ترجمة: شروق السيد
في ظل تسارع الأحداث والتعقيدات الإقليمية، تبرز الأزمة السورية كقضية محورية تؤثر على موازين القوى في المنطقة، خاصة وأن هناك الكثير من الدول تلعب كل منها دورًا في هذا الصراع، فإيران وتركيا وروسيا وغيرهم كلهم حاضرون في المشهد.
يناقش هذا التقرير دور إيران في سوريا، والاحتمالات العسكرية المرتبطة بها:
كان الهدف الرئيسي من عقد الاجتماع الثلاثي في بغداد هو توضيح مواقف إيران وسوريا في مواجهة هذه الأزمة، وهو ما أشار إليه عليرضا مجيدي، الخبير في شؤون المنطقة، في حديثه مع صحيفة “فرهيختكان” وقال: “هذا الاجتماع كان ذا أهمية كبيرة بالنسبة لنا وللسوريين، لأنه أتاح فرصة لفهم موقف العراق النهائي إلى حد كبير.
وتابع مجيدي: بالإضافة إلى ذلك، كانت سوريا ترغب في معرفة موقفنا، ونحن أيضًا كنا نرغب في تقييم مدى استعداد سوريا للمقاومة، تم التخطيط لهذا الاجتماع في وقت كان فيه جيش النظام السوري يقاتل إلى جانب قوات المقاومة ضد المعارضة، ومع ذلك، فإن الظروف تغيرت وأصبحت مختلفة الآن، مما زاد من أهمية هذا الاجتماع.
وأضاف: في الأساس، لم يكن الهدف من هذا الاجتماع التوصل بالضرورة إلى نتيجة محددة، حيث لم يكن فؤاد حسين ولا صباغ ولا عراقجي يمتلكون صلاحيات كافية لاتخاذ قرار نهائي في موضوع حساس كهذا بمفردهم.
ولكن بالنسبة لجميع الأطراف الثلاثة، وخاصة بالنسبة لنا وللسوريين، كان لهذا الاجتماع أهمية كبيرة لأنه وفر فرصة لتوضيح مواقف الأطراف بشكل أدق، الهدف من هذه المحادثات كان تنسيق المواقف وفهم أفضل للرؤية الفكرية والسياسية للطرف الآخر، وبالتالي، تكمن أهمية هذا الاجتماع في جانبه المتعلق بتطابق المواقف والفهم المتبادل، وليس بالضرورة في تحقيق نتيجة ملموسة.”
صفقة بين روسيا وتركيا
وفيما يتعلق بمدى تأثير الاجتماع الذي يُعقد في الدوحة على تغيير الأوضاع، أوضح مجيدي قائلاً: “هذه القضية مهمة جدًا، أولاً، الدولة الوحيدة التي تستطيع حاليًا تمثيل المعارضة إلى حد كبير هي تركيا، وهذا يجعل دورها بالغ الأهمية.
ثانيًا، الطريقة التي سقطت بها حلب تثير لدينا شكوكًا جدية بشأن احتمال وجود صفقة بين روسيا وتركيا، الآن، في اجتماع تستضيفه قطر، فإن مناقشة مواقف روسيا وتركيا تكتسب أهمية كبيرة، وأي تطورات قد تحدث في المستقبل ستعتمد بشكل كبير على هذا الاجتماع.
أما بالنسبة لدور إيران، فمن المؤكد أنه إذا اختار الأسد المقاومة، وكان بحاجة إلى دعم وحليف موثوق، فإن إيران بلا شك هي ذلك الحليف.”
التدخل العسكري الإيراني
وتابع: إذا أرادت إيران القيام بعملية عسكرية في سوريا، فستواجه عدة احتمالات، وهو ما أشار إليه مجيدي بقوله: “إيران لم تكن على علم مسبق بالهجوم وفوجئت به، كانت المشكلة الأساسية أن إيران، على الرغم من محاولتها التكيف بعد هذه المفاجأة الكبرى، لم تتمكن من مواكبة سرعة التطورات، لذلك، لم نقدم على أي خطوة أخرى.
وأضاف: ولكن إذا قررنا القيام بعمل عسكري وميداني، فالسؤال الأساسي هو: كيف يمكننا نقل القوات؟ إذا كان نقل القوات يتم عن طريق البر، فهناك خطر أن تستهدفها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، موقف العراق في هذا الشأن غير واضح؛ هل سيسمح العراق بذلك أم لا؟ وإذا تم الهجوم جوًا، فسيكون الخطر أكبر، لأن إسرائيل قد لا تسمح بمثل هذا العمل، هذا هو الفرق بين الظروف الحالية وظروف عام 2012.
هناك عامل آخر جديد يبرز هنا، وهو أننا لا نعرف بالضبط حجم القوات التي يمكننا إرسالها، لأن هذا الأمر قيد الدراسة الجادة بالنسبة لنا، ليس خيالاً القول بأن التساؤل قائم حول ما إذا كان الدور سيأتي على طهران بعد دمشق، أم لا؟.”
كيفية تعامل إيران مع هذه الأزمة؟
علق مجيدي على كيفية تعامل إيران مع هذه الأزمة قائلاً: “المشكلة التي تواجه إيران الآن أصبحت أكثر تعقيدًا، حدثت مفاجأة كبيرة، ومن بعدها كانت سرعة التطورات عالية لدرجة أن الإيرانيين، عندما كانوا يحاولون التوصل إلى نتيجة ما، كانوا يُفاجأون بأن الوضع قد تغيّر خلال فترة اتخاذ القرار.
وتابع لهذا السبب، مع تغيّر الوضع، يطرح السؤال ما إذا كان ينبغي اتخاذ قرار جديد مرة أخرى أم لا، أحيانًا، سرعة التحولات تجاوزت وتيرة عملية اتخاذ القرار لدى المسؤولين في طهران.
في ظل هذه الظروف، باتت السلطات في إيران تشكك في أجهزة الاستخبارات وتحليلاتها، وبشكل طبيعي، في مثل هذه الأوضاع، تتجه هذه السلطات نحو خيارات أقل خطورة وتبحث عن حلول تكون ذات مخاطر محدودة للغاية.”