كتبت: لمياء شرف
تتصاعد التساؤلات حول مستقبل قيادة حركة حماس بعد استشهاد يحيى السنوار، القائد البارز في الجناح العسكري للحركة.
تحتاج حركة حماس الآن لقائد يرتب صفوفها الداخلية والعسكرية، فمن سيكون القائد القادم لـ”حماس”؟ وهل يدير الحركة بالاستراتيجية نفسها أم يتبع نهجا جديدا ويعقد صفقة مع إسرائيل لوقف الحرب؟
أكدت تقارير عبرية أن حركة حماس الفلسطينية يمكنها الاستمرار حتى بعد اغتيال زعيمها يحيى السنوار، وأن هناك شخصيات عديدة يمكنها شغل المناصب القيادية.
وقال العميد احتياط، أمير أفيفي، لموقع صحيفة “معاريف” العبرية: “من الصعب كسر الهيكل الهرمي لحماس طالما لم يتم القضاء على شقيقه محمد السنوار، وربما اثنين أو ثلاثة من الشخصيات الرئيسية الأخرى”.
واعتبر أن شقيق يحيى السنوار نشط للغاية ويدير الأمور، كما أنه كان مسؤولا عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أثناء الأسر بغزة.
وأشار إلى حقيقة تشعُّب القيادة داخل الحركة، مستشهدا بـ”حزب الله” الذي تم القضاء على قيادة حزب الله بالكامل، إلا أن النظام لم يتفكك بعد.
وتعد أربعة أسماء رئيسة هي في الصف الأول من المرشحين لقيادة الحركة خلفا ليحيى السنوار وأولهم أخوه محمد السنوار، وخالد مشعل، وخليل الحية، ومحمد شبانة.
محمد السنوار
محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، يعد أحد كبار القادة في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وله دوره المركزي في قيادة العمليات العسكرية، والتحق بكتائب القسام منذ بداياتها الأولى عام 1991 في غزة، حيث أصبح عضوا في هيئة الأركان.

ولد محمد السنوار عام 1975، ونادرا ما ظهر في الأماكن العامة أو تحدث إلى وسائل الإعلام، ويعتبر هدفا رئيسيا على قائمة المطلوبين لدى إسرائيل.
وتردد اسمه كأحد المخططين الرئيسيين لعملية “الوهم المتبدد”، التي تعد إحدى العمليات الأكثر جرأة في تاريخ المقاومة الفلسطينية، حيث استهدفت العملية موقعا عسكريا إسرائيليا قرب معبر كرم أبو سالم في 25 يونيو/حزيران 2006، شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأسفرت العملية عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط، الذي ظل في الأسر 5 سنوات، حتى تمت مبادلته بأكثر من ألف أسير فلسطيني في صفقة تبادل تاريخية عام 2011، وكان من ضمن الأسرى المحررين “يحيى السنوار”.
خليل الحية
نائب يحيى السنوار وعضو بالمكتب السياسي لحركة حماس ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، ويترأس في هذه الفترة وفد المفاوضات الجارية، من أجل وقف إطلاق النار في غزة.

وُلد خليل الحية الملقب بأبو أسامة، بقطاع غزة في يناير/كانون الثاني 1960.
وشغل عدة مناصب سياسية، من بينها نائب في المجلس التشريعي وممثل حركة حماس ثم نائب لرئيسها في قطاع غزة ورئيسها الإعلامي.
ونجا الحية من عدة محاولات لاغتياله، أبرزها استهداف منزله في عام 2007، والذي أسفر عن مقتل عدد من أفراد عائلته، كما قتل ابنه الأكبر في عام 2014 في هجوم إسرائيلي آخر.
ووردت تقارير عن وجوده مع إسماعيل هنية في مبنى بالعاصمة الإيرانية طهران خلال هجوم إسرائيل، لكن الحية لم يكن في الشقة المستهدفة لحظة الضربة.
وحصل على درجة الدكتوراه في السنة وعلوم الحديث، ونشأ في الحركة الإسلامية منذ شبابه المبكر وتربى على يد مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين.
وساهم في حماية المجتمع الفلسطيني من الاختراقات الصهيونية، ولعب دورا بارزا في العمل التنظيمي والأمني بقطاع غزة في الفترة بين 1984 و1986.
خالد مشعل
خالد مشعل هو أحد المؤسسين البارزين لحركة حماس، وشغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة من عام 1996 حتى 2017، وتولى قيادة الحركة بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين على يد إسرائيل في مارس/آذار 2004.

ويبلغ مشعل من العمر 68 عاما، وُلد في بلدة سلواد قرب رام الله، وانتقل مع عائلته إلى الكويت في صغره.
عمل مشعل على حشد التأييد لحركة حماس من الخارج على مدى سنوات، في الوقت الذي كان فيه قادة آخرون من الحركة قابعين في السجون الإسرائيلية منذ فترات طويلة.
تعرض مشعل لمحاولة اغتيال في العاصمة الأردنية عمّان عام 1997، عندما تم حقنه بمادة سامة، لكن محاولة الاغتيال فشلت بعد تدخل مباشر من الملك حسين بن طلال، الذي طالب إسرائيل بتقديم العلاج لإنقاذ حياته.
محمد شبانة
الملقب بأبو أنس، أحد كبار قادة حماس، المسؤول عن كتيبة رفح جنوب قطاع غزة، ويقود الجناح العسكري لـ”حماس” في الحركة منذ عام 2014 بعد اغتيال محمد أبو شمالة، الذي كان مسؤولا عن الجهاز العسكري لـ”حماس” في مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة.
وارتبط اسم شبانة بالأنفاق التي كانت تحصل منها حركة حماس على إمداداتها العسكرية، حيث لعب دورا مهما في تطوير شبكة الأنفاق التابعة لـ”حماس” في رفح.
كما يعد أحد أبرز المسؤولين عن تأمين الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، خلال فترة أسره في قطاع غزة، طيلة 5 أعوام.
وتولى شبانة مسؤولية كتيبة رفح بعد مقتل القادة الثلاثة الرئيسيين لهذه المجموعة خلال حرب الخمسين يوما عام 2014.