ترجمة: هاجر كرارة
موضوع رفع الحظر المفروض على بعض المواقع والخدمات الإلكترونية في إيران موضوع معقد ومتشابك، ويحمل في طياته العديد من التحديات والآثار، وعلى الرغم من المعارضة القوية، فإن هناك توجها حكوميا نحو رفع الحظر، مما يشير إلى أهمية هذا الموضوع وتأثيره على مستقبل إيران.
نشر موقع “خبر أونلاين” تقريرا مفصلا حول موضوع إلغاء الحظر على بعض المواقع والخدمات الإلكترونية، جاء فيه:
خلال حملته الانتخابية، كشف مسعود بزشكيان بوضوح، عن نيته رفع الحظر عن المواقع المحجوبة بعد فوزه بالانتخابات. ومنذ تشكيل حكومته، واجه “بزشکیان” سؤالا متكررا أكثر من أي مسألة أخرى، حتى القضايا الاقتصادية، وهو متى سيتم رفع الحظر؟
وليس هو وحده، بل جميع أعضاء الحكومة كانوا يضطرون، كلما واجهوا أسئلة الصحفيين، إلى التحدث عن قرارات الحكومة لرفع الحجب. وفي هذا السياق، كان وزير الاتصالات والمتحدث الرسمي باسم الحكومة يتعاملان مع قضية الحظر أكثر من بقية أعضاء الحكومة.
انتقاد “ضرغامي” لكسب المال من بيع برامج تخطي الحظر
قال عزت الله ضرغامي، الرئيس السابق للتلفزيون الإيراني والعضو الحالي بالمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، في حوار له مع إذاعة طهران، إنه ينتقد بشدةٍ تجارة برامج تخطي الحجب (رفع الحظر). وأضاف: “بصفتي عضوا في المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، أطرح آرائي بكل صراحة ووضوح في الاجتماعات، وعادةً ما تكون مؤثرة. اليوم، لم يعد هناك أي حجب فعلي، بل أصبحنا أسرى لبرامج رفع الحظر التي تحولت إلى تجارة مربحة”.
وأضاف قائلا: “خلال زيارتي لمعرض للحرف اليدوية، سألت العارضين عن كيفية تسويق منتجاتهم والتواصل مع العملاء، فذكر جميعهم، دون استثناء، التطبيقات ممنوعة في بلادنا. وقد ذكرت في اجتماع، أن الناس مجبرون على دفع مزيد من المال لشراء برامج رفع الحظر؛ حتى يتمكنوا من بيع إناء فخاري على سبيل المثال”.
وأكد العضو في المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني قائلا: “لقد شعرت بالإحباط الشديد في الأشهر والسنوات السابقة، بسبب عدم تنفيذ عديد من الأعمال التي كان يجب القيام بها”. وردا على سؤال المذيع حول إمكانية حدوث تغيير في هذا الصدد، انتقد “ضرغامي” بيع برامج رفع الحظر وقال: “إن الأحداث في البلاد ستتوافق بالتأكيد مع المطالب المشروعة للشعب في الوقت المناسب وبشكل صحيح”.
رواية “سرافراز” عن عجزه عن مقاومة الإنترنت
محمد سرافراز، الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وعضو المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، هو أحد المعارضين لسياسة الحظر والفلترة، في حوار مع وكالة أنباء “خبر أونلاین”، صرح قائلا: “إن ما يشغل بال المسؤولين حاليا هو ما إذا كانوا سيقومون بإلغاء الحظر المفروض على الإنترنت أم لا. فهناك فئة تصر على ضرورة الاستمرار في سياسة الحظر بشكل صارم، ولا تقبل بأي تغيير، في حين يطالب قطاع واسع من الشعب، إضافة إلى نخبة من المثقفين والخبراء، بإلغاء الحظر. والواقع أن هذه السياسة لم تحقق هدفها في إغلاق الشبكات الاجتماعية المستهدفة، بل زادت من عدد مستخدميها، وأدت إلى تضاعف التكاليف المادية التي يتحملها المواطنون.
أضاف الرئيس السابق للتلفزيون الإيراني، أنه يعارض هذا النوع من الحظر، ويرى أن التكنولوجيا، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي واستخدام الإنترنت كوسيلة عالمية للتواصل، تتطور بسرعة لدرجة يصعب مقاومتها، ويشير إلى أن هذه التكنولوجيا تساهم في خفض التكاليف على مستوى العالم، وأن العديد من الأنشطة التقليدية ستختفي، ويدعو إلى ضرورة التخطيط لمواجهة هذه التطورات والتكيف معها، محذرا من مغبة التغاضي عنها والانزلاق في تيارها.
ما الذي يحدث في جلسات المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني؟
الأسبوع الماضي، تم عقد جلسة للمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني، الذي يترأسه الرئيس، وتعتبر هذه الجلسة فرصة لتحقيق أحد وعوده الانتخابية، السؤال المطروح هو: هل سيتم رفع الحظر الواسع المفروض على الفضاء الإلكتروني في إيران؟ قد يكون الإعلان عن أي قرار بهذا الشأن هو الخبر الأبرز في إيران، وربما في العالم.
إذا كان يُعتقد سابقا أن غالبية الأعضاء موافقون على عملية الحجب والحظر، وبالتالي لا يمكن تحقيق أي تقدم، فإن المواقف الأخيرة لـعزت الله ضرغامي ومحمد سرافراز، وهما عضوان في هذا المجلس، تثير الشكوك حول هذا الاعتقاد، هذان العضوان، اللذان يؤثر رأيهما بشكل كبير في جلسات المجلس حسب تصريح أحد أعضائه، قد اقتربا بمعارضتهما من تحقيق مسعود بزشکیان وعده الأول، بشرط أن يسمح المعارضون المتشددون داخل المجلس وخارجه بذلك وأن لا يستطيعوا فرض رأيهم على الآخرين.