كتب – حسن قاسم
تسعى إيران في الوقت الحالي من خلال تحركاتها الدبلوماسية إلى إثبات أحقيتها في الرد على نظام الاحتلال بعد أن انتهك سيادتها وأمنها القومي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية”، الذي كان ضيفًا لإيران يوم الأربعاء ٣١ يوليو/ تموز ٢٠٢٤ بعد أن سافر إلى طهران من أجل المشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان.
وفي الوقت نفسه، تسعى إيران في إطار تحركاتها الدبلوماسية على الصعيد الإقليمي والدولي ومن خلال الاتصالات الهاتفية التي أجراها القائم بأعمال وزارة خارجية إيران “علي باقري” بنظرائه في الشرق الأوسط وأوروبا إلى معرفة انطباعات الدول تجاه نظام الاحتلال وأمريكا، وكذلك الحصول على تأييد ودعم من أكبر عدد من الدول حال نشوب حرب بين إيران ونظام الاحتلال؛ حتى لا تصبح إيران وحيدة في ميدان المعركة وتتعرض لخسارة فادحة.
باقري في السعودية
وفقًا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الإيرانية “الجمهورية الإسلامية” بتاريخ ٧ أغسطس/ آب ٢٠٢٤، فقد سافر القائم بأعمال وزير خارجية إيران “علي باقري” إلى جدة من أجل المشاركة في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي.
ويتضمن جدول أعمال هذا الاجتماع الطارئ التحقيق في استمرار جرائم الكيان ضد الشعب الفلسطيني وأبعاد عدوان نظام الاحتلال باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية”، وانتهاك سيادة إيران وأمنها القومي من قبل هذا النظام. وسيعقد هذا الاجتماع بعد الجهود المكثفة وتحركات إيران الدبلوماسية من خلال مشاورات واتصالات عديدة بين القائم بأعمال وزارة خارجية إيران “علي باقري” والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي “حسين إبراهيم طه”، ووزراء خارجية الدول الأعضاء في هذه المنظمة.
وفي إطار التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها إيران في الوقت الحالي، أجرى علي باقري اتصالات هاتفية بنظرائه في سويسرا، ومالطا، وسوريا، ومصر، والنمسا وبريطانيا يوم الثلاثاء 6 أغسطس/ آب 2024 بحسب ما نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية الإيرانية اليوم 7 أغسطس/ آب 2024، وشدد خلال هذه الاتصالات على تصميم إيران على استخدام حقها الأصيل والمشروع في حماية الأمن القومي والسيادة وسلامة أراضيها، فضلًا عن إرادة إيران الحاسمة في خلق الردع ضد نظام الاحتلال الذي يسبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة.
الاتصالات الهاتفية التي أجراها باقري مع نظرائه
الاتصال الهاتفي لباقري مع نظيره السوري
أجرى القائم بأعمال وزير خارجية إيران “علي باقري” اتصالا هاتفيا بنظيره السوري “فيصل مقداد” لبحث وتبادل وجهات النظر حول العمل الإرهابي الذي قام به نظام الاحتلال في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية”.
وأوضح القائم بأعمال وزير الخارجية أن نظام الاحتلال أصبح مصدرًا لعدم الاستقرار وانعدام الأمن في منطقة غرب آسيا بأعماله الإجرامية في اليمن وطهران وبيروت، كما تسببت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في عدم الاستقرار في المنطقة من خلال دعمها للأعمال الإرهابية التي يقوم بها الاحتلال.
وأشار باقري إلى قرار إيران باتخاذ إجراءات مشروعة وحاسمة ورادعة ضد نظام الاحتلال، وأكد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تسمح لنظام الاحتلال بجعل استقرار وأمن المنطقة رهن الأهداف والمصالح غير المشروعة للعصابة الإرهابية في تل أبيب.
وخلال هذه المحادثة الهاتفية، أدان وزير الخارجية السوري “فيصل مقداد” بشدة الأعمال الإرهابية التي يقوم بها نظام الاحتلال، وأكد دعم سوريا الشامل والدائم لجمهورية إيران الإسلامية.
الاتصال الهاتفي لباقري مع نظيره المصري
بحث علي باقري في اتصال هاتفي مع نظيره المصري “بدر عبد العاطي” تداعيات العمل الإرهابي الذي قام به نظام الاحتلال باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية”، وعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في هذا الصدد.
وأشار القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري، إلى عقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة بشأن التحقيق في جرائم نظام الاحتلال بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية، وانتهاك الأمن القومي وسيادة إيران، باعتبارها عضوًا في منظمة التعاون الإسلامي من قبل نظام الاحتلال، وأعربت جمهورية إيران الإسلامية عن أملها في أن يكون اجتماع منظمة التعاون الإسلامي مفيدًا وفعالًا للعالم الإسلامي والقضية الفلسطينية، وأن يتمكنوا من الحد من وحشية نظام الاحتلال بآليات التهديد والعقاب.
وبالإشارة إلى نهج الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية في عدم إدانة العمل الإرهابي للكيان في اغتيال هنية، أشار علي باقري إلى أن نظام الاحتلال هو السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وتعمل إيران بردها الحاسم على التغلب على انعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأشار وزير خارجية مصر “بدر عبد العاطي” إلى أن إجراءات نظام الاحتلال تزيد من حدة التوتر في المنطقة وعدم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الأراضي المحتلة، وأكد على أن مصر قد حذرت كل الأطراف الأوروبية والأمريكية من الأعمال الخطيرة التي يقوم بها نظام الاحتلال، وأعرب عن أمله في الحد من التوترات في المنطقة واستتباب الأمن.
الاتصال الهاتفي لباقري مع نظيره النمساوي
ناقش علي باقري في اتصال هاتفي مع وزير خارجية النمسا “ألكسندر شالنبيرغ” الأعمال العدوانية والإرهابية التي يقوم بها نظام الاحتلال، والتي أدت إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس “إسماعيل هنية”.
وأوضح باقري في إشارة إلى انتهاك نظام الاحتلال للسيادة الوطنية والأمن القومي للجمهورية الإسلامية أن بعض الدول الأوروبية قد التزمت الصمت تجاه الأعمال الإرهابية التي يقوم بها نظام الاحتلال في انتهاكه للقانون الدولي، وهذا ما أدى إلى أن غطرسة العصابة الإجرامية الحاكمة في تل أبيب ستؤدي إلى انتشار التوتر وانعدام الأمن في المنطقة.
كما أعرب وزير خارجية النمسا “شالنبيرغ” عن قلقه إزاء تدهور الوضع في منطقة غرب آسيا، وأشار إلى أن النمسا تدعو كافة الأطراف إلى ضبط النفس، وتؤكد النمسا على ضرورة استخدام كافة القدرات الدبلوماسية للحد من التوترات.
وأضاف باقري أن الجانب الأوروبي أغلق عمليًا كافة الطرق الدبلوماسية من خلال عدم إدانة العدوان الإرهابيّ الواضح لنظام الاحتلال ومنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار فعال ورادع ضد هذا الكيان.
الاتصال الهاتفي لباقري مع نظيره السويسري
أعلن وزير خارجية سويسرا عن قلقه إزاء المخاطر الكبيرة الناجمة عن تزايد التوترات في المنطقة وذلك في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عليّ باقري. كما أكد على استخدام الطريق الدبلوماسي لحل الأزمة.
وأشار “إجنازيو كاسيس” إلىبأنه أكد في هذه المكالمة الهاتفية على التزام سويسرا بإعطاء الأولوية لضبط النفس واتباع مسار دبلوماسي للحد من التوترات.
وزاد النظام الصهيوني من حدة التوتر في المنطقة باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي كان ضيفًا في طهران. وردًا على هذه التدابير، أعلنت جمهورية إيران الإسلامية أنها تعتبر “التعطش لدماء” إسماعيل هنية حقًا لها وأن “عقوبات صارمة” ستلحق بنظام الاحتلال.
الاتصال الهاتفي لباقري مع نظيره البريطاني
أشار علي باقريّ بخصوص تطورات المنطقة، إلى الأعمال العدوانية والإرهابية التي يقوم بها نظام الاحتلال في المنطقة، والتي شملت غزو لبنان والهجوم على المنازل السكنية في بيروت، وانتهاك سيادة الأراضي الإيرانية واستشهاد الضيف الرسمي لإيران إسماعيلَ هنية، موضحًا أن نظام الاحتلال هو العامل الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة.
وذكر باقري أنه بعد جريمة اغتيال إسماعيل هنية التي ارتكبها نظام الاحتلال وانتهاك الأمن القومي الإيراني وانتهاك الاستقرار الإقليمي، أهدرت الأطراف الأوروبية أول فرصة للدبلوماسية بالتقاعسِ وحتى عدم إدانة هذا العمل الذي ينتهك السلام والأمن الدولي. وفي الوقت نفسه، أكد على أن عرقلة المسار الدبلوماسي من قبل الأوروبيين لن يكون له أي نتيجة سوى تشجيع نظام الاحتلال على مواصلة الأنشطة الإرهابية وتعزيز عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة.
وشدد باقري على أنه لن تسمح أي دولة – بما في ذلك إيران – بالمساسِ بأمنها القومي ووحدة أراضيها وسيادتها الوطنية. وأكد على عدم فاعلية مجلس الأمن الدولي وتورطه هو وأمريكا وبعض الدول الأوروبية في ما يحدث في الشرق الأوسط من اضطرابات وانعدام الأمن والاستقرار.
وطلب ديفيد لامي من باقري ضبط النفس، وأوضح أن اغتيال إسماعيل هنية هو خطوة إلى الوراء في طريق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أن إسرائيل ولبنان على مشارف الحرب، وإذا لم يتم ضبط النفس سينتج عن ذلك نتائج كارثية ليست في مصلحة أحد.