كتبت: لمياء شرف
في غمرة الأحداث الدامية بغزة، رحل القائد يحيى السنوار واقفا وسط صفوف المقاتلين، متلحفا بتراب وطنه، مرتديا زيه العسكري.
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، اغتيال زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، ونشر الجيش الإسرائيلي صورا للعملية التي استهدفت السنوار في منطقة تل السلطان في رفح.
وتداولت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الإسرائيلية صورا لجسد السنوار بعد مقتله. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن السنوار كان يرتدي سترة عسكرية عليها قنابل يدوية.
ولم يتم التأكيد الرسمي من قبل حركة حماس حتى الآن.
وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي “ابشاباك” قالا في بيان مشترك، إنه يتم فحص احتمال أن يكونا قد تمكنا من القضاء على السنوار فيما وصف بـ”نشاط للجيش” في غزة.
ونقلا عن وسائل إعلام إسرائيلية، فإن العملية تمت بمحض الصدفة دون توافر معلومات استخباراتية سابقة، وذلك خلال استهداف الجيش لمبنى كان يوجد فيه السنوار ومقاتلون آخرون.
من هو السنوار؟
هو العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى مقتل أكثر من ألف عسكري ومستوطن إسرائيلي، وهزت صورة أجهزة إسرائيل الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.
انتخب السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017 ومرة أخرى عام 2021، وتولى رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في أغسطس/آب الماضي، خلفا لإسماعيل هنية، بعد اغتياله في العاصمة الإيرانية طهران.
ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1962، في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، نزحت أسرته من مدينة مجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل إثر نكبة عام 1948 وغيرت اسمها إلى “أشكلون”.
تلقى تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية بغزة ويتخرج فيها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
صدرت في حقه 4 مؤبدات “مدتها 426 عاما”، حيث اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي، وثانيها في عام 1985 وحكم عليه بـ8 أشهر.
وفي 20 يناير/كانون الثاني 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل.
قضى 23 عاما في السجون الإسرائيلية، وخرج عام 2011 في صفقة تبادل الأسرى مع الجندي شاليط، اعتقدت وقتَها الاستخبارات الإسرائيلية أن يحيى السنوار لم يعد يشكل تهديدا، وربما يتفرغ لكتابة مذكراتِه، وفقا لصحيفة “غلوبز” الإسرائيلية.
قضى السنوار فترة محكوميته بتعلم اللغة العبرية، ومتابعة الإعلام الإسرائيلي، وقراءةِ جميع الكتب التي صدرت عن شخصياتٍ إسرائيليةٍ بارزة، مثل مناحم بيغن وإسحق رابين، بحسب “فايننشنال تايمز”.
وسبق أن اعترف ضباطُ مخابرات إسرائيليون سابقون بقراءةِ السنوار بشكلٍ خاطئ، حيث أعطى انطباعا بأنه لا يرغب في القتال مع إسرائيل، وأن حماس مهتمة فقط بضمانِ حصولِ العمالِ في غزة على تصاريح العملِ الإسرائيلية ومزيدِ من الحوافز الاقتصادية.
ونشرت له وسائل إعلام إسرائيلية مقابلة نادرة، قال فيها السنوار لصحفي إيطالي إن الحرب ليست في مصلحة حماس أو إسرائيل.
وتجاهلت إسرائيل كثيرا من الإشارات السابقة التي صرح بها السنوار، مثل رغبته في اختراق الجدار الإسرائيلي الحدودي مع غزة، وذلك ما فعله السنوار في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.