كتب: زينب بيه
وصل عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إلى نيويورك، يوم الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، على رأس وفد رفيع المستوى، برفقة نائبيه للشؤون السياسية والقانونية والدولية، مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي. وتأتي هذه الزيارة في إطار المشاركة في الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انطلقت فعالياتها يوم الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول، حيث ألقى رئيس الجمهورية الإيرانية، مسعود بزشكيان، كلمة في اليوم الأول معبرا عن مواقف ووجهات نظر إيران، وفقا لتقرير وكالة أنباء “إيرنا” الإيرانية بتاريخ 29 سبتمبر/أيلول 2024.
كما عقد عراقجي نحو 50 اجتماعا مع نظرائه من الدول المجاورة والدول الأوروبية ودول أخرى، إضافة إلى شخصيات دولية، كما شارك في عدة اجتماعات جانبية على هامش الجمعية العامة خلال رحلته في نيويورك التي استمرت حتى صباح الأحد 29 سبتمبر/أيلول.
مناقشة القضايا الإقليمية في مجلس الأمن: دعم المقاومة والتضامن مع لبنان
واستنادا إلى تقرير “إيرنا”، شارك وزير الخارجية الإيراني في اجتماعين لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث ناقش القضايا المتعلقة بفلسطين ولبنان، موضحا وجهات نظر إيران بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة ولبنان، وخلال هذه الاجتماعات، أعرب عراقجي عن تضامنه مع الشعب اللبناني، مؤكدا دعم جمهورية إيران للمقاومة.
وأفاد التقرير بأنه في أعقاب استشهاد الأمين العام لحزب الله، اتخذت البعثة الإيرانية في نيويورك عدة خطوات، من ضمنها مشاورات مع الأمين العام ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطلب عراقجي عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن ومنظمة التعاون الإسلامي. ووصف الهجوم الإسرائيلي الأخير على المناطق السكنية في بيروت بأنه جريمة ضد الإنسانية، خلال لقائه مع حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وطالبَ بعقد اجتماع طارئ لقادة المنظمة.
كما دعا عراقجي، في اجتماع مجلس الأمن، إلى محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على جرائمه في فلسطين ولبنان. وفي سياق متصل، أجرى عراقجي اتصالا هاتفيا مع نظيره اللبناني، عبد الله بوحبيب، مقدما تعازيه بوفاة حسن نصر الله، مؤكدا أن استشهاده يمثل خسارة كبيرة للبنان وللمنطقة.
وبناء على التقرير، ناقش وزير الخارجية الإيراني في اجتماعات مع وزراء الخارجية من روسيا ومصر وسوريا، إمكانية عقد اجتماع طارئ لقادة منظمة التعاون الإسلامي، في ضوء التطورات الأخيرة بلبنان. وأكد عراقجي أهمية توثيق الجرائم الإسرائيلية أمام الرأي العام وتسجيلها لدى المنظمات القانونية الدولية.
وبحسب معلومات التقرير، شارك عراقجي في الاجتماعات التي عقدت مع مجموعة “بريكس” و”منتدى حوار التعاون الآسيوي ACD” ولجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز، وتم تناول وجهات نظر إيران بشأن الجرائم المستمرة للنظام الإسرائيلي في غزة وتوسيع الاعتداءات الإسرائيلية والإرهابية في لبنان.
دعوة عراقجي في الأمم المتحدة إلى وقف جرائم الكيان الصهيوني المتعطش للدماء
قدّم عباس عراقجي تقريرا عن لقاءاته خلال اليومين الماضيين في نيويورك، وأوضح أنه خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة، استغلَّ الدبلوماسية متعددة الأطراف في العديد من الاجتماعات رفيعة المستوى، وضمن ذلك اجتماع مجلس الأمن الذي عُقد حول “الوضع في الشرق الأوسط، وقضية فلسطين”، بحسب وكالة أنباء “مهر” الإيرانية بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول 2024.
وفي سياق تقريره، أعرب عراقجي عن انتقاده وقلقه من تراجع مصداقية مجلس الأمن نتيجة عدم أدائه للمهام المنصوص عليها في الميثاق، وتأثير الاستبعاد القسري الذي يمارسه مؤيدو النظام الصهيوني. كما أكد أن الحديث قد تم بشكل كافٍ عن الجرائم الوحشية للإبادة الجماعية المستمرة في غزة، ومع ذلك، لم يُتخذ أي إجراء لوقف هذه الجرائم حتى الآن.
وأضاف عراقجي أن الولايات المتحدة هي الشريك الرئيسي للكيان الصهيوني في تنفيذ العمليات الإرهابية في المنطقة، مشيرا إلى أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على جنوب بيروت باستخدام أسلحة بمساعدة الولايات المتحدة نتيجة لهذا التحالف المشؤوم بين الصهاينة والبيت الأبيض.
ونقلت وكالة “مهر” تأكيده مجددا ضرورة اتخاذ إجراءات دولية حاسمة وفورية لوقف جرائم الكيان الصهيوني المتعطش للدماء، وشبّه الفظائع التي يرتكبها النظام الصهيوني بالجرائم التي ارتكبها هتلر، معتبرا أن تجاهل مجلس الأمن لهذه الجرائم سيؤدي إلى مزيد من الكوارث.
اجتماعات عراقجي في نيويورك: تعزيز التعاون والتصدي للسياسات العدوانية
شارك وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال زيارته لنيويورك، في اجتماعات مع قادة دوليين، حيث تناول القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدا ضرورة التصدي للسياسات العدوانية للنظام الصهيوني، كما سلط الضوء على الوضع الإنساني في غزة وأهمية التدخل الدولي.
وعقد وزير الخارجية الإيراني في اليوم الأول من زيارته لنيويورك، لقاءات مع نظرائه من الكويت وكوبا والبحرين، حيث جرى خلال هذه اللقاءات مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، مع التركيز على تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية، وجاء ذلك وفق تقرير عراقجي على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي.
وأفاد التقرير بأنه التقي الممثل الخاص للأمم المتحدة لسوريا، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وخلال هذه اللقاءات، شدد الوزير على أهمية التصدي للسياسات العدوانية للنظام الصهيوني في منطقة غرب آسيا، مؤكدا أن هذه السياسات تشكل تهديدا جسيما علي الأمن الدولي، كما كان الاعتراف بفشل السياسات الخبيثة للصهاينة قاسما مشتركا في جميع هذه اللقاءات.
وذكر في تقريره، أن الوضع الإنساني في غزة مأساوي للغاية، وأنه يستدعي تدخلا من المجتمع الدولي ومجلس الأمن، كما انتقد السياسات المزدوجة للدول الغربية التي ساهمت في الاستهانة بحقوق الإنسان والقانون الدولي من قبل النظام الصهيوني.وكان عراقجي قد صرح سابقا في منشور له علي منصة إنستغرام، بأنه “في اليوم الأخير من زيارة الرئيس بزشكيان في نيويورك 22 سبتمبر/أيلول، استضفنا رئيس بلغاريا، ورؤساء وزراء باكستان والنرويج ولبنان، ورئيس المجلس السيادي السوداني وولي عهد الكويت في مقر إقامة بزشكيان، كما استقبلت نظيري من سويسرا والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لشؤون منطقة الخليج”.