حوار: ميرنا محمود
أجرى موقع “زاد إيران” حواراً مع أستاذة العلوم السياسية في جامعة آيدن بمدينة إسطنبول التركية، فيليز كاتمان، حول العلاقات بين تركيا وإيران في ضوء وصول مسعود بزشكيان إلى سدة الحكم في إيران.. فإليكم نص الحوار:
1- في البداية نود أن نسلّط الضوء على علاقة تركيا وإيران في ضوء فوز “بزشكيان”.. كيف تتوقعون تطوُّر العلاقات بين البلدين في ظل حكم “بزشكيان”؟
الحدود بين إيران وتركيا هي من أقدم الحدود. ولذلك فإن العلاقات بين البلدين، مثل العلاقات الحدودية، تعود إلى سنوات عديدة. وباعتبارهما متنافسين وجيرانًا على الحدود في المنطقة، يتعيَّن على البلدين التعاون لمكافحة التهديدات المشتركة. وهذان يُشكلان اثنين من العوامل التي تؤثر على العلاقات. هناك عامل آخر وهو الطبقة التي ينحدر منها “بزشكيان”. إلى جانب التوازنات الإيرانية الداخلية، فإن التوازنات الإقليمية والعالمية ستكون حاسمة أيضًا في العلاقات بين البلدين في المستقبل.
2- بخصوص الرد الإيراني على اغتيال “هنية”.. في البداية نشر الإعلام التركي أن تركيا نجحت في إنقاذ “هنية” من محاولتي اغتيال.. كيف تُقيّمون عملية الاغتيال في إيران وتأثيرها على الأمن الإيراني؟
هناك حرب استخباراتية بين إيران وإسرائيل، ويمكن إرجاع ذلك إلى اغتيال “قاسم سليماني”. وقد كُشِفَ عن عناصر مختلفة في البلدين، ما يدل على أن هذه الحرب الاستخباراتية مستمرة. ومن الواضح أن وفاة إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية إبان عودته من زيارة إلى أذربيجان، واغتيال “هنية” في اليوم الذي كان سيتولى فيه منصبه، يحملان رسالة حول “ضمان الأمن” داخل إيران وخارجها. وهذا يفرض عليه العمل على خلق مسار وحدة داخلي ضد التهديدات الخارجية.
3- هل تعتقدون أن تركيا تلعب دورًا في احتواء رغبة إيران في الهجوم على إسرائيل؟
هنا ينبغي أيضًا أن نُسلّط الضوء على تأثير الدول التي تعمل على تطوير علاقاتها تدريجيًا مع تركيا، مثل روسيا والصين، وكذلك الدول التي لا تُفضّل عدم الاستقرار في المنطقة لمصالحها الخاصة بسبب إجرائها انتخابات مثل الولايات المتحدة الأمريكية، على استقرار تركيا. ولذلك يجب في البداية قياس مدى قدرة أمريكا على التأثير في القرار التركي في علاقته مع إيران، جنبًا إلى جنب مع دور روسيا والصين في نفس الملف.
4- بخصوص الملفات السياسية بين إيران وتركيا في العراق وفي سوريا- كيف تتوقعين إدارتها بين البلدين في الفترة المقبلة؟
إن التحسُّن الأخير في العلاقات بين تركيا والعراق سينعكس على المنطقة وبالتالي على الدول الأخرى أيضًا، بما فيها إيران، على الرغم من أن الكفاح المشترك أمر مرغوب فيه، إلا أن تدخل الجهات الخارجية التي لا ترغب في الاستقرار قد يزيد من مخاطر واحتمالات التحريض في هذا الصدد. ولذلك فعلى كل من تركيا وإيران أن يُديرا الملفات المشتركة في سوريا والعراق باحتراف ويمنعا أي تدخلات أجنبية.
5- ما هو تقييمك لقدرة بزشكيان على مواجهة أزمة مثل الحرب الإسرائيلية؟
إن زيادة مستوى التعاون مع دول المنطقة والمؤسسات الإقليمية مثل مجموعة “البريكس” BRICS سيوفر ميزة في اتخاذ الإجراءات ضد المخاطر المحتملة، وعلى رأسها الحرب الإسرائيلية، ومن ثمَّ فالرئيس الإيراني مدعو للتنسيق مع الدول الإقليمية والمؤسسات الدولية لوقف هذه الحرب.
6- هل تعتقدين أن تركيا تلعب دورًا في تقريب وجهات النظر بين إيران والغرب في ملف وقف الحرب على غزة؟
إن استخدام الإمكانيات الكبيرة لتركيا وإيران، والحفاظ على القنوات الدبلوماسية مفتوحة ضد التحريض من قِبَل الأطراف التي ترغب في زعزعة الاستقرار، أمران ذا أهمية حيوية، وهو ما سيساعد على لعب تركيا دورًا في هذه الحرب جنبًا إلى جنب مع إيران.
7- هل تلعب تركيا دورًا في تقريب وجهات النظر بين أمريكا وإيران فيما يتعلق بملف العقوبات؟
جهود مفاوضات المجموعة 5+1 تُشكل أهمية بالغة. إن كل خطوة تخطوها تركيا لتعزيز مكانتها كدولة تُرسي قواعد الأمن، تُساهم في نجاحها في لعب هذا الدور، ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن أيضًا على المستوى العالمي، مثلما حدث في عملية ممر الحبوب.