ترجمة: علي زين العابدين برهام
نشر موقع “خبر فوري” تقريرا، الخميس 16 يناير/كانون الثاني 2025، أفاد فيه بأن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب أعرب في رسالة مبكرة إلى طهران، عن نيته المشاركة في مفاوضات شاملة مع إيران.
وأوضح ترامب في هذه الرسالة، التي أُرسلت عبر عُمان إلى طهران، عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد ومختلف عن الاتفاق النووي لعام 2015.
وذكر الموقع أن مركز أبحاث أوروبيا، وهو معهد السياسة الاقتصادية للشرق الأوسط، تناول المفاوضات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة، وأشار إلى خمسة أسباب تجعل التفاوض مع دونالد ترامب، الرئيس الجديد للولايات المتحدة، أمرا صعبا بالنسبة لإيران.
وأفاد المركز في تقرير له حول المفاوضات بين إيران والدول الغربية، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أرسل رسالة مبكرة إلى طهران أعرب فيها عن نيته المشاركة في مفاوضات شاملة مع إيران. يأتي ذلك في الوقت الذي يقترب فيه موعد تنصيب الرئيس المنتخب.
كما أشار المركز إلى أن ترامب أعلن في رسالة أُرسلت إلى طهران عبر سلطنة عُمان، عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد ومختلف عن الاتفاق النووي المبرم عام 2015″
وذكر تأكيد ترامب أن واشنطن عازمة بحزم على تنفيذ وتحقيق مثل هذا الاتفاق. وقد أثارت رسالة ترامب الأخيرة مجموعة واسعة من التفسيرات بين الخبراء السياسيين، مما فتح باب النقاش حول إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد بين إيران والولايات المتحدة.
كما أوضح أن عددا كبيرا من الخبراء السياسيين أشاروا إلى أن تحقيق هذا الإجماع قد يكون مشروطا باتباع دونالد ترامب سياسة أكثر تصالحية تجاه إيران. وفي الوقت ذاته، فإن التوصل إلى اتفاق يحقق مكاسب متبادلة سيكون بلا شك، النتيجة المثلى للطرفين، لأنه يأخذ بعين الاعتبار مصالح وتطلعات كلا البلدين.
وبيّن المركز أن تحقيق هذا السيناريو يواجه عقبات وتحديات جوهرية، تعود في الغالب إلى السمات الشخصية والسياسية لدونالد ترامب، إضافة إلى تضارب المصالح بين الأطراف المعنية. هذه العوامل خلقت بيئة مليئة بالتحديات، ما دفع بعض الخبراء إلى اعتبار التوصل إلى اتفاق مُرضٍ وسريع أمرا صعب التحقق.
وذكر الموقع أنه يمكن تقسيم هذه التحديات، بشكل عام، إلى خمسة محاور رئيسية:
المبادئ والأسس التي تقوم عليها دبلوماسية دونالد ترامب
أفاد الموقع بأنه وفقا للعديد من الخبراء، فإنّ نهج دونالد ترامب تجاه القضايا الدولية يتأثر برؤيته الاقتصادية، حيث تبدو خطواته الدبلوماسية قائمة على مبدأ لعبةٍ محصلتها صفر، مع التركيز على مواقف تعتمد على مفهوم الفوز مقابل الخسارة.
وأوضح أن هذا المبدأ، المتوافق مع جوهر سياسة ترامب الخارجية المعروفة بـ”أمريكا أولا”، دفعه إلى النظر إلى معظم الاتفاقيات الدولية والتعاون والمشاورات الأمريكية من منظور المعاملات التجارية”.
وأشار إلى أنه خلال فترة رئاسته السابقة، وصف ترامب مرارا منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها عديمة الفائدة بسبب التكاليف التي تفرضها على واشنطن، داعيا إلى حلّها. ومؤخرا، اقترح خطة لضم كندا إلى الولايات المتحدة مستندا إلى مزاعم بتوفير الضرائب وتعزيز الأمن، كما دعا إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 25% عليها.
وبيّن أن نهج ترامب في الدبلوماسية يُعرَّف بشكل كبير من خلال مطالب محددة مسبقا، ويُظهر أدنى قدر من التكيف مع عمليات التفاوض. وتُظهر تجاربه الدبلوماسية مع دول مثل كوريا الشمالية والصين ميلا لاستخدام “سياسة العصا والجزرة” القائمة على مبادئ التهديد والمسايرة.
وذكر أن أسس التفاوض التي يتبعها ترامب، والتي يعتبرها العديد من الخبراء متوافقة مع ما يُعرف بـ”نظرية الرجل المجنون”، تتألف من مرحلتين أساسيتين: في المرحلة الأولى، يقدم فريقه التفاوضي مطالبه، التي غالبا ما تكون صارمة للغاية وغير قابلة للتغيير. وفي حال قبول المطالب، يعتبر ترامب أن استراتيجيته الدبلوماسية قد نجحت ويواصل تنفيذها. أما إذا رفض الطرف الآخر الامتثال لتلك المطالب، فإنه ينتقل إلى المرحلة الثانية من الدبلوماسية، حيث يطبق جميع الآليات العقابية ضد الطرف المعارض. ومن غير المرجح أن تحيد إدارة ترامب عن هذا النهج في أي مفاوضات مستقبلية مع الجمهورية الإيرانية.
وأوضح الموقع أن الأحداث الأخيرة في المنطقة والتحديات الاقتصادية التي تواجه إيران قد تشكل دافعا إضافيا لإدارة ترامب لاعتماد مثل هذا النهج”.
أهداف السياسة الخارجية لإدارة ترامب وموقف إيران
أفاد الموقع بأنه يمكن فهم مطالب إدارة ترامب جزئيا من خلال التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، خلال فترة ولايته السابقة. ففي خطاب ألقاه عام 2018 بمؤسسة هيريتيج في واشنطن، أوضح بومبيو 12 شرطا يجب الوفاء بها للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران.
وذكر أن من أبرز مطالب إدارة ترامب في هذا البيان: التوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم، والسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بمراقبة شاملة على الأنشطة النووية الإيرانية، ووقف دعم إيران للحركات الشيعية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين، إضافة إلى وقف أنشطة إيران المتعلقة بالصواريخ الباليستية”.
وتابع موضحا أنه استنادا إلى التصريحات الأخيرة لـ”ويندي شيرمان”، الدبلوماسية الأمريكية، التي شغلت منصبا دبلوماسيا رفيعا في إدارة باراك أوباما، من المتوقع أن يعيد ترامب طرح هذه المطالب الثلاثة خلال مشاوراته مع طهران.
وأضاف أن ويندي شيرمان أدلت بتصريحات حول طبيعة مفاوضات إدارة ترامب بأن المفاوضات المقبلة لن تقتصر على البرنامج النووي الإيراني، بل ستشمل مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية. وتجدر الإشارة إلى أن اثنين على الأقل من الموضوعات المذكورة يُعتبران خطوطا حمراء تتعلق بالأمن القومي لإيران، ويبدو أن النخب السياسية والأمنية في طهران غير مستعدة للتفاوض بشأنهما.
تشكيلة حكومة ترامب
ذكر الموقع أن تشكيلة حكومة ترامب وتعييناته تشير بوضوح إلى أن الرئيس الأمريكي لم يستبعد سياسة “الضغط الأقصى” ضد إيران كأحد الخيارات المطروحة على الطاولة. فتعيينات إدارة ترامب تظهر ميلا واضحا لدعم شخصيات معروفة بموقفها الثابت في دعم إسرائيل وبنهجها التصادمي تجاه أعداء أمريكا، خاصةً إيران.
وأوضح أن تعيين شخصيات متشددة مثل “مايك هاكابي” سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، و”ماركو روبيو” وزيرا للخارجية، و”جي دي فانس” نائبا للرئيس، و”مايك والتز” مستشارا للأمن القومي، دفع بنيامين نتنياهو إلى وصف عودة ترامب إلى السلطة بأنها “أعظم عودة في التاريخ”.
وأفاد الموقع بأن اختيار الأسماء المذكورة أعلاه يعكس على الأرجح توجه إدارة ترامب نحو تبني “الدبلوماسية القسرية” في المفاوضات المقبلة مع إيران.
حكومة إسرائيل
ذكر الموقع أنه لا شك في أن أحد أهم العوامل التي قد تؤثر على المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وتمنعها من الوصول إلى نتائج مُرضية هو حكومة إسرائيل، خاصةً بنيامين نتنياهو وبعض أعضاء حكومته المتشددين، الذين يُعتبرون من أشد أعداء إيران.
وأضاف أنه بعد توقيع اتفاق عام 2015 للحد من البرنامج النووي الإيراني، وصف بنيامين نتنياهو الاتفاق بأنه “خطأ تاريخي”، معتقدا أنه لا يحد من طموحات إيران النووية. وفي هذا السياق، وبعد ما يقرب من 10 سنوات على الاتفاق، حقق البرنامج النووي الإيراني إلى جانب برامجها الصاروخية والطائرات المسيرة تقدما ملحوظا، وهو ما تعتبره تل أبيب، خاصةً التطور النووي، تهديدا لوجودها.
وأشار إلى أنه ولذلك، يؤمن السياسيون والقادة العسكريون الإسرائيليون، ومن ضمنهم بنيامين نتنياهو نفسه، الذين يدركون التحركات العسكرية الإيرانية، إيمانا راسخا بأن الهجوم العسكري القوي على المنشآت النووية والصاروخية في طهران هو الحل الوحيد لردع إيران عن هذا المسار، معتبرين أن المفاوضات وحدها غير كافية لاحتواء إيران.
وتابع مبينا أنه في ضوء هذا الوضع، ومع تصاعد المواجهات الأخيرة بين تل أبيب ومحور المقاومة، واحتمالية اندلاع حرب جديدة مع حزب الله، إلى جانب الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل ومخاوف تل أبيب من تنفيذ عملية “الوعد الصادق 3” يبدو أن المسؤولين الإسرائيليين يبذلون كل ما في وسعهم لتغيير موقف ترامب نحو تبني خيار الحرب بدلا من المفاوضات مع إيران.
التطورات النووية لإيران
ذكر الموقع أنه على الرغم من أن بعض المراقبين يعتبرون التحديات الاقتصادية والإقليمية الأخيرة التي تواجه إيران أحد الدوافع الرئيسية وراء سعي طهران للتوصل إلى اتفاق جديد مع الولايات المتحدة، فإنه لا يمكن تجاهل أن تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم قد أوصلها إلى مرحلة لا رجعة فيها.
وأوضح أن توسيع عمليات تخصيب اليورانيوم، التي منحت إيران القدرة على تصنيع قنبلة نووية في غضون أسبوعين على الأقل، يُعتبر ورقة رابحة بالنسبة لطهران في ظل تعقيدات إقليمية تواجهها.
واختتم الموقع تقريره بأن إيران ترى أن هذا الملف غير قابل للتفاوض بأي شكل من الأشكال. عندما تم التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، كان البرنامج النووي الإيراني لا يزال في مراحله الأولية من التطوير، ومع ذلك، فقد وصل البرنامج النووي الإيراني الآن إلى مستوى أصبحت له مكانة خاصة في الخيارات الاستراتيجية لطهران.