كتبت: لمياء شرف
انتهى عام 2024، كان مليئًا بالأحداث البارزة في إيران، حيث شهدت البلاد تطورات محورية أثرت على الساحتين الداخلية والخارجية. تلك الأحداث شكلت محطات فارقة في مسار البلاد، وساهمت في إعادة تشكيل علاقاتها الإقليمية والدولية.. فيما يلي نستعرض أبرز هذه الأحداث.
هجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق
في مطلع أبريل/نيسان 2024، حسب “عصر إيران”، شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت مبنى السفارة الإيرانية في دمشق.
أدى الهجوم إلى مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني كانوا متواجدين في سوريا حينها، وهم: محمد رضا زاهدي، قائد المستشارين العسكريين في سوريا ولبنان وهو الذراع الخارجية للحرس الثوري، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي أدى إلى مقتل سبعة مستشارين عسكريين.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن عدد القتلى في الهجوم الإسرائيلي زاد ليصل إلى 11 قتيلاً، بينهم ثمانية إيرانيين وسوريان ولبناني واحد، وجميعهم عسكريون.
الوعد الصادق 1
شنت إيران في 13 إبريل/نيسان 2024، بحسب موقع عصر إيران عملية “الوعد الصادق 1″، حيث نظم الحرس الثوري الإيراني هجوماً بإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل.
جاء هذا الهجوم رداً على القصف الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق، حيث يعتبر “الوعد الصادق 1” أول تصعيد مباشر من قبل إيران تجاه إسرائيل.
ويذكر أن إيران أطلقت 300 طائرة مسيرة وصاروخ استهدفت بها مواقع عسكرية إسرائيلية، فقد كان الهدف الإيراني الهجوم على نقطتي قاعدة تجسس في هضبة الجولان المحتلة، وقاعدة “نيفاتيم” الجوية.
وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
تعرضت طائرة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي إلى حادث تحطم في 19 مايو/أيار 2024، أثناء رحلته إلى أذربيجان الشرقية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن الرئيس الإيراني توفى برفقة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، إثر تحطم مروحية كانت تقلهم في منطقة ورزقان في محافظة أذربيجان الشرقية.
وأعلن خامنئي الحداد العام في إيران لمدة خمسة أيام، حزناً على وفاة رئيس إيران في هذا الحادث الأليم.
وقيل إن الحادث وقع نتيجة ظروف جوية صعبة، سقطت على أثرها المروحية، وانتشرت عمليات بحث مكثفة في المنطقة، وعثر على حطام المروحية بعد نحو 15 ساعة في منطقة جبلية وعرة داخل غابة، حيث كان الرئيس رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وأفراد الطاقم قد فارقوا الحياة جراء الحادث، فيما تداول الإعلام شكوكاً حول أنه حادث مدبر.
انتخابات مبكرة.. فوز مسعود بزشكيان بالرئاسة
أعلنت الحكومة الإيرانية تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة لسد الفراغ السياسي الذي ألحقته وفاة إبراهيم رئيسي، وتم تحديد 28 يونيو/حزيران 2024 موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة.
شهدت الانتخابات منافسة قوية بين عدة مرشّحين يمثلون التيارات السياسية المختلفة، الإصلاحيين والمحافظين، وفي المرحلة الثانية من العملية الانتخابية، حيث أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، حسب وكالة تسنيم للأنباء، أن لجنة الانتخابات أعلنت فوز مسعود بزشكيان، المرشح الإصلاحي، في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بعد حصوله على 16,384,403 أصوات، أمام المرشح المحافظ المتشدد سعيد جليلي.
اغتيال “هنية” في طهران
اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بإيران في 31 يوليو/تموز 2024، حسب وكالة تسنيم الإيرانية، أثناء مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
وقال الحرس الثوري، في بيان له تعليقاً على الحادث، إنه تم تنفيذ هذه العملية بإطلاق مقذوف قصير المدى من خارج منطقة إقامة الضيوف برأس حربي يزن حوالي 7 كلغ، والذي صحبه انفجار قوي.
واتهم الحرس الثوري الإيراني، إسرائيل بتنفيذ هذه العملية، مهدداً بعملية ثأر لمقتل هنية داخل إيران.
وبعد خمسة أشهر من الحادث أقرت إسرائيل بمسؤليتها عن الحادث؛ حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في اعتراف منه، أن إسرائيل كانت وراء مقتل هنية، حيث قال: “سنضرب الحوثيين بقوة، ونستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم، تماماً كما فعلنا مع هنية، ويحيى السنوار، وحسن نصر الله في طهران وغزة ولبنان، وسنفعل ذلك في الحديدة وصنعاء”.
“الوعد الصادق 2”
في 1 أکتوبر/تشرين الأول 2024، نفذت إيران هجوماً قوياً، وحسب وكالة تسنيم جاء هذا الهجوم رداً على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، واغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في 27 سبتمبر/أيلول 2024، بعد استهدافه بغارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت ضمن سلسلة من الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات حزب الله في حرب إسرائيل مع لبنان الأخيرة.
شنت إيران هجومها على إسرائيل بصاروخ “فتاح”، حيث يعد من الأسلحة الاستراتيجية المتطورة لدى الحرس الثوري، نجحت 80% من الصواريخ في إصابة أهدافها بدقة خلال فترة زمنية لم تتجاوز 10 دقائق. وشملت الضربات قاعدة “نيفاتيم” الجوية، و”حتسريم”، و”تل نوف”، وتم تدمير 3 مقاتلات إسرائيلية متطورة على الأقل من طراز “F 35.
زيارة غروسي
زار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حسب وكالة تسنيم، اثنتين من أهم المنشآت النووية الإيرانية، هما “نطنز” و”فوردو”، اللتان يصل فيهما معدل تخصيب اليورانيوم إلى 60%، لمساعدته في الحصول على صورة كاملة للبرنامج النووي في إيران.
عملت إيران على إزالة الغموض والشكوك بشأن برنامجها النووي، خاصة أن الدول الأوروبية سعت لتمرير قرار ضد إيران في اجتماع مجلس المحافظين، وانتقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية البرنامج الإيراني النووي، وندد بضعف التعاون الإيراني مع الوكالة، وطالب بتعزيز الشفافية والمزيد من مساءلة طهران حول برنامجها النووي.
مباحثات جنيف
التقى دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون من “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” في جنيف، 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024؛ لمناقشة إمكانية استئناف المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني قبل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025.
انتهاء النفوذ الإيراني في سوريا
ينتهي عام 2024 بضربة قاصمة بسقوط بشار الأسد رئيس سوريا السابق في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حسب وكالة رويترز، وبسقوطه ينتهي النفوذ الإيراني دخل سوريا، حيث سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق. وأجلت إيران كل رعاياها ومستشاريها وقادتها من سوريا قبل سقوط الأسد بأيام قليلة، في تراجع واضح لمكتسبات إيران في المنطقة بعد سقوط حليفها الأقوى بشار الأسد.
انتهى عام 2024 الأقسى على إيران، ولم ينتهِ دورها في المنطقة، فربما تعمل العام القادم على كسب حليف جديد أو استرجاع موقعها داخل سوريا.