ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشرت صحيفة “هم ميهن“، السبت 15 فبراير/شباط 2025، تقريرا حول استعدادات إسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
فذكرت أنه وفقا لمسؤولين مطلعين، خلصت وكالات الاستخبارات الأمريكية في الأيام الأخيرة من إدارة جو بايدن، إلى أن إسرائيل تستعد لشنّ هجمات واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية خلال العام الجاري.
وأضافت أن الأجهزة الاستخباراتية توقعت أن تمارس الحكومة الإسرائيلية ضغوطا على إدارة ترامب لدعم هذه الهجمات، حيث يعتقد القادة الإسرائيليون أن فرص تأييد ترامب لمثل هذا التحرك تفوق احتمالية دعم بايدن، نظرا إلى أن ترامب يرى أن الوقت المتاح لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي يوشك على النفاد.
وأردفت أنه وفقا لمسؤول استخباراتي، فإن الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية أعدت في الأيام الأولى من إدارة ترامب تقريرا أكدت فيه نية إسرائيل شنّ هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وأشار مسؤولون عسكريون أمريكيون إلى أن إسرائيل، في حال تنفيذها مثل هذا الهجوم، ستحتاج إلى دعم عسكري وذخائر أمريكية، نظرا إلى تحصين المنشآت النووية الإيرانية وتعقيدها الشديد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قد رفض كلٌّ من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي التعليق على استفسار صحيفة وول ستريت جورنال، غير أن المسؤولين الإسرائيليين يواصلون الإشارة علنا إلى استعدادهم لضرب إيران، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس:
“إيران اليوم أكثر عُرضة للهجوم على منشآتها النووية من أي وقت مضى. أمامنا فرصة للقضاء على التهديد الوجودي الأكبر الذي يواجه إسرائيل”.
وذكرت أن ترامب كتب الأسبوع الماضي، على منصّة “تروث سوشيال”:
“التقارير التي تزعم أن الولايات المتحدة تتعاون بشكل وثيق مع إسرائيل لسحق إيران مبالغ فيها إلى حدٍّ كبير”.
وتابعت أنه في ديسمبر/كانون الأول 2024، أصدرت الاستخبارات الأمريكية تحذيرا جادا من احتمال اتجاه إيران نحو تصنيع سلاح نووي، مؤكدةً أن طهران تمتلك بالفعل ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية، ولم يبقَ سوى القرار السياسي للمضي قدما في هذا الاتجاه.
وأوضحت أنه رغم أن إيران لطالما تجنّبت اتخاذ قرار تطوير سلاح نووي، فإن تقرير ديسمبر/كانون الأول، الصادر عن وكالات الاستخبارات الأمريكية، حذّر من احتمال تغيّر موقفها في ضوء التصريحات العلنية الأخيرة داخل البلاد حول إمكانية امتلاكها للسلاح النووي. وبعد الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الإيرانية على إسرائيل، نجحت إدارة بايدن في إقناع إسرائيل بعدم استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت إلى أنه وبدلا من ذلك، وجّهت إسرائيل ضرباتها نحو منشآت الدفاع الجوي الإيرانية. ومن المتوقع أن يكون توقيت الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران وطبيعته موضوعا رئيسيا في المباحثات بين واشنطن وتل أبيب، إذ يتأثر القرار بعوامل أخرى مثل الهدنة الهشّة في غزة ولبنان.
وأضافت أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيتطلب استهداف عدة مواقع في وقت متزامن، حيث إن بعضها يقع تحت الأرض ومحميّ بشكل كبير، كما يجب أن تكون الضربات دقيقة بما يكفي لمنع إيران من إعادة بناء هذه المنشآت سريعا.
وذكرت أن يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرى أن الحلّ الأمثل لإسرائيل هو التوصل إلى اتفاق جديد يُلزم إيران بتفكيك برنامجها النووي، مضيفا: “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد جيّد، فستضطر إسرائيل إلى مهاجمة المشروع النووي الإيراني بنفسها”.
وأضافت أنه خلال العام ونصف العام الماضي، شهد الشرق الأوسط أزمات متلاحقة، شملت الحرب في غزة ولبنان، وانهيار حكم عائلة الأسد في سوريا بعد نصف قرن، إلى جانب تصاعد المواجهات المباشرة بين إيران وإسرائيل. وبينما حاولت إدارة بايدن احتواء الحرب، أدى استمرار النزاع إلى تزايد انخراط إيران والولايات المتحدة في الأزمة.
واختتمت التقرير، بما صرح به الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، من أن بايدن كان يبدو أكثر حرصا على إنهاء الحرب في غزة والتوجه نحو اتفاقيات سلام إقليمية، مشيرا إلى أن “ترامب يعطي الأولوية للسعودية وجميع الاتفاقيات المرتبطة بها، ثم يأتي الدور على إيران”.