37 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، إضافة إلى الهجوم الجوي في 20 سبتمبر/أيلول على الضاحية الجنوبية في بيروت والذي أدى إلى مقتل 31 شخصا، من بينهم 15 قائداً عسكرياً بارزاً في حزب الله، وأخيراً قصف مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، يبرز سؤال محوري: هل تدفع إسرائيل إيران إلى حرب شاملة؟
قصف إسرائيل لبيروت.. مرحلة جديدة في الحرب
شهدت بيروت ليلة طويلة وعنيفة من جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، وهي منطقة تمركز أعضاء حزب الله وكثير من أنصاره، لكن أيضًا يعيش عديد من المدنيين في هذه المنطقة المزدحمة.
ويقول معين رباني، باحث ومحلل ومعلق متخصص بالشؤون الفلسطينية: “إن الهجوم على بيروت هو آخر إجراء اتخذته إسرائيل بهدف تغيير موازين القوى في المنطقة، وقد يدفع الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، وأعتقد أن إسرائيل اتخذت قرارا استراتيجيا بتغيير شكل الشرق الأوسط بشكل جذري، وأحد العناصر الأساسية لهذا التوجه هو سحق حزب الله وإزالته كقوة عسكرية مهمة في المنطقة”، بحسب تقرير لموقع “اکوایران” الإيراني.
وأضاف: “أعتقد أن الهدف النهائي هو إضعاف إيران، وإذا أمكن، خلال الأشهر المتبقية من إدارة بايدن، إشراك الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة معها، لهذا السبب، لا تمتلك إسرائيل أي وقت للدبلوماسية، ولذلك فإن الهجمات تتجاوز بكثير، أي شيء يمكن اعتباره ضمن الأهداف المحدودة التي أعلنتها إسرائيل تحت مبرر الدفاع عن أمنها”.
توقعات بمهاجمة إسرائيل لإيران
عقب إعلان نبأ اغتيال نصر الله، كتب محسن رضائي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، على صفحته الشخصية بمنصة إكس:
“لا يمكن إيقاف عصابة نتنياهو الإجرامية والعنصرية بالإدانات، وبعد لبنان ستتجه إلى دمشق وبعد ذلك إلى بغداد، وإذا أسكرهم طعم سفك الدماء، فربما يهاجمون حتى إيران؛ لذلك يجب على حكومات سوريا، والعراق، وإيران أن تتخذ قرارا في أسرع وقت”.
وأضاف: “بات واضحا أن المنظمات الدولية وقادة العالم، كما في زمن هتلر، قد مهدوا الطريق أمام عصابة نتنياهو الإجرامية والعنصرية، وإذا لم ينهض أحرار العالم لإيقافه، فإن التاريخ سيشهد واحدة من أكثر الفترات مرارة”.
على تل أبيب أن تعد نفسها لأسوأ السيناريوهات
تزامنا مع قصف مقر القيادة المركزية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت من قبل النظام الصهيوني، بلغت التوترات في المنطقة ذروتها، وأصبح احتمال تغيير قواعد اللعبة أكبر من أي وقت مضى، ويجب على تل أبيب أن تستعد لأسوأ السيناريوهات. حسبما ذكرت “میدل إیست نیوز“.
ويقول أمير بوحبوط، الكاتب والمحلل الإسرائيلي في صحيفة “جيروزاليم بوست”: “إن قصف مقر القيادة المركزية لحزب الله يشير إلى تغيير قواعد الاشتباك في المعركة. وإن اغتيال حسن نصر الله يمثل رسالة واضحة لجرأة إسرائيل وتحديها للمنطقة بأكملها خاصة لإيران، وهذا الحدث بلا شك سيؤدي إلى تغييرات وتحولات في المنطقة”، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ويضيف بوحبوط أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون مستعدا الآن لعدة سيناريوهات وتبعاتها، سواء كانت دفاعية أو هجومية، وأحد أكثر هذه السيناريوهات تطرفا هو أن تتيح طهران لحزب الله والحوثيين حرية التصرف، وتسمح لهم بشن هجمات واسعة بالصواريخ والطائرات المسيرة على الجبهة الداخلية لإسرائيل، وربما تدخل إيران نفسها في الصراع من خلال شن هجمات مباشرة من أراضيها، على الرغم من أن هذا الاحتمال ضئيل.
إعلام إسرائيلي: النجاح في لبنان يفتح الشهية لضرب إيران ومشروعها النووي
يتردد في الإعلام الإسرائيلي كثيرا تزامنا مع حالة الاحتفاء بمقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومنذ تفجيرات البيجر، مطالبات بضرب إيران ومثال على ذلك ما قالته مقدمة برامج قناة آي 24 الإسرائيلية خلال تغطيتها لمقتل نصر الله: “يجب أن نضرب لبنان أكثر ونضرب غزة أكثر، وبما أننا وصلنا إلى مرحلة ممتازة لضرر حزب الله يجب الأ نعطيهم فرصة أن يتنفسوا، ويجب أن ننظر كيف سنضرب الآن المشروع النووي الإيراني”.
– نتنياهو: نقول لإيران إن من يستهدفنا سنستهدفه أيضا
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء السبت 28 سبتمبر/أيلول 2024، بأن “إسرائيل ما زالت ثابتة، ونقول لإيران إن من يستهدفنا سنستهدفه أيضا، وسوف نواصل مهاجمة أعدائنا حتى ننتصر، وأمامنا تحديات كبيرة للغاية في الأيام المقبلة”.
وأضاف: “إن إسرائيل في نقطة تحول تاريخية، ومهمتنا لم تكتمل بعد، ولا تزال لدينا مهام كبيرة أخرى يجب علينا إنجازها”، بحسب ما نقلته وكالة أنباء “فارس” الإيرانية.
“أكسيوس”: إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة ردع إيران بعد اغتيال حسن نصر الله
وصرح ثلاثة مسؤولين أمريكيين لموقع “أكسیوس” الأمريكي- لم يسمهم الموقع- بأن إدارة بايدن رغم دعمها اغتيال حسن نصر الله، غير راضية عن غياب التشاور والشفافية من الجانب الإسرائيلي.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين لـ”أكسیوس”: “إنه أمر مزعج أن يقوم الإسرائيليون بهذا الهجوم (على مقر حزب الله) دون التشاور معنا، ثم يطلبون منا منع إيران من الرد”.
وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن الأولوية الحالية لإدارة بايدن هي منع الغزو البري الإسرائيلي للبنان، وكذلك منع إيران من الدخول المباشر في حرب، والسعي إلى حل دبلوماسي يسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم.
عودة طائرة إيرانية كانت في طريقها إلى لبنان بسبب تهديد إسرائيلي
وأخيراً مساء السبت 28 سبتمبر/أيلول 2024، تمكن الجيش الإسرائيلي من اختراق موجة الاتصال الخاصة ببرج مراقبة مطار بيروت، وأصدر تحذيرا بشأن دخول الطائرات الإيرانية إلى لبنان، عقب ذلك، أمر وزير النقل اللبناني مطار بيروت بمنع دخول الطائرة الإيرانية التي كانت متجهة إلى لبنان حينها.
واضطرت طائرة الركاب الإيرانية، التي كانت متجهة إلى لبنان، إلى العودة بسبب تهديد الجيش الإسرائيلي، وفقا لموقع “عصر إيران” الإيراني.
كل تلك الإجراءات والتصريحات الاستفزازية من قبل إسرائيل تجاه إيران، تطرح تساؤلات، منها: هل تحاول دولة الاحتلال دفع إيران إلى حرب إقليمية، خاصة مع تسمية إسرائيل عملياتها الحالية في لبنان والتي كان من ضمنها اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بعملية “النظام الجديد”، حسبما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني؟