السعيد: التصعيد مستمر، والرد الإيراني لن يكون مباشراً
إيهاب نافع: استهداف القيادات الإيرانية لن يتوقف
العناني: إسرائيل تستهدف القوات الإيرانية خوفاً من تهديد وجودها في المنطقة
كتبت: إيناس أنور
تظل الحرب بين إيران وإسرائيل مشتعلة بالمنطقة، لكنها غير معلنة، فلم تكن المرة الأولي التي تستهدف فيها إسرائيل القيادات الإيرانية، حيث أفادت وسائل إعلام إيرانية باستهداف إسرائيل عسكريين إيرانيين غربي حلب في سوريا، وهو ما أدى إلى مقتل المستشار الإيراني سعيد أبيار، وهو أحد كبار مستشاري الحرس الثوري الإيراني.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية، بمقتل سعيد أبيار في هجوم إسرائيلي عنيف على ريف حلب الشرقي، في حين تم كشف معلومات عن علاقته بحزب الله، وعلاقة قائد “فيلق القدس” إسماعيل قآني، بالمكان الذي استُهدف في سوريا.
– إيران تتوعد إسرائيل بعد مقتل سعيد أبيار
وعلى صعيد آخر، جاء ردُّ الجمهورية الإيرانية عبر تهديدات أطلقها قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الذي قال: “إن إسرائيل ستدفع في وقت قريب، ثمن جريمة استهداف أحد مستشاريها العسكريين في حلب” .
جدير بالذكر، أن” أبيار “هو أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وكان “مسؤولاً عن الإشراف على جزء من العمليات العسكرية والتنسيق بين الفصائل المسلحة المدعومة من إيران”. وهو أيضاً من بين المستشارين العسكريين الذين يقدمون الدعم لـ”حزب الله”.
ولكن يبقى السؤال: هل تتنازل إيران عن حقها وتصمت أمام أفعال الاحتلال الإسرائيلي، أم سنرى رداً من جانب الجيش الإيراني لردِّ الاعتبار؟
وللإجابة عن هذا السؤال، تواصل موقع “زاد إيران” مع عدد من الباحثين المتخصصين بالشأن الإيراني؛ لكشف تفاصيل الحادث، ومعرفة الرد المنتظر من قبل الجانب الإيراني على الأفعال الإسرائيلية.
أكد علاء السعيد، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن أدوات الردع من الجانب الإيراني تجاه إسرائيل لن تكون بشكل مباشر كما حدث في القنصلية السورية.
وأضاف السعيد، في تصريحاته لـ”زاد إيران”، أن الجانب الإيراني لا يريد أن يدخل في حرب مرة أخرى؛ في ظل الاستنزاف الاقتصادي الذي يمر به في الفترة الحالية، حيث تشكل الحروب تكاليف باهظة اقتصادياً.
وتابع أن السياسة الإيرانية في ظل ما تمر به الدولة في الفترة الحالية- سواء الانتخابات الرئاسية أو المشاكل الاقتصادية- لن تتبنى رداً مباشراً على إسرائيل، لكنها ربما تقوم بعمليات نوعية تتمثل في تعطيل بعض المصالح الحكومية داخل تل أبيب، من خلال الهجمات السيبرانية.
وأردف أن الاشتباك المباشر بين الجانبين الإيراني والإسرائيلي بسبب استهداف إسرائيل أحد أفراد القيادات الإيرانية، لن يحدث ولن تعمل إيران على الرد المباشر في ذلك التوقيت؛ وذلك تفادياً من الجانب الإيراني لأي رد فعل أمريكي.
الاستهدافات الإسرائيلية لقيادات إيران لن تتوقف
وفي السياق ذاته، أكد إيهاب نافع، الباحث في الجماعات المسلحة، أن الصراع الإيراني الإسرائيلي صراع عميق ومتشابك، ولذلك مسألة الاستهدافات المضادة من كلا الجانبين ستظل دائمة.
وأضاف نافع في تصريحاته لـ”زاد إيران”، أن مسألة الاستهدافات الإسرائيلية للقيادات الإيرانية لن تتوقف، طالما تدرك إسرائيل وتؤمن بأن إيران وراء التهديد الحاصل لها، بخلاف تمويلها لفصائل المقاومة ضد مصالحها الشخصية.
وأشار الباحث في الجماعات المسلحة، إلى أن الرد الإيراني ما كان إلا “رداً مسرحياً” وفق تعبيره، فبعد الاعتداء على القنصلية الإيرانية في سوريا، لم يكن الرد الإيراني على قدر الحدث، لكنه استطرد بالقول: “إيران ستظل تستخدم أذرعها في المنطقة عن طريق وكلائها من التيارات وفصائل المقاومة، للرد على إسرائيل بالمنطقة”.
إسرائيل تستهدف القوات الإيرانية؛ خوفاً من تهديد وجودها في المنطقة
من جهته، يقول الدكتور أحمد العناني الباحث في الشؤون الإيرانية والشرق الأوسط، أن إسرائيل ستستمر في سيناريو التصعيد ضد إيران، خاصةً تلك التمركزات الإيرانية الموجودة داخل سوريا، فالجانب الإسرائيلي يرى أنه لا بد من استهداف القيادات الإيرانية من وقت لآخر، في ضربات غير معلنة.
وأكد عناني في تصريحاته لـ”زاد إيران”، أن هذه الاستراتيجية التي ينتهجها الجانب الإسرائيلي ثابتة ومستمرة، حيث ترى الحكومة الإسرائيلية أن القوات الإيرانية الموجودة في الداخل السوري، تعد مصدر تهديد ضدها، خاصةً تلك التي توجد بالقرب من الجولان المحتلة.
وأضاف الخبير بالشؤون الإيرانية، أنه بالتأكيد ستتخذ إيران موقفاً حيال الأفعال الإسرائيلية، وبالفعل بدأت التهديدات من الحرس الثوري الإيراني، مفادها أن الأمر سيكون له رد فعل، كما جاءت التصريحات على لسان “فيلق القدس”.
وتابع أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل القيادات الإيرانية، فهذه السياسة قد “اعتدناها مسبقاً في ظل التصعيد الإيراني المتبادل مع الجانب الإسرائيلي”، كما حدث سابقاً سواء في ريف حلب أو ريف الرقة أو محيط مطار دمشق، وهذا من خلال استعلام النظم الاستخباراتية الأمريكية التي تجوب جميع الأماكن، بوجود عدد كبير من الحرس الثوري الإيراني مقيمين في الداخل السوري أو بعض القوات الشيعية التي تأتي من إيران أو من سوريا أو من لبنان وغيرها.