كتبت: سارة محمد علي
ذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل سوف تقوم خلال ساعات بتوجيه ضربة إلى إيران، واصفة إياها بغير المسبوقة والتي لم تشهد المنطقة مثيلا لها من قبل.
وقالت القناة 24 الإسرائيلية، إنه بعد انتهاء موسم الأعياد اليهودية الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، فإن إيران سوف تشهد خلال ساعات، ضربة موجعة من قبل إسرائيل، لم يشهد العالم مثيلا لها خلال السنوات الأخيرة.

وبرر محللو القناة ما وصفوه بالرد الإسرائيلي الشديد المرتقب، بأن إيران قصفت إسرائيل مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، بـ180 صاروخا باليستيا، وكان ذلك أكبر هجوم على دولة في المنطقة، ولولا وجود مقلاع داود وأصدقاء إسرائيل الذين تنتشر سفنهم الحربية في المنطقة لكانت تل أبيب في ورطة أكبر، بحسب ما ذكرته القناة العبرية.
وتضيف 24 الإسرائيلية، أن السبب الثاني لتوجيه ضربة ليس لها مثيل لإيران، هو الطائرة المسيرة التي استهدفت مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وانفجرت عند نافذة غرفته في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي عبر بيان رسمي صدر في يوم الاستهداف نفسه، أن الطائرة قدمت من لبنان إلى قيسارية حيث يقيم نتنياهو، ورغم عدم تبني أي جهة لإطلاق المسيرة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهم إيران بالوقوف خلف تلك المسيرة، متهما النظام الإيراني بمحاولة اغتياله وزوجته.
وقال نتنياهو بعد ساعات من انفجار المسيرة، في تغريدة له عبر منصة X: “وكلاء إيران في حزب الله الذين حاولوا اغتيالي وزوجتي اليوم ارتكبوا (خطأ فادحا)، وهذا لن يمنعني وإسرائيل من معركتنا من أجل النهضة ضد أعدائنا لضمان الأمن للأجيال القادمة”.
وأضاف نتنياهو: “أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا لذلك”.
واختتم نتنياهو كلماته قائلا: “سنواصل القضاء على إرهابييكم، وإعادة رهائننا من غزة وضمان سلامة مواطنينا في الشمال، وسنحقق جميع أهداف الحرب التي حددناها لأنفسنا ونغير الأمن الإقليمي لسنوات عديدة قادمة”، وهو ما رددته القناة 24 الإسرائيلية مساء الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول كمبرر ثانٍ للهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران خلال ساعات بصورة لم يشهد العالم مثيلا لها في السنوات الأخيرة حسبما وصفته القناة .
قبل ذلك بيوم، ومساء 23 أكتوبر/تشرين الأول، ذكرت القناة 14 العبرية أن ضرب إسرائيل لإيران سوف يكون مباشرة عقب انتهاء موسم الأعياد اليهودية الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، بعد ساعات من انتهاء الأعياد وبحد أقصى بعد أسبوع من انتهائها.
وأضافت القناة عبر محلليها، أن إيران سوف تقوم بردٍّ مقابل سريع جدا خلال عشرة أيام من تلقيها الضربة الإسرائيلية المرتقبة.
جاء ذلك بعد أن أذاعت القناة مقطعا مصورا لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قال فيه إن تل أبيب ستوجه ضربات لإيران سيفهم منها العالم كيف كانت عملية الإعداد لها ولماذا تأخر الرد الإسرائيلي.
وأضاف غالانت عبر مقطع الفيديو الذي تم تصويره خلال زيارته قاعدة حتسريم الجوية، الأربعاء 23 أكتوبر/تشرين الأول، أن العالم سيدرك قوة إسرائيل وسيُلقن أعداؤها درسا بعد توجيه ضربة لإيران، قائلا: “كل من يحاول إيذاءنا سيتضرر، وهو ما ينطبق على إيران”.
وتابع وزير الدفاع الإسرائيلي: “بعد أن نهاجم إيران سيفهم الجميع أن كل من يحاول إيذاء إسرائيل سيدفع الثمن باهظا، وتلك العملية ستساعد العالم على فهم عملية الإعداد الإسرائيلية وقوتها العسكرية”، بحسب المقطع المصور الذي نشرته القناة 12 الإسرائيلية.
وفي السياق نفسه، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية العامة الخميس 24 أكتوبر/تشرين الأول، عن مصادقة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي على خطط الهجوم على إيران، وأضافت أن الخطط سوف تعرض خلال ساعات، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ للمصادقة عليها.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر إسرائيلي، بأن تل أبيب تستعد لشن “هجوم كبير جدا” على أهداف في إيران، رغم الضغوط الأمريكية التي تدعو إلى تخفيف الهجوم.
ووصفت الهيئة الموقف الحالي بأنه “واحد من الأوقات الأكثر توترا وتعقيدا في تاريخ إسرائيل”، مؤكدةً أن الهجوم على إيران وشيك، بناءً على ما أكده مسؤولون إسرائيليون لم تفصح عن أسمائهم.
على صعيد آخر وفي سياق متصل بالهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية اليوم الجمعة 25 أكتوبر/تشرين الأول، عن مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسماءهم، قولهم إن المرشد الإيراني علي خامنئي، أمر الجيش بوضع خطط متعددة للرد على أي هجوم إسرائيلي.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد أكد المسؤولون الإيرانيون أن خامنئي “أصدر توجيهاته بالرد على إسرائيل إذا استهدفت المنشآت النفطية أو النووية”.
وأضاف المسؤولون: “إذا اقتصر هجوم إسرائيل على قواعد عسكرية ومستودعات صواريخ ومسيّرات فلن نرد، لكن إذا تسببت الضربات الإسرائيلية في أضرار واسعة وخسائر كبيرة فإن إيران سوف تنتقم” .
ووفق المسؤولين فإن إيران “وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب كامل، وعززت دفاعاتها الجوية في المواقع العسكرية والنووية الحساسة”.
وأشار المسؤولون إلى أن طهران “وضعت القادة العسكريين الذي قاتلوا في العراق وسوريا بالمحافظات الحدودية؛ تحسبا لهجمات من الجماعات المعارضة للنظام، مستغلةً حالة الحرب في حال اندلعت”.
وحسب ما نقلته “نيويورك تايمز” عن المسؤولين الإيرانيين، فإنه “إذا ألحقت إسرائيل أضرارا جسيمة بإيران، فإن الردود قيد النظر تشمل إطلاق ما يصل إلى 1000 صاروخ باليستي تزامنا مع هجمات للجماعات الموالية لإيران على إسرائيل، وتعطيل تدفق إمدادات الطاقة العالمية والشحن”.