كتبت: يسرا شمندي
اجتمع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” ووزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” يوم الإثنين 26 أغسطس/آب 2024 وتم استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة مستجدات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وآخر تطورات جهود الوساطة الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والتوترات في منطقة الشرق الأوسط. كما هنأ رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بمناسبة تعيينه وزيرًا للخارجية.
بناءً على صحيفة شرق في تقريرها الذي نشرته يوم الثلاثاء 27 أغسطس/آب 2024، كتبت : “التقى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”، الذي سافر إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين، بوزير الخارجية الإيراني “عباس عراقجي” بعد ظهر يوم الاثنين، وهي أول زيارة خارجية يقوم بها “عراقجي” كوزير للخارجية الإيرانية”.
أضافت الصحيفة : “وعلى الرغم من عدم وجود تسريب لتفاصيل المحادثات المغلقة بين الجانبين، إلا أن الخارجية القطرية قالت في بيان عام إنه خلال الاجتماع بين محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وعباس عراقجي، تمت مناقشة التعاون بين البلدين، وسبل دعمه، وآخر التطورات في غزة، وجهود الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فضلاً عن التوترات في المنطقة”.
وبحسب رواية الدوحة، أكد الاجتماع على أهمية إنهاء جرائم قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الحرب في غزة، ووقف الأعمال الإرهابية للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، بما يبعد المنطقة عن مخاطر التصعيد. كما هنأ “عراقجي” على انتخابه وزيرًا جديدًا للخارجية الإيرانية وتمنى له النجاح.
سبب زيارة المسؤول القطري لطهران
بناءً على صحيفة مهر استضافت طهران مسؤولين أجانب مراراً وتكراراً، وعقدت مشاورات سياسية بما يتناسب مع الوزن السياسي لكل دولة وبما يتناسب مع المصالح الوطنية، ولكن في هذه الأثناء، تختلف بعض الاجتماعات وفقاً للظروف السياسية، وبطبيعة الحال يحتدم سوق المضاربة الإعلامية أيضاً.
إن زيارة وزير الخارجية ورئيس الوزراء القطري “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني” إلى طهران ليست استثناءً من هذه القاعدة، فمنطقة غرب آسيا تمر بوضع حساس، ويحاول النظام الإسرائيلي الذي يقتل ويرتكب جرائم في الأراضي المحتلة منذ 11 شهراً، تجاوز الأزمة الكبرى التي يقع فيها.
من ناحية أخرى، تعمل الولايات المتحدة، بصفتها الأب الروحي لهذا النظام، جاهدة لاصطفاف مختلف البلدان للتشاور مع فروع محور المقاومة. ومما لا شك فيه أن الهدف الأكثر محورية لزيارة المسؤول القطري هو محاولة استخدام قدرة إيران لإقناع حماس بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب ما جاء في صحيفة همشهري أونلاين انتقد “محمد آل ثاني” المواقف المتناقضة للمجتمع الدولي والمدافعين عن حقوق الإنسان تجاه الضحايا والمجرمين في غزة، وقال: “ستواصل قطر جهودها لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وفي هذا الصدد، فإنها تعول على الدور البناء للجمهورية الإسلامية الإيرانية كجهة فاعلة حكيمة ومسؤولة”.
التطورات التي أخافت الغربيين
أضافت صحيفة همشهري أونلاين لقد ذكر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان “بخشياش أردستاني” أن حزب الله شارك في انتقامه من خلال مهاجمة أهداف صهيونية مهمة، والآن حان دور إيران، قائلاً: “لقد أخافت هذه القضية المحور العبري الغربي، لأنهم يعرفون أنه على الرغم من أن حزب الله نفذ عملياته الانتقامية، إلا أنه يمكنه أيضاً المشاركة في رد إيران على اغتيال الشهيد هنية”.
وقال “أردستاني” إن تخريب تل أبيب أوصل محادثات وقف إطلاق النار الأخيرة إلى طريق مسدود، مضيفاً: “في وضع من الطبيعي ألا تصل فيه محادثات وقف إطلاق النار إلى نهايتها بسبب تخريب النظام الإسرائيلي، يسعى الغربيون إلى إطالة أمد القضية”. وعلى هذا الأساس أيضاً يرسلون باستمرار رسائل إلى إيران ويدعون طهران إلى ضبط النفس رداً على اغتيال الشهيد هنية.
وفي إشارة إلى النهج المزدوج للغرب في مواجهة التطورات الحالية في المنطقة، قال: “من ناحية، إنهم يجهزون نظام الاحتلال ويدعمون جرائم تل أبيب، ومن ناحية أخرى، يريدون من إيران ضبط النفس في مواجهة الشرور المتزايدة للنظام الإسرائيلي”.
ما مدى فعالية الوساطة؟
وحول تأثير الوساطات على تصميم إيران على الرد على شرور النظام الإسرائيلي، أكد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان: “لا أعتقد أنه سيكون له تأثير خاص، ولكن إذا وافقت فصائل المقاومة الفلسطينية على شروط وقف إطلاق النار، فقد نرى تغيراً في المعادلات القائمة”.
وأضاف: “أعتقد أنه في حالة واحدة، قد تتخلى إيران عن قرارها بالرد على تل أبيب، حتى تسفر مفاوضات إنهاء الحرب في غزة عن انتصار حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، لأن تل أبيب بتحقيقها ذلك فشلت عمليًا في تحقيق أهدافها الاستراتيجية”.
محاور استشارة وزير الخارجية القطري في طهران
- العلاقات الثنائية
- تطوير التعاون الاقتصادي
- مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
- رد إيران على الشرور الإرهابية للنظام الإسرائيلي
- التطورات الإقليمية الأخيرة
آفاق واضحة لتطوير العلاقات
كان اللقاء مع الرئيس الإيراني “مسعود بزشكيان” من أبرز جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري إلى إيران، ومن أهم النقاط التي يمكنكم قراءتها أدناه:
- الرئيس يؤكد على العمل المشترك لجميع الدول لفرض احتواء النظام الإسرائيلي
- التأكيد على ضرورة تحسين مستوى العلاقات بين البلدين في المجالات الأخرى بما يتماشى مع العلاقات السياسية
- تثمين جهود دولة قطر لوقف إطلاق النار في غزة
- انتقاد صمت المطالبين بحقوق الإنسان في مواجهة جرائم النظام الإسرائيلي
- الجانب القطري يؤكد الأهمية الخاصة لتوسيع العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين
- مسؤول قطري ينتقد المواقف المتناقضة للمجتمع الدولي والمطالبين بحقوق الإنسان حول الجرائم في غزة
ماذا حدث خلال الاجتماع بين وزيري خارجية إيران وقطر؟
وخلال حديثهما يوم الاثنين، ناقش عراقجي وبن عبدالرحمن آل ثاني وتبادلا وجهات النظر حول مواضيع مختلفة، من أهمها ما يلي:
- إيران ترحب بجهود قطر لوقف إطلاق النار في غزة
- دعم إيران لأي اتفاق تقبله المقاومة الفلسطينية وحماس
- جهود الجانبين لمتابعة وتنفيذ الاتفاقات التي تمت في الفترة الماضية
- تأكيد إيران على مواصلة تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة بهدف تحقيق قفزة وزخم جديدين في العلاقات الاقتصادية الثنائية
- إيران تقدر قدرة قطر على التحرك الجيد في القضايا الإقليمية المهمة
- تأكيد دولة قطر على رسم مستقبل أفضل للعلاقات بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي
- دولة قطر تدعو إلى استمرار المشاورات بين طهران والدوحة للمساعدة في ضمان الاستقرار والأمن في المنطقة ومساعدة الشعب الفلسطيني.
مصير أموال الشعب الإيراني
أفادت صحيفة مهر أنه بالإضافة إلى التكهنات بأن المسؤول القطري يحمل رسالة خلال زيارته إلى طهران، يبدو أنه ستكون هناك أيضا مناقشات حول مصير أموال الشعب الإيراني في قطر.
بدأت القصة عندما باعت إيران النفط لكوريا الجنوبية، لكن سول رفضت رد 7 مليارات دولار من أموال إيران تنفيذا لأوامر العقوبات الأمريكية، ولم يكن لدى المسؤولين الحكوميين الوقت لإعادتها.
حتى قامت حكومة الرئيس السابق لإيران “رئيسي” بتحويل هذه المبالغ بشكل استراتيجي إلى قطر، والآن لا أخبار دقيقة عن مصيرها.
ويبدو أنه خلال زيارة وزير خارجية قطر لإيران، سوف يتم التشاور حول هذه الأموال. ويطرح هذا السيناريو، فيما تحتاج الحكومة الرابعة عشرة إلى دعم مالي كبير من أجل أن يساعدها ذلك على بدء عملها بخطة قادرة على إنجاز آمال الشعب الإيراني.
وفي هذا الاتجاه، يمكن لعباس عراقجي، الذي تولى رئاسة وزارة الخارجية منذ أيام، أن يلعب دوراً فاعلاً وفعالاً في اللقاء مع المسؤول القطري في إطار الدبلوماسية الاقتصادية.