قال السفير الباكستاني لدى إيران محمد مدثر تيبو في حوار مع صحيفة طهران تايمز يوم الأربعاء 17 يوليو/تموز 2024، إنه واثق من متانة العلاقات بين إيران وباكستان، معربًا عن اعتقاده بأن التعاون سيستمر في النمو تحت قيادة الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا مسعود بزشكيان.
وأكد أهمية المكالمة الأخيرة بين بزشكيان ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والتي جاءت بعد أيام قليلة من فوز السياسي الإيراني في انتخابات 5 يوليو/تموز، مشيرًا إلى أنها دليل على عمق العلاقات الثنائية.
النص الكامل للمقابلة:
آخر مرة تحدثنا فيها معكم كانت في عهد الرئيس الراحل رئيسي. والآن لدينا رئيس منتخب جديد تحدث إلى رئيس وزراء باكستان بعد وقت قصير من فوزه في انتخابات 5 يوليو. ما هي توقعاتكم لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين في ظل القيادة الجديدة في إيران؟
إن إيران لديها مستقبل واعد للغاية. وكما تعلمون، فإن رئيس الوزراء المحترم شهباز شريف مهتم بشدة بتعزيز وتوسيع العلاقات الباكستانية مع إيران. وقد رحب بحرارة شديدة بالرئيس رئيسي أثناء زيارته لباكستان وتعهد كلاهما بتعميق العلاقات بين البلدين. وبعد تولي الدكتور بزشكيان منصبه مباشرة، كانت هناك مكالمة هاتفية بينه وبين رئيس الوزراء شريف. وحقيقة أن هذه المكالمة كانت واحدة من أولى المكالمات بين الدكتور بزشكيان وزعيم أجنبي تُوضح التزام الجانبين بتعزيز هذه العلاقات المهمة للغاية. وتخطط القيادة في البلدين لزيادة حجم التجارة وتعزيز العلاقات بين الشعبين، فضلاً عن ترسيخ العلاقات الدبلوماسية. لذا، أعتقد أن العلاقات بين إيران وباكستان سوف تتوسع بشكل أكبر في المستقبل.
كانت زيارة الرئيس رئيسي إلى باكستان في أبريل/نيسان إحدى زياراته الخارجية الأخيرة والتي جرت قبل شهر تقريبًا من وفاته المأساوية. وقد وقع الرئيس رئيسي ورئيس الوزراء شريف على خارطة طريق للتعاون خلال الرحلة. يرجى إخبارنا بالخطوات الملموسة التي تم اتخاذها حتى الآن وما هي الفوائد المحتملة التي ترونها للعلاقات الإيرانية الباكستانية الناجمة عن هذه الخارطة.
إن البيروقراطية تحتاج إلى وقت. وتحتاج خريطة الطريق إلى وقت لتنفيذها، ولكن الأهم من ذلك هو الالتزام السياسي والاستراتيجي ووجهات نظر القادة. إن وجهات نظر رئيس الوزراء المحترم شريف واضحة للغاية، وكذلك وجهات نظر القيادة الإيرانية. لقد وقعنا ما يقرب من ثماني اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات واسعة النطاق بما في ذلك الاقتصاد والأمن والتجارة والصحة. وأعتقد أنه في غضون الأشهر والسنوات القليلة القادمة، سوف تشهدون تطورات ملموسة للغاية. وكما تعلمون، في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، اختتمت اللجنة التجارية الحدودية المشتركة الحادية عشرة بين إيران وباكستان في مدينة زاهدان. وكان أحد العناصر الرئيسية للاجتماع هو أن تعمل الحكومات على تحسين المرافق على الحدود حتى تتمكن التجارة من التحسن. وإلى جانب هذه اللجان المشتركة، تجري مشاورات مكثفة بين الدولتين حول مجموعة من الشؤون بين القادة السياسيين والاقتصاديين والعسكريين. وكل هذه علامات على أننا نحرز تقدماً جيداً للغاية.
تتمسك باكستان بحقها في تبادل الطاقة مع إيران على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لمشروع خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان. ما هي الخطط الملموسة التي وضعتها باكستان للتغلب على هذه المعارضة وتنفيذ المشروع؟
من المهم للغاية أن ندرك أن باكستان دولة ذات سيادة وستتخذ كل قرار بما يخدم مصالحها. ونحن نولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا الثنائية مع إيران كما تعلمون. وفيما يتعلق بخط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان، فإننا نجري مفاوضات بناءة. ونتبادل الآراء ونحاول دراسة مختلف الوسائل. لذا، فأنا متفائل بأننا سنتوصل إلى نتيجة قريبًا.
على الرغم من العلاقات السياسية والاقتصادية القوية، فإن التبادل الاجتماعي والثقافي بين إيران وباكستان يظل محدودًا. ما هي الاستراتيجيات التي توصي بها لسد هذه الفجوة وتعزيز التفاهم بين البلدين؟
وهذا هو الأمر الذي أهتم به كثيراً. وأعتقد أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتقنا نحن المسؤولين الحكوميين. وبطبيعة الحال، فإن المؤسسات الأكاديمية والجامعات تتقاسم المسؤولية أيضًا. ويتعين علينا أن نركز على كيفية جمع شعبي معاً، وخاصة في ضوء حقيقة أن لدينا روابط تاريخية عميقة للغاية. وقد حاولت اليوم أن أتحمل جزءاً من مسؤولياتي من خلال المجيء إلى هنا والتحدث إلى قيادة صحيفة طهران تايمز. وقد أجرينا مناقشات واسعة النطاق وحاولنا أن نفهم بعضنا البعض. لذا فإن جزءاً من الاتفاق يتلخص في زيادة التفاعل بين الجانبين.
وهناك مجال آخر بالغ الأهمية وهو السياحة. ولدينا إمكانات هائلة في هذا الصدد، حيث تتمتع بلدانا ببركات عظيمة. فباكستان بلد جميل للغاية، وكذلك إيران. وكلا البلدين غني بالتاريخ والثقافة. وما يتعين علينا القيام به كحكومتين هو إلهام الناس وتثقيفهم حول نقاط القوة في البلدين. ويتعين علينا أيضًا أن نخبرهم بالمزيد عن التاريخ وكيف قدم كل منا مساهمات عظيمة في رفاهة الآخر.
ما هو تقييمكم للوضع الحالي في أفغانستان؟ وكيف يمكن للتعاون بين إيران وباكستان أن يساهم في تحقيق الاستقرار هناك؟
تسعى كل من إيران وباكستان إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وتعزيز السلام والتنمية في أفغانستان. ولا بد لي من القول إنه استناداً إلى أهدافنا المشتركة، فإن طهران وإسلام آباد تتعاونان بشكل بناء بشأن أفغانستان وتتشاوران بشأن القضايا المتعلقة بالاستقرار هناك.
ما هو موقف باكستان من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها باكستان، إن وجدت، لمساعدة الشعب الفلسطيني؟
لقد قدمنا المساعدات الإنسانية لأهل غزة، وفي الوقت نفسه أظهرنا دعمنا الدبلوماسي القوي في كافة المحافل الدولية لدعم الفلسطينيين. لقد طالبنا مراراً وتكراراً باحترام القانون الدولي، وأعربنا عن موقفنا الداعي إلى ضرورة إنهاء الحرب. كما تواصلنا مع إيران في هذا الشأن عدة مرات. إن باكستان لديها مخاوف جدية بشأن الوضع في غزة، وستحاول المساعدة في حل هذه القضية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.