ترجمة: دنيا ياسر نورالدين
ناقشت وكالة أنباء “إيسنا” الإيرانية الرسمية، في تقرير لها بتاريخ 5 أبريل/نيسان 2025، مع نائب رئيس لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني سابقا، محمد حسن آصفري، دور الفكر الثوري الإيراني في تشكيل جبهة المقاومة في المنطقة.
تصدير الثورة
أكد محمد حسن آصفري أن إيران قد تمكنت، حتى هذا اليوم، من نشر أيديولوجيتها الثورية في مختلف أنحاء العالم، دون اللجوء إلى الحروب العسكرية. وأضاف أن القوى ذات التمثيل النيابي في المنطقة، والمتمثلة في الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، تقوم بتدريب من وصفهم بـ”أكبر الإرهابيين” وإرسالهم لزعزعة الاستقرار بين شعوب المنطقة.
وذكر آصفري أنه من بين القضايا المؤثرة التي تلت انتصار الثورة الإيرانية، كان نشر الأيديولوجيا الثورية، مؤكدا أن لهذا التوجه تأثيرا بالغا امتد ليشمل دولا غير إسلامية في مجال مناهضة الاستكبار والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
كما أفاد بأنَّ نشر أيديولوجيا الثورة قد أيقظ روح مناهضة الاستبداد في أوساط الشعوب، مشيرا إلى أن هذه الأيديولوجيا قد أفشلت مشروع “من النيل إلى الفرات” الذي كان الاحتلال الإسرائيلي يخطط له قبل انتصار الثورة الإسلامية.
وأشار أيضا إلى أن هذا التوجه الثوري قد خلق روح المقاومة في الشعوب، خصوصًا في الحرب ضد “التيارات التكفيرية وداعش”، التي، رغم الدعم الواسع الذي حظيت به من قبل بعض الحكومات، فشلت في تحقيق أهدافها.
وأشاد آصفري بتأثيرات الأيديولوجيا الثورية، ومن بينها صمود الشعب الفلسطيني أمام الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية قد تمكنت من نشر فكرها دون اللجوء إلى القوة العسكرية، حتى بات تأثيرها ملموسا في مختلف أنحاء العالم، إلى درجة أن الولايات المتحدة والاحتلال قد اعترفوا باتساع النفوذ الإيراني وقوتها الناعمة على مستوى العالم.
لا يمكن القضاء على فكرة المقاومة بالقصف والصواريخ
شدد على أن وصف المقاومة بقوات حروب بالوكالة “محض افتراء”، موضحا أن إيران لم تسلح تلك القوى لتقاتل نيابة عنها، بل إن الأيديولوجيا الثورية هي التي أدت إلى تشكيل جبهة المقاومة ضد الظلم.
وأكد أن هذا الفكر لا يمكن القضاء عليه بالقنابل أو الصواريخ، بل هو فكر باقٍ وينتشر يوما بعد يوم. وأضاف أن من يمتلك قوات نيابية حقيقية هو من يرعى الجماعات الإرهابية.
وأوضح آصفري أن “الجماعات الإرهابية الكبرى” يتم تدريبها في كنف الاحتلال الإسرائيلي، ومن هناك يتم إرسالها إلى الدول الأخرى، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة هي التي أنشأت تنظيم القاعدة، وهي التي دربت هذه الجماعات وزودتها بالمال والسلاح لإثارة الفوضى في الدول الإيرانية.
وأردف قائلا إن الغرب يسعى عبر هذه الفوضى لتحقيق أهدافه في المنطقة، محذرا من أن الهدف من هذه التحركات هو صرف أنظار الشعوب عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن توظيف النفوذ الإيراني والدبلوماسية الدولية يمكن أن يكون له دور فعال في مواجهة سياسة “إيرانوفوبيا” التي تروج لها أمريكا. وأشار إلى أن الغرب يسعى لعزل إيران، ولهذا يجب على إيران تطوير سياستها الخارجية لإفشال هذه المؤامرات.
وفي معرض رده على التهديدات ضد المنشآت النووية الإيرانية، قال آصفري إن أمريكا يجب أن تعي بأنه لا فكر ولا علم يمكن القضاء عليه بالقصف أو التهديد.
وأشار إلى أنه حتى لو أراد أحد بناء سلاح نووي، فبإمكانه فعل ذلك في قبو منزله، لكن إيران أكدت مرارا أنها لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، مشيرا إلى أن إيران كانت من المتضررين من استخدام هذه الأسلحة، في إشارة إلى ما حصل من دعم صدام حسين سابقا بهذه الأسلحة من قبل الدول الخمس زائد واحد. وأضاف أن هذا السلاح لا مكان له في العقيدة الدفاعية الإيرانية.
وأوصى آصفري بأن تسعى أمريكا نحو السيناريو الرابح وهو الحوار مع إيران بدلا من سياسة التهديد والعقوبات التي لم تجد نفعا حتى الآن، داعيا إياها إلى استثمار السوق الإيراني الواعد. وأكد أن قدرات القوات المسلحة الإيرانية اليوم تختلف كثيرا عن عام 1979، وأن إيران تمتلك اليوم قوة ردع قادرة على استهداف جميع القواعد الأمريكية في المنطقة.
كما أشاد بأن أمريكا تدرك أنها لن تجني شيئا من الحرب مع إيران، بل ستزيد من حدة انعدام الثقة بينها وبين الشعب الإيراني. وأضاف أن ترامب إذا كان رجل صفقة فعليه أن يسعى لحل الخلافات بالحوار لا بالتهديد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد تفاوضت مرارا مع إيران لكنها دائما ما تراجعت عن التزاماتها.
وختم بتأكيد أنه من الأفضل للولايات المتحدة أن تدرك خطأها وتبادر للحوار مع إيران بيد ممدودة وليس قبضة فولاذية.