كتب: ربيع السعدني
مع اقتراب موعد الجولة الثانية من المحادثات بين طهران وواشنطن، السبت 19 أبريل/نيسان 2025 في روما، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة تتعلق بإيران.
في وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي (16 أبريل/نيسان 2025) فرضت واشنطن عقوبات جديدة تستهدف ناقلات النفط المرتبطة بإيران.
وأضافت وزارة الخزانة الأمريكية 7 شركات شحن و5 سفن تحمل علمي بنما والكاميرون إلى قائمة العقوبات.
30 ناقلة نفط على القائمة
وأدرجت الوزارة 30 سفينة وناقلة ترفع أعلام بنما والكاميرون وغامبيا وأنتيغوا وبربودا وبالاو وبربادوس وجزر كوك وجزر مارشال، من بين دول أخرى على قائمة العقوبات المتعلقة بإيران.
وزعمت وزارة الخزانة الأمريكية أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية فرض أيضا عقوبات على كيانين مقرهما الإمارات العربية المتحدة وكيانين مقرهما الهند يمتلكان ويديران سفن تنقل النفط الإيراني نيابة عن شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC) والقوات العسكرية الإيرانية.
وجاء في البيان المزعوم أن سفن “برار” تشارك في نقل النفط الإيراني على أساس سفينة إلى سفينة في مياه العراق وإيران والإمارات العربية المتحدة وخليج عمان وتنتهي هذه الشحنات بعد ذلك في أيدي وسطاء آخرين يقومون بخلط النفط أو الوقود مع منتجات من بلدان أخرى ويقومون بتزوير وثائق الشحن لإخفاء الارتباط بإيران، مما يسمح لهذه الشحنات بالوصول إلى السوق الدولية.
وفي أعقاب فرض هذه العقوبات على إيران، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن جميعها سيتم تنفيذها بالكامل كجزء من حملة الضغط الأقصى، وأن ترامب ملتزم بخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، وأعلنت أيضا فرض عقوبات على مصفاة نفط صينية لشرائها نفطا خاما من إيران بقيمة تزيد على مليار دولار.
ما الأسباب؟
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على عدد من ناقلات النفط ومصفاة صينية بسبب “شرائها وبيعها وتسهيل تصدير النفط الإيراني، واستخدامها سفنا خاضعة للعقوبات”.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية أيضا: “إن الإجراء الذي تم اتخاذه اليوم يأتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 2023، الذي يستهدف قطاعي النفط والبتروكيماويات في إيران، وهو الإجراء الثاني الذي يتخذه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية ضد مصفاة صغيرة اشترت النفط الخام الإيراني”.
وهذه هي أيضا بحسب تقرير وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، الجولة السادسة من العقوبات التي تستهدف مبيعات النفط الإيرانية منذ أن أصدر الرئيس مذكرة الأمن القومي رقم 2 (NSPM-2)، وهي حملة لممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على إيران.
يأتي ذلك تماشيا مع سياسة واشنطن العدائية والمؤسسية ضد طهران، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” نقلا عن بيان نشرته وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني، فقد تم فرض عقوبات على عدة ناقلات نفط إيرانية، ومصفاة صينية، وعدد من الشركات بسبب “شراء وبيع وتسهيل تصدير النفط الإيراني”.
تهديدات وزير الخزانة الأمريكي
وفي هذا الصدد، زعم وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، كما نقلت وكالة “مهر” للأنباء، أن “أي مصفاة أو شركة أو وسيط يقرر شراء النفط الإيراني أو تسهيل التجارة في النفط الإيراني يعرض نفسه لخطر جدي”.
كما أن الولايات المتحدة على حد قوله، “ملتزمة بتعطيل تجارة جميع الجهات الفاعلة التي تدعم سلسلة توريد النفط الإيرانية التي تستخدمها طهران لتزويد الإرهابيين ووكلائها”.
إضافة إلى توقيت العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران، والتي تأتي عشية بدء الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، فإن هذا الإجراء يستند إلى اتهامات لا أساس لها من الصحة ضد إيران، ويهدف إلى تكثيف حملة الضغط القصوى الفاشلة التي يشنها الرئيس ترامب.
وبحسب بيان الخزانة الأمريكية، أعلنت استهداف أربع ناقلات نفط وعدد من شركات الشحن في بنما وماليزيا وهونغ كونغ، وتم فرض هذه العقوبات على خلفية اتهامات بمشاركة هذه الكيانات والسفن في شراء وبيع النفط الإيراني.
خفض صادرات النفط إلى الصفر
وفي هذا الإطار أدلى وزير الخزانة الأمريكي الذي تعرض لانتقادات واسعة بسبب الحرب الاقتصادية التي تشنها بلاده على الصين ودول أخرى حول العالم، بتصريحات تهديدية ضد إيران، مدعيا: “نحن مستعدون لخفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر من خلال أقصى قدر من الضغط” وزعم بيسنت أيضا: “أي مصفاة أو شركة أو وسيط يقرر شراء النفط الإيراني أو تسهيل تجارة النفط الإيراني يُعرّض نفسه لخطر جسيم. نحن مستعدون لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لخفض صادرات إيران إلى الصفر- المستوى الذي تستحقه- ولحماية أمريكا”.
بداية العقوبات
في وقت سابق أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أمله في التوصل إلى اتفاق مع إيران، لكنه منذ يوم 4 فبراير/شباط 2025، بتوقيعه مذكرة أعاد إحياء سياسة الضغط القصوى ضد طهران أنه مستعد للتحدث مع الرئيس الإيراني.
وأكد أنه “تردد” في التوقيع على المذكرة، وقال: “هذا أمر صعب للغاية بالنسبة لإيران، وآمل أن لا نضطر إلى استخدامه كثيرا وعلينا أن نرى ما إذا كان بوسعنا التوصل إلى اتفاق مع طهران”.
وتأتي الإجراءات العدائية والتصريحات المهينة التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد إيران في الوقت الذي ستعقد فيه الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة يوم السبت 19 أبريل/نيسان 2025 بوساطة عُمانية في العاصمة الإيطالية روما، ويواصل المسؤولون الحكوميون الأمريكيون تكرار تصريحاتهم وأفعالهم المتناقضة، حيث يهددون بالعمل العسكري ويدعون إلى مفاوضات مباشرة مع طهران.