ترجمة: دنيا ياسر نورالدين
نشرت صحيفة “هم ميهن” الإيرانية الإصلاحية، الجمعة 4 أبريل/نيسان 2025، تقريرا استعرضت فيه ملامح تصاعد التنافس بين الولايات المتحدة والصين في منطقة الخليج، حيث تحاول واشنطن من خلال الضغط على إيران تقليص نفوذ بكين في المنطقة، التي تعد استراتيجية بالنسبة لمبادرة “الحزام والطريق”.
كما يستعرض التقرير النمو الكبير في التبادل التجاري بين الصين ودول غرب آسيا، مما يعكس تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
تصاعد الضغط على طهران
قالت الصحيفة في تقريرها، إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجاه الصين تشهد تصعيدا ملحوظا، حيث يستخدم أدوات متزايدة من الضغط على طهران.
وأصافت أنه خلال العقد الأخير، عمقت الصين وجودها الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي، واعتبرت شريكا تجاريا رئيسيا، وموردا للطاقة، ومستثمرا في البنى التحتية.
وأشارت إلى أن منطقة غرب آسيا تعد نقطة حيوية للربط بين آسيا وأوروبا، إذ تحتوي على مسارات ترانزيت أساسية لنجاح مبادرة “الحزام والطريق” الصينية. لكن يبدو أن هذه المشاريع الطموحة قد تواجه تحديات في ولاية ترامب الثانية.
وتابعت الصحيفة أن ترامب في بداية رئاسته، عمد إلى اتخاذ إجراءات تركز على الصناعة المحلية، حيث فرض تعريفات جمركية على العديد من الواردات الأجنبية، وأعاد إحياء مبدأ “أمريكا أولا”.
بينما تحاول الصين الحفاظ على علاقاتها المتنوعة مع دول المنطقة، تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين في هذه المنطقة الحساسة جيوسياسيا.
أوضحت أن وثيقة سرية، تم تسريبها مؤخرا، أكدت الموقف العدواني المتزايد للولايات المتحدة تجاه الصين.
حيث حدد وزير الدفاع الأمريكي أولويات الإدارة في مواجهة التهديدات الاستراتيجية، مشيرا إلى أن التوترات مع الصين حول تايوان هي التحدي الأكبر.
في حين تم تفويض مواجهة روسيا إلى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا. كما تم الإشارة إلى تهديدات أخرى من كوريا الشمالية وإيران، لكن التركيز الاستراتيجي كان واضحا على الصين.
وقالت إن الولايات المتحدة تواصل الضغط على حلفائها لزيادة الإنفاق الدفاعي في مناطق حيوية مثل أوروبا وآسيا، وتتابع حملتها “الضغط الأقصى” ضد إيران.
الهدف واضح: تقليص قدرة طهران على تصدير النفط إلى الصين، مما يضعف أحد أكبر شركاء بكين في مجال الطاقة ويحد من نفوذ الصين في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور ناصر التميمي، الخبير الاقتصادي والسياسي المقيم ببريطانيا، في تصريح للصحيفة، إن الولايات المتحدة قد تشدد الضغط على دول الخليج لإبعادها عن الصين، باستخدام أدوات مباشرة لتحقيق هذا الهدف.
لكن الدول الخليجية، وفقا للتقرير، أثبتت مهارتها في خلق توازنات في السياسة الخارجية، وتستمر في استخدام استراتيجيات متنوعة للحفاظ على استقلالها وتعظيم مصالحها.
وتابعت أن الصين حتى عام 2023 أصبحت الشريك التجاري الأبرز لمعظم دول غرب آسيا وشمال إفريقيا، حيث تضاعف حجم التجارة بين الصين والمنطقة بشكل ملحوظ، ليصل إلى أكثر من 507 مليارات دولار في 2022.
وأشارت إلى أن الصين تستورد أكثر من نصف حاجتها من النفط الخام من الخليج العربي، وتظل هذه المنطقة مهمة لبكين رغم جهودها لتقليل الاعتماد على مصدر واحد.