أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بناء على بيان الحرس الثوري، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنّية، اغتيل في مقر إقامته بطهران. وأفادت الأنباء أن أحد حراس هنّية لقي مصرعه أيضًا في الهجوم.
وجاء في البيان المكتوب الذي أصدرته حماس أن هنّية كان في طهران لحضور مراسم أداء القسم للرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان. كما نقلت الأنباء أن هنّية توفي في غارة جوية شنها الجيش الإسرائيلي على مقر إقامته في طهران بعد الحفل.
وأعلنت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الإيرانية أن هنّية استُهدف برصاصة أُطلِقت من الجو حوالي الساعة 02:00 فجرًا في مسكن يخدم قدامى المحاربين تحت حماية جيش الحرس الثوري شمال طهران.
ومن المنتظر أن يتم دفن جثمان هنّية في الدوحة، وبحسب المعلومات الواردة من مصادر حماس، فإن المفاوضات بين حماس والمسؤولين الإيرانيين مستمرة بشأن إجراءات تشييع ودفن هنّية.
وعليه، فمن المقرر أن تُقام جنازة هنّية في طهران، ومن ثم تُنقل إلى الدوحة، عاصمة قطر، لدفنها. ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي عن المسؤولين الإيرانيين وحماس حول هذه القضية.
وذكر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي في بيانه المكتوب أنهم يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن عملية الاغتيال التي جرت في إيران، وقال: “لقد أحزننا النظام الصهيوني المجرم والإرهابي باستشهاد ضيفنا الغالي في بيتنا، ولكن، في الوقت نفسه، وأعدوا لأنفسهم عذابا شديدا”. أضاف قائلاً.
وأعرب خامنئي عن تعازيه باغتيال هنّية الذي وصفه بـ”القائد الشجاع”، قائلاً: “تعازي للأمة الإسلامية وجبهة المقاومة وللشعب الفلسطيني الشجاع الأبي، وخاصة أسرة الشهيد هنّية الناجية وصديقه الذي استشهد معه، صلّى الله عليه، وأرجو الله أن يرفع درجات هؤلاء الشهداء”. قال.
وقال خامنئي: “نعتبر من واجبنا الثأر لدماء هنّية الذي استشهد على الأراضي الإيرانية.” أضاف.
كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن تعازيه للشعب الفلسطيني وحركة حماس بوفاة إسماعيل هنّية.
ونشر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الإيرانية بيانًا مكتوبًا للكنعاني حول هذه القضية.
وأشاد الكنعاني بنضال هنّية من أجل تحرير فلسطين، وقال: “بمناسبة استشهاد هنّية في طهران، أتقدّم بالتهاني والمواساة للشعب الفلسطيني العظيم، وحركة حماس، وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية والدول التي تدافع عن القيم الفلسطينية. إن استشهاد هنّية في طهران يمثل الرابطة العميقة وغير القابلة للكسر بين إيران وفلسطين والمقاومة (القوات) ستعززها”.
على صعيد متصل، أُعلن الحداد في إيران لمدة 3 أيام على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنّية.
وأعلنت حماس والحرس الثوري الإيراني أن إسرائيل تقف وراء الهجوم الذي فقد فيه هنّية حياته.
وتواصل الجهات الرسمية الإسرائيلية صمتها إزاء اغتيال هنّية. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من أعضاء الحكومة الامتناع عن التعليق على اغتيال هنّية.
وذكر البيت الأبيض أنهم اطلعوا على نبأ مقتل زعيم حماس إسماعيل هنّية في إيران. وفي تصريح لمسؤول البيت الأبيض، الذي لم يُذكر اسمه، على شبكة “سي إن إن”، “لقد اطلعنا على نبأ مقتل إسماعيل هنّية في إيران”. تم استخدام التعبير.
وأفيد أن المسؤول لم يقدم معلومات مفصلة عن هذا الموضوع.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الهجوم الذي استهدف زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
وقال مسؤول في وحدة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، اتصل به مراسل وكالة الأناضول هاتفياً، ردًا على السؤال: “هل تؤكدون أن هنية قُتل في الهجوم الإسرائيلي في طهران؟” : “نحن لا نعلق على هذه المسألة”.
ورحب وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف عميحاي إلياهو، ووزير الاتصالات شلومو كارهي، ووزير الشتات عميحاي شيكلي، باغتيال هنية.
وتبادل ثلاثة وزراء في الحكومة الإسرائيلية تعليقات فرحة قبل أن يحذر مكتب رئيس الوزراء أعضاء الحكومة من التعليق على اغتيال زعيم حماس هنية.
وزعم إلياهو في تدوينة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي أن اغتيال هنية سيجلب السلام، وقال: “موت هنية سيجعل العالم أجمل”. وأضاف:
وأهان الوزير اليميني المتطرف زعيم حماس وقال: “لم تعد هناك اتفاقيات سلام/استسلام وهمية”. وعلق:
كما نشر وزير الاتصالات الإسرائيلي كارهي منشورًا على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي يتعلق باغتيال هنية، قائلا: “سوف يتم تدمير جميع أعدائكم”. وأضاف:
كما شارك وزير الشتات عميحاي شيكلي مقطع فيديو لهنية أمام الحشد وهو يهتف “الموت لإسرائيل” وقال: “كن حذراً مما تتمناه”.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية الرسمية أن الرئيس محمود عباس أعلن اليوم يوم حداد على رئيس الوزراء الأسبق هنية، وطالب بتنكيس الأعلام.
وجاء في بيان الحكومة الفلسطينية: “ندين عملية الاغتيال الغادرة التي تعرض لها رئيس الوزراء الأسبق والزعيم الوطني هنية”. وأضاف البيان:
ودعا البيان الشعب والفصائل الفلسطينية إلى زيادة وحدتهم الوطنية في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
وقال أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في بيانه: “ندين ارتكاب جيش الاحتلال هذه الجريمة النكراء”. وأضاف:
من جهة أخرى، دعت لجنة القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، التي تضم معظم الفصائل الفلسطينية في غزة، إلى إضراب عام واحتجاجات على خطوط التماس ردًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وجاء في البيان المكتوب الذي أصدرته اللجنة أن “اغتيال القائد الوطني الكبير إسماعيل هنية تم في إطار إرهاب الدولة الصهيونية والإبادة الجماعية وحرب الدمار والإبادة، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الحرب ومحاكمة الغزاة على الجرائم التي ارتكبوها”.
وتضمن البيان العبارات التالية:
إن لجنة القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، إذ تنعى القائد الشهيد إسماعيل هنية، تود أن تنقل إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني وشعوب العالم الحرة أن هذا الاغتيال الجبان لا يمكن أن يكسر إرادة شعبنا في المقاومة والاستمرار، بل على العكس من ذلك، ملتزمون بحقوقنا ومبادئنا ونضالنا ومقاومتنا من أجل الاستقلال والحرية. إنه يؤكد أنه سيعزز إصرارنا على البقاء والمضي قدمًا”.
ودعت اللجنة الفلسطينيين إلى تنظيم إضرابات ومسيرات احتجاجية على طول خطوط التماس.
وبينما تم الإعلان عن نبأ وفاة هنية عبر مكبرات الصوت في المساجد في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، نظمت إضرابات في العديد من المدن.
وأصدرت حركة “حزب الله” بيانًا حول اغتيال هنية في طهران عبر حسابها الرسمي على تلغرام.
وذكر البيان أن “هناك حزنًا شديدًا لوفاة القائد الكبير والمخلص هنية”، وقدم التعازي إلى كافة الفلسطينيين، وخاصة حركة حماس.
وأكد البيان أن “النضال في كافة مناطق المقاومة سيستمر بكل عزيمة وعناد”.
يذكر أنه في 10 إبريل/نيسان، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على السيارة التي كانت تقل العديد من أفراد عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الذين كانوا متوجهين للاحتفال بعيد الفطر مع سكان وأقارب في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة.
وقال هنية الذي فقد أبناءه الثلاثة وأحفاده الأربعة في الهجوم، إن “أبنائي لم يغادروا غزة وضحوا بحياتهم من أجل تحرير القدس والمسجد الأقصى”.
وتوفي حفيد هنية، ملك هنية، الذي أصيب في الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي خلال عيد الفطر، في المستشفى الذي كان يعالج فيه.
وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن “اغتيال نجلي هنية تم بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي والمخابرات”.
تم انتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس من قبل مجلس شورى حماس في 6 مايو 2017، خلفاً لخالد مشعل.