تناول الأكاديمي الإيراني أمير دبيري في حديثه لـ” زاد إيران” ملفات تحسين العلاقات مع السعودية وكذلك وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالإضافة إلى ملف الانتخابات الرئاسية في إيران.
هل يمكن تحليل مشهد جنازة الرئيس الإيراني والإشارة إلى ما يدل عليه هذا الأمر من شعبية؟
إبراهيم رئيسي كان رئيساً للدولة الإيرانية لمدة 33 شهراً. لكن منذ عام 2017، كان ينتظر الوصول إلى كرسي الرئاسة كممثل لجزء من المجتمع الديني في إيران وفي 2017، خسر أمام حسن روحاني، لكن حصوله على 16 مليون صوت أظهر أن لديه قاعدة اجتماعية، وأنه إذا لم يكن هناك منافس جدي في الانتخابات، يمكنه أن يحصل على الرئاسة.
هذا ما حدث في عام 2021، حيث حصل على 18 مليون صوت وأصبح رئيساً للدولة، ولكن في الواقع، الحكومة كانت تحت سيطرة المحافظين. هذا التيار يعارض بشدةٍ تحسين العلاقات مع الغرب، ويدعم القيود الثقافية والاجتماعية والتشدد ضد النساء، ولا يملك فكرة خاصة عن الاقتصاد، مما أدى إلى فشل حكومة رئيسي خلال السنوات الثلاث الماضية، رغم جهود رئيسي الكبيرة وإخلاصه، لكن حكومته لم تُحقق النتائج المرجوة.
وقد كتبت في مقال أن البلاد كانت على حافة الفشل الكامل قبل وفاة رئيسي، والآن هناك أمل في أن تغيير الرئيس والحكومة قد يُحدث بعض الانفراج النسبي في السياسة الإيرانية.
بالطبع، هذا التغيير يعتمد على رأي وإرادة القائد الأعلى. مستوى المشاركة السياسية في الانتخابات، يعتمد أيضاً على هذا الأمر، بمعنى أنه إذا تم خلق جو تنافسي، فستكون المشاركة عالية، وإلا فستكون منخفضة.
هل تعتقد أن وفاة الرئيس الإيراني ستؤثر على دعم إيران للمقاومة في فلسطين ولبنان؟
لا، لن يكون هناك تأثير كبير. قضايا السياسة الخارجية، ومن ضمنها قضية فلسطين، تُتابَع وتُنفذ بإشراف وتوجيه القائد الأعلى. في الجانب السياسي، تتولى وزارة الخارجية هذه السياسة، وفي الجانب العسكري، يتولاها الحرس الثوري، والرئيس يلعب فقط دور الداعم، ولا يفرق سواء كان الرئيس خاتمي أو أحمدي نجاد أو روحاني أو رئيسي. بالطبع، كان لرئيسي دور أكبر، بطبيعة الحال.
كيف تحلل تقرير التحقيق الأولي عن وفاة رئيسي، وكيف ترى الحديث عن مسؤولية إسرائيل عن الحادث؟
من المستبعد جداً أن يكون لإسرائيل دور تخريبي في هذا الحادث، لأن تجربة المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل أظهرت أن الإسرائيليين لا يملكون الاستعداد والقدرة على مواجهة إيران. للأسف، أسطول الطيران الإيراني تأثر بالعقوبات الأمريكية وأصبح قديماً وضعيفاً، ولا يمكن استبعاد وقوع حوادث مشابهة.
ستجري إيران انتخابات رئاسية في غضون أسابيع قليلة.. ما هي توقعاتك لعملية الانتخابات ونسب الحضور؟
إن آلية تولي منصب الرئيس في الجمهورية الإسلامية أكثر تعقيداً، وانتخاب الرئيس في إيران هو في الواقع متعدد المراحل ونوع من الانتخابات على الطراز الإيراني، واختيار الشعب في المرحلة الأخيرة.
هل تعتقد أن الانتخابات الإيرانية قد تُفاجئ بوصول شخصية سياسية إيرانية غير تقليدية إلى رئاسة الجمهورية؟
لا، لا أعتقد ذلك منذ فترة طويلة تم تحديد مسار الانتخابات في إيران بحيث لا تكون هناك نتائج غير متوقعة. وهذه السياسة أصبحت واضحة جداً لدرجة أن الانتخابات فقدت أهميتها السابقة، ومن ثم انخفضت المشاركة، ووصلت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات البرلمان بطهران إلى رقم غير مسبوق.
بالعودة إلى العلاقات الإقليمية لإيران، كيف ترى تأثير وفاة الرئيس الإيراني على العلاقات الإقليمية لإيران، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن؟
ليس لها تأثير كبير، تحسين العلاقات مع دول الجوار، يكون من أجل الالتفاف على العقوبات الأمريكية، سياسة أساسية لإيران يديرها القائد الأعلى بالطبع، تحسين العلاقات مع الجيران سياسة عقلانية ومدروسة ومفيدة.
في الفترة الماضية، حققت إيران نتائج جيدة في المفاوضات مع السعودية.. كيف ترى تأثير وفاة الرئيس الإيراني على مستقبل العلاقات مع السعودية؟
أعتقد أنه إذا أصبح علي لاريجاني رئيساً، فإن العلاقات الخارجية لإيران، خاصة مع السعودية، ستتحسن بشكل أفضل مما هي عليه الآن. علي لاريجاني يفهم جيداً أهمية ودور السياسة الخارجية في دفع السياسات الداخلية وتحسين الوضع الاقتصادي، ويحظى بدعم كبير من النخب السياسية والاقتصادية في هذا الشأن.
كيف تتوقع مسار المفاوضات بخصوص الملف النووي بعد وفاة الرئيس الإيراني؟
كانت حكومة رئيسي في المفاوضات الدولية، خاصة بشأن الاتفاق النووي والقضايا النووية، متحفظة للغاية ومن ثم غير ناجحة، وربما كان خلق الجمود الداخلي نتيجة لهذا الفشل. أعتقد أن القيادة والنظام السياسي قد توصلا إلى نتيجة، مفادها أنه يجب تحقيق انفتاح في الداخل والخارج. في حين تُقيَّم المفاوضات التي جرت في عُمان، بين إيران والولايات المتحدة في هذا الإطار.