حوار مصطفى أفضل زادة، مراسل “زاد إيران” في طهران
ترجمة: علي زين العابدين برهام
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ردود فعل متباينة بعد توقيعه مذكرة لفرض عقوبات أكبر على إيران، رغم تصريحاته برغبته في التفاوض مع طهران.
حول هذه القضية أجرى “زاد إيران” حوارا مع أبو الفضل ظهره وند، النائب وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، وفي ما يلي نص الحوار:
في الوقت الذي يفرض فيه دونالد ترامب عقوبات قاسية على إيران، لا يزال يصرّح برغبته في التفاوض مع طهران. برأيكم، هل يسعى ترامب فعلا إلى التفاوض، أم أنه يعتمد سياسة مزدوجة تهدف إلى خلق ظروف تجعل الحوار مستحيلا عمليا؟
الولايات المتحدة تتحدث من موقع القوة، فمن جهة، تُظهر استعدادها للتفاوض، ومن جهة أخرى، تمارس ضغوطا مكثفة لإجبار إيران على تقديم تنازلات تخدم مصالحها، لهذا السبب، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، أن إيران لا تسعى للحرب مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه لن تخوض مفاوضات بشروط مفروضة عليها.
إلى أي مدى يمكن أن تؤثر العقوبات الجديدة على احتمالية بدء مفاوضات بين إيران وأمريكا؟
واشنطن تعتقد أن فرض العقوبات قد يمنحها ورقة ضغط في المفاوضات مع إيران، كما تسعى إلى إحداث انقسام داخلي، بحيث تدفع الجهات الداعمة للتقارب مع الغرب إلى ممارسة الضغط على النظام من أجل رفع العقوبات.
من الواضح أن ترامب لا يسعى فعليا إلى التفاوض، وفي الوقت ذاته، نرى إظهارا شكليا لرغبة أمريكا في الحوار مع روسيا، حيث أوقفت إحدى المنظمات الأمريكية المعنية بمتابعة العقوبات على موسكو نشاطها في محاولة لكسب ثقة بوتين، لكن نظرا إلى أن العداء بين إيران وأمريكا أعمق بكثير، يحاول ترامب اللجوء إلى أساليب أخرى لإجبار طهران على التفاوض بشروطه.
هل يمكن اعتبار تحركات ترامب، التي توحي بسعيه إلى إفشال المفاوضات مسبقا، مجرد مناورة إعلامية تهدف إلى تصوير إيران على أنها الطرف الرافض للحوار؟
واشنطن تحاول تقديم إيران كدولة ضعيفة تعاني من أزمات داخلية، وتسعى من خلال إحداث شرخ داخل مؤسسات الحكم إلى خلق سيناريو يُلقي باللوم على الجهات المعارضة للتفاوض داخل إيران في حال عدم انعقاد المحادثات، مما يتيح لها تبرير سياساتها التصعيدية أمام الرأي العام الدولي.
رفض دونالد ترامب الاستعانة بـ ستيف ويتكوف، مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، في أي مفاوضات محتملة مع إيران، رغم سمعته كمفاوض بارع في إتمام الاتفاقات المعقدة. إذا كان ترامب جادا في الحوار مع طهران، فلماذا استبعد إحدى أقوى أوراقه التفاوضية؟
في البداية، اعتقد ترامب خطأً أن بإمكانه إشراك ويتكوف في المفاوضات مع إيران، لكنه تراجع بعد مشاورات مع مستشاريه، الذين حذّروه من أن هذه الخطوة قد تكون غير محسوبة العواقب.
ما تأثير بدء أو فشل المفاوضات بين إيران وأمريكا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في إيران؟
التحدي الأكبر الذي تواجهه إيران لا يقتصر على الضغوط الخارجية، بل يكمن في سوء الإدارة الداخلية، ما يستدعي إصلاحات هيكلية واعتماد نموذج اقتصادي فعال. المشكلة الحقيقية تتمثل في شبكة النفوذ الداخلية، التي تعمل بتنسيق كامل مع واشنطن، وتسعى إلى تضييق الأوضاع المعيشية لإجبار المسؤولين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة.
كيف يجب أن ترد إيران على دعوة ترامب للتفاوض بالتزامن مع تشديد العقوبات؟
يجب على إيران أن تواصل مسارها المستقل وتعزز تعاونها مع الشركاء الاستراتيجيين، مثل روسيا والصين، بجدية أكبر، كما ينبغي توظيف إمكاناتها داخل تكتلات كبرى، مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي، إلى جانب توسيع العلاقات مع الدول الأخرى، بهدف إيجاد حلول اقتصادية مستدامة لمواجهة الضغوط الخارجية.
هل يمكن أن تلجأ أمريكا إلى عمل عسكري ضد إيران إذا رفضت طهران الدخول في مفاوضات كما يُشاع؟
في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية، فإن إيران ستستهدف جميع القواعد الأمريكية في المنطقة، ولن تكون الجهات الداعمة لهذا التحرك بمنأى عن تداعياته.